ما سر الحفاظ على دماغ بشرية عمرها 2600 عام عثر عليها فى حفرة ؟

عثر علماء الآثار على جمجمة بشرية مدفونة فى حفرة فى يسلينجتون، يوركشاير بإنجلترا، محفوظة بشكل جيد على الرغم من أنها قضت 2600 عام تحت الأرض، لم يكشف هذا الاكتشاف عن أفضل دماغ قديم محفوظ في العالم فحسب، بل أثار أيضًا العديد من الأسئلة حول علم الحفاظ البيولوجي والممارسات الطقسية فى العصر الحديدي فى أوراسيا، وفقا لما نشره موقع labrujulaverde.
كان موقع التنقيب الواقع على الحافة الشرقية لقرية هيسلينجتون، بالقرب من مدينة يورك، مستوطنة بشرية دائمة لأكثر من 2000 عام، عثر علماء الآثار على أدلة على وجود استيطان يعود تاريخه إلى العصر البرونزي حتى العصر الحديدي، مع وجود هياكل تشير إلى وجود مساكن دائرية وتنظيم مجتمعي معقد.
ومن بين الأشياء التي تم اكتشافها في الموقع كانت هناك العديد من الرواسب الطقسية، بما فى ذلك جثة غزال مقطوعة الرأس في قناة تصريف، وقرون غزال وحجارة متفحمة، ولكن الاكتشاف الأكثر غموضاً كان بلا شك الجمجمة البشرية، والتي أظهرت علامات واضحة على موت عنيف ودفن متعمد.
وأظهر التحليل الجنائي للجمجمة أنها تعود لرجل يتراوح عمره بين 26 و45 عاماً، وربما في الثلاثينيات من عمره، وقد تم شنقه قبل قطع رأسه بسكين رفيع النصل، كان القطع في قاعدة الجمجمة نظيفًا ودقيقًا، مما يشير إلى أنه ربما تم إجراؤه بأداة حادة من قبل شخص لديه خبرة فى هذه الممارسات.
بعد قطع الرأس، تم وضع الرأس في البئر ودفنه بسرعة، دون العثور على بقية الجسم بالقرب منه، ولذلك يعتقد الباحثون أن الأمر كان تضحية بشرية أو إعدامًا طقسيًا، وهي ممارسة تم توثيقها في ثقافات العصر الحديدي الأخرى.
والأمر الأكثر إثارة للدهشة فى هذا الاكتشاف ليس فقط عمر الدماغ، بل أيضاً حالته الاستثنائية من الحفظ، عندما تم فحص الجمجمة في مختبر York Archaeological Trust ، لاحظت أمينة الحفظ راشيل كوبيت وجود مادة صفراء في الداخل.
لقد نجا هيكل الدماغ، على عكس بقية الأنسجة الرخوة، التي اختفت منذ آلاف السنين، وعند إزالتها في مستشفى يورك، وجد أنها انكمش حجمها إلى 20% من حجمها الأصلي، لكنها احتفظت بطياتها العصبية وملمسها الموصوف بأنه مرن ويشبه التوفو.
وقد ولّد لغز الحفاظ عليها نظريات مختلفة، ويبدو أن الجمع بين البيئة الخالية من الأكسجين، والرطوبة المستمرة في التربة كانت من العوامل المحددة علاوة على ذلك، ربما كان قطع الرأس الفوري كافيا لمنع انتشار البكتيريا المعوية، التي تعمل عادة على تسريع تحلل جسم الإنسان.
وعلى النقيض من الأدمغة الأخرى التي وجدت في البيئات الرطبة، لم يظهر هذا الأدمغة أي أثر لمادة adipocere ، وهي مركب شمعي يتكون في ظل ظروف التحلل وبدلاً من ذلك، كشف التحليل الكيميائي عن وجود مادة عضوية غير معروفة ، والتي حلت إلى حد كبير محل البروتينات والدهون الأصلية في أنسجة المخ.
Trending Plus