"الأشنقوط "طقس تنفرد به واحة سيوة للاحتفاء بالصائمين الجدد.. الطفل الصائم لأول مرة يتناوب الأقارب والأصدقاء على إفطاره يومياً.. الصائم الجديد يفطر فى منزله آخر الشهر ويوزع نقودا معدنية على الأصدقاء والأرقارب

يحافظ أهالي واحة سيوة، على تراثهم وتقاليدهم ويتمسكون بها ويورثونها لأبنائهم، على مدار التاريخ، بنفس الحرص على واحتهم الساحرة التي تشبه الكنز المخبوء، الذي يضم العديد من النفائس والدرر الطبيعية والتراثية، التي أكسبتها شهرة عالمية ومحلية بطبيعتها وخصوصيتها الفريدة فى كل التفاصيل، ومن بين العادات التراثية التي يحافظ عليها أهالي الواحة "الأشنقوط" باللغة الأمازيغية، وتعني توزيع النقود على المقربين، ويقيم الطفل أو الصبي عند اتمامه صيام نصف الشهر مائدة إفطار للأصدقاء والأقارب، في نهاية الشهر ومع أول أيام العيد يوزع نقود معدنية على المحتفلين به، بعد أن يقضي الشهر طوافاً على موائد الإفطار التي يتناوب عليها يومياً بدعوة من الأقارب والأصدقاء، وغالباً يفطر في منزله إلا قليلاً.
وكما تتميز سيوة بالفطرة والجمال والآثار وعيون المياه والنخيل والزيتون والآثار الفرعونية والرومانية والأمازيغية والإسلامية، تتميز بسحر الحياة بعادات وتقاليد وخصوصية يتميز بها أبناء الواحة دون غيرهم، ولشهر رمضان عند السيويين عادات وطقوس خاصة وفريدة، يحافظون عليها من الاندثار.
وتنفرد سيوة بظاهرة تراثية جميلة، للاحتفاء بالصائمين الجدد فى كل عام، حيث أن الصبي الذي يصوم لأول مرة لا يفطر فى منزله إلا آخر يوم فى رمضان، حيث يتبادل أقاربه وجيرانه وأصدقائه استضافته يومياً على الإفطار وتقديم الهدايا له احتفاء به وبصيامه الأول.
وأكد السيد حبون من أبناء سيوة، أن الصائم أول مرة عند إتمامه صيام 15يوماً يقوم بعمل "الأشنقوط"، وهو عبارة عن حفلة يجمع فيها أصدقاؤه وأقاربه ويقدم لهم الطعام"مكرونة ورقاق ملفوف بداخله لحم البط والبيض"، ويقدم لهم الحلو "عصيدة" وتتكون من الدقيق والسمن البلدي والسكر الناعم، وعند إكمال الصائم الجديد لشهر رمضان، ومع أول أيام العيد يقوم بتوزيع نقود معدنية جديدة على أصدقائه ومعارفه وأقاربه
من جانبه أكد حمد خالد شعيب الباحث فى أطلس الفولكلور المصري، أن أهالي سيوة متدينون بالفطرة، ويتعاملون مع شهر رمضان بإجلال وورع ويمتنعون عن اللهو والموسيقى بما فى ذلك آلة "الشبابه" المحببة إليهم، والتى يسمونها بلغتهم الأمازيغية "تى شببت" وهى مصنوعة من النحاس وتشبه الناي فى إصدار نغمات شجية وحزينة، كما يمتنعون عن أداء رقصة "الزقالة" الشهيرة وهى الرقص بالعصى، كما يمتنعون عن يلهيهم عن ذكر الله، خاصة مع وجود طريقتين دينيتين فى سيوة، هما أقرب للتصوف "الطريقة السنوسية" و"الطريقة المدنية"، ساهمتا فى لم الشمل بين أهل سيوة الشرقيين والغربيين، منذ عقود طويلة، وقضت على النزاعات والخلافات بينهم.
المسجد العتيق في شالي القديمة - سيوة
تمسك اهالي سيوة بالتقاليد التراثية

شالي وسط واحة سيوة

مدينة شالي أو سيوة القديمة

واحة سيوة قبلة السياحة الشتوية الثقافية والترفيهية
Trending Plus