السؤال الإجبارى الصعب على مائدة اجتماع القمة العربية: إلى أين نحن ذاهبون؟

دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى
بقلم دندراوى الهوارى

تتجه أنظار الشعوب العربية اليوم الثلاثاء 4 مارس، صوب القاهرة، مترقبة عن كثب لفعاليات القمة العربية الطارئة، لمناقشة خطة إعمار غزة، وما ستنبثق منه القمة من قرارات تُثلج صدور الشعوب، بعدما وصل الغضب للحلقوم مما ترتكبه إسرائيل من جرائم إبادة فى غزة، وإصرار على تصفية القضية بطرد الغزاويين قسرا من أراضيهم، مستعينة بفكرة مجنونة خرجت من البيت الأبيض، مفادها تحويل غزة إلى ريفيرا «أمريكية»!
الشعوب العربية، يحدوها الأمل فى أن تجد البيانات المتضمنة لتوصيات القمة، وقد خلت من مصطلحات التنديد والشجب والمناشدة، وتحل مكانها قرارات ومواقف قوية ترسخ للحق والعدل والإنصاف، وتؤكد أن ما زال قلب الأمة نابضا، وصوتها قويا، وقادرة على الدفاع عن مقدراتها.


الوضع التسونامى فى المنطقة، يحتم على الزعماء المشاركين فى القمة، أن يسطروا تاريخا كبيرا، بإعادة اللحمة والاصطفاف وتغليب المصلحة العليا للأمة فوق المصالح الشخصية الضيقة، والتأكيد على أن الجميع فى مرمى الخطر، ولا توجد دولة ما تضمن مطلقا أن تنأى بعيدا عن المخططات الدراماتيكية للمنطقة، لذلك فإن المراقب والمحلل للاتصالات والمقابلات بين الزعماء العرب، والقمة الأخيرة فى الرياض والتى ضمت مصر والأردن ودول مجلس التعاون الخليجى، واستضافتها المملكة العربية السعودية، يجد أن هناك مؤشرات إيجابية تؤكد أن القمة العربية الطارئة اليوم، ستخرج بقرارات مدروسة وقوية فيما يتعلق بإعمار غزة، ورفض تهجير الشعب الفلسطينى، ووضع المجتمع الدولى أمام مسؤولياته.


الزعماء المشاركون فى القمة العربية، يحملون على أكتافهم اليوم تطلعات شعوبهم، فى الحياة التى يستحقونها من أمن واستقرار وتنمية وسلام، ووقف الأطماع المستعرة فى مقدراتهم، وتصحيح المفاهيم، مثل أن الولايات المتحدة الأمريكية، بالفعل لها دور مهم فى المعادلة السياسية بالمنطقة، ولكن لا يجب أن يكون الدور المهيمن والآمر، وأن الأمة العربية وبما تمتلكه من حق أصيل على أراضيها وثرواتها، لزاما عليها أن تضطلع بالدور المهيمن، وأن تحافظ على أمنها القومى.
القمة تمثل فرصة عظيمة، أن يكتب العرب تاريخا ناصع البياض، يضعهم فى خريطة التوازنات ليس فى الإقليم فحسب، ولكن فى معادلة التوازنات الدولية، فهم يمتلكون القدرة والجدارة، فى حين أن العدو الإسرائيلى مستنزف اقتصاديا وعسكريا من حربه فى غزة وجنوب لبنان، وضرباته لسوريا وطهران، وأظهر جيشه ضعفا وترهلا أمام ميليشيات عسكرية، تقاتل بأسلحة خفيفة، وتقليدية.


ويتبقى السؤال المهم، هل يمكن للقمة العربية أن تعيد إحياء مقترح تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة، والذى كانت قد اقترحته مصر فى 2015 على لسان رئيسها عبدالفتاح السيسى؟ الحقيقة أنه وبعد مرور 10 سنوات كاملة من المقترح، أثبتت الأحداث الخطيرة التى تمر بها المنطقة، أن الدولة المصرية كانت تتمتع برؤية ثاقبة وقراءة رائعة ورشيدة للخرائط، وقدرة فائقة على تقديرات المخاطر، واستشراف المستقبل، وأمام ما يحدث فى فلسطين وجنوب لبنان، وسوريا واليمن والسودان والصومال، كان يمكن للقوة العربية المشتركة أن تلعب دورا بارزا فى الردع والقدرة والتأثير المباشر على صنع القرار، فهناك فارق بين جيش عربى موحد، ورمز إرادة أمة بأكملها، وبين جيش معبر عن إرادة دولة منفردة!
الحقيقة أن مصر تتمتع بجيش قوى قادر على الحماية والردع وصون الأمن القومى المصرى، والعربى، ولكن أمريكا وأوروبا، رغم قوة جيوشهم قد أسسوا «الناتو» وتوسعوا فى عضويته، ليصل إلى 32 دولة مستقلة، لذلك فإن فكرة تأسيس قوة عسكرية عربية قوية، تكتسب أهمية كبيرة، ويمكن أن تكون نموذجا مصغرا من «الناتو» تكتسب شرعية قوية، وتمثل الأمة، وتكون رقما فاعلا فى معادلة القوة، وثقلا يعدل ميزان القوة فى المنطقة، إذا ما وضعنا فى الاعتبار أن كل المقومات البشرية والاقتصادية والجيوسياسية، قادرة على نجاحها وتطوير قدراتها.


العالم لا يحترم سوى الأقوياء، والعرب يتمتعون بكل مقومات القوة، وإذا تصافت النفوس، وزادت القناعات بالاصطفاف والوحدة، وإدراك أهمية حماية الأمن القومى العربى، فإن القمة ستخرج بقرارات معبرة عن إرادة الشعوب، وترفع من منسوب الأمل لديها، بأن الأمة قادرة، ففى الوحدة والاصطفاف، قوة، وفى التشرذم، ضعف وترهل.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الطقس اليوم.. أجواء شديد البرودة وانخفاض بالحرارة والصغري بالقاهرة 11 درجة

مواعيد مباريات الجولة الثالثة بكأس عاصمة مصر والقناة الناقلة

إخلاء سبيل إبراهيم سعيد بعد مشاجرته مع طليقته

الاستعانة بلودر لرفع آثار حادث سقوط سيارة نقل من أعلى الدائري بمنطقة ترسا.. صور

قبل صرف معاشات يناير.. التأمينات الاجتماعية تتيح تعديل جهة صرف المعاش


ننشر صور حريق سيارة تريلا امتد لعقار سكنى عقب سقوطها من أعلى دائرى المريوطية

تفاصيل سقوط سيارة تريلا من أعلى الطريق الدائري واندلاع حريق بالطالبية

وفاة سائق إثر سقوط سيارة نقل من أعلى دائرى الطالبية واشتعال النيران بعقار سكنى

"أبو منقار" الجزيرة الأقرب إلى الغردقة والجزء المنفصل عنها منذ عقود.. موطن غابات المانجروف بمحمية الجزر الشمالية.. تحط بها الطيور المهاجرة والمقيمة.. وتعيش بالقرب منها الدلافين والسلاحف الخضراء.. صور

موعد مباراة الأهلى وغزل المحلة فى الجولة الثالثة بكأس عاصمة مصر


تعرف على مخطط تطوير الطريق الدولى الساحلى بطول 800 كم

طقس أوروبى فى بلاد الخليج.. موجة قطبية تضرب العواصم الخليجية.. ضباب وأمطار غزيرة بالإمارات وقطر.. شتاء قارس بالكويت.. ثلوج فى الرياض.. وأخرى تكسو قمم تروجينا وحائل بالمملكة بمشهد لم يتكرر منذ 3 عقود.. فيديو

حالة الطقس اليوم الأحد 21 ديسمبر.. انخفاض جديد بالحرارة وأجواء شديدة البرودة

تحريات المباحث وتقارير.. قرارات النيابة في واقعة حرق شقيق ناصر البرنس لنفسه

عبد الرؤوف: ناصر منسى دخل المنافسة مع مهاجمى الزمالك.. وهدفنا لقب كأس العاصمة

وزير الشباب ومحافظ بورسعيد يقدمان واجب العزاء لأسرة السباح يوسف محمد بمنزله

دار الإفتاء توضح أفضل أوقات صيام التطوع.. وحكم صيام الاثنين والخميس

تعرف على موعد أذان فجر أول أيام شهر رمضان المبارك

بيان مشترك أمريكى مصرى قطرى تركى حول اتفاق غزة.. اعرف التفاصيل

ما حكم الدعاء فى أول ليلة من شهر رجب؟.. اعرف رد دار الإفتاء

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى