صائمون عن المجد (3).. حلم دروجبا ينهار فى التتويج بالأميرة السمراء

من الأمور الغريبة في كرة القدم أن تجد أسماء كبيرة لعبوا طوال مسيرتهم وحققوا العديد من الإنجازات دون التتويج بلقب واحد لبطولة كأس الأمم الإفريقية ثالث أقوى البطولات القارية في العالم بعد كأس أمم أوروبا "اليورو"، وكوبا أمريكا.

وبمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، يقدم "اليوم السابع" سلسلة "صائمون عن المجد، التي تتناول اللاعبين والمدربين وأيضًا الأندية والمنتخبات الذين غابت عنهم شمس البطولات.

وفي الحلقة الثالثة من السلسلة، نتناول مسيرة ديدييه دروجبا أحد أساطير كرة القدم الأفريقية الذي لم يتمكن طوال مسيرته مع منتخب كوت ديفوار من التتويج بلقب كأس الأمم الأفريقية.

سيظل ديديه دروجبا أسطورة كرة القدم في كوت ديفوار أحد أبرز اللاعبين فى تاريخ قارة أفريقيا، رغم أنه لم ينل مطلقاً شرف التتويج ببطولة كأس الأمم الإفريقية مع منتخب بلاده.

دروجبا الذي خاض مسيرة حافلة مع العديد من الأندية الأوروبية أبرزها تشيلسي الإنجليزي الذي توج معه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز "البريميرليج" في ثلاث مناسبات، ودوري أبطال أوروبا مرة واحدة، كما ساهم في صعود منتخب كوت ديفوار لبطولة كأس العالم 2006 التي أقيمت في ألمانيا، ظلت كأس الأمم الإفريقية مستعصية على "الفيل الإيفواري".

كانت كأس أمم أفريقيا 2006 في مصر هي ثاني مرة يشارك دروجبا في بطولة كبرى مع منتخب بلاده بعد نسخة 2002 التي خرجت فيها "الأفيال" من الدور الأول وشارك خلالها في مباراته الدولية الأولى.

الحظ السيئ وقف أمام دروجبا فى 2006 عندما خسر الأفيال اللقب لصالح منتخب مصر بركلات الترجيح، عندما تألق الأسطورة عصام الحضرى، وتصدى لركلة دروجبا، ووقف أمامه مرة أخرى فى 2008 عندما خرجت كوت ديفوار من نصف النهائى على يد مصر أيضاً، قبل أن تتكرر المأساة فى 2010 بالخروج من ربع النهائى أمام الجزائر بعد سيناريو درامى.

فى 2012 كانت الأمور كلها مهيئة لدروجبا من أجل التتويج باللقب فى آخر مشاركة له فى البطولة، ولكن النحس لازمه أيضاً وأبى أن يمنحه شرف ملامسة الكأس الذهبية، بعدما ساهم بنفسه فى ذلك، عندما أهدر ركلة جزاء أمام زامبيا فى المباراة النهائية، قبل 20 دقيقة من نهايتها.

الفيل الإيفوارى كان قد سجل 3 أهداف فى البطولة قبل المباراة النهائية، وتصدر ترتيب الهدافين، بالتساوى مع الأنجولى مانوتشو والجابونى أوباميانج، ولكنه أهدر ركلة جزاء أمام غينيا الاستوائية فى ربع النهائى، قبل أن يكرر ذلك أمام كينيدى موينى حارس زامبيا، الذى احتفل بجنون بعد ضياع ركلة دروجبا، رغم أنه لم يتصد لها، إذ مرت من فوق العارضة.

وبعد أن اتجهت المباراة لركلات الترجيح لم يتأثر دروجبا بإهدارة ركلة جزاء فى المباراة، وذهب لتسديد إحدى الركلات الترجيحية، ونجح بالفعل، إلا أن جيرفينيو أهدر إحدى الركلات بعد ذلك، قبل أن يسجل سونزو ركلة لزامبيا، لتحسم زامبيا اللقب لأول مرة فى تاريخها بنتيجة 8 : 7 ، وتنتهى معها مسيرة دروجبا القارية دون أن يفوز مطلقاً بالأميرة السمراء.