الفنان التشكيليى نبيل وهبة ضمن المكرمين فى المعرض العام.. تعرف عليه

يظل المعرض العام الحدث التشكيلى الأبرز فى مصر، حيث يعتبر مرآة عاكسة لتطور الحركة الفنية التشكيلية على مدار عقود، وراصدًا دقيقًا لإبداعاتها التى تُجسد روح العصر وتتناغم مع تحدياته، وفى إطار الاستعداد للاحتفال باليوبيل الذهبى، أعلن قطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور وليد قانوش، عن أسماء المكرمين بالمعرض العام فى دورته الجديدة ومن بينهم الفنان نبيل وهبة.
يأتى تكريم الفنان على نبيل وهبة هذا العام ليعيد إلى الواجهة نموذجًا لفنان لم يكن الفن بالنسبة له مجرد ممارسة تشكيلية، بل فعلا متجذرا فى صلب الوجود الإنسانى، حيث تتحول اللوحة إلى ساحة للصراع بين الشكل والدلالة، وبين الحدث والمعنى.
ولد فى الشرقية عام 1937، وتخرج فى كلية التربية الفنية عام 1962، لكن رحلته لم تكن تقليدية، بدأ معلمًا، ثم دخل عالم الإدارة الثقافية، فأدار قصر الجزيرة للفنون وتولى إدارة الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة بين 1970 و1974. انتقل إلى الرياض ليعمل أستاذًا بكلية التربية حتى 1984، ثم عاد إلى مصر للإشراف على قسم التربية الفنية بكلية التربية النوعية بالدقي، قبل أن يتولى إدارة متحف الفن المصري الحديث من 1992 إلى 1995، حيث كان شاهدًا على واحدة من أهم مراحل توثيق الفن المصري.
لكن الوجه الآخر لمسيرته يتجلى في أعماله، التي لا تسجل الحدث، بل تفككه لتصل إلى جوهره الإنساني، لم يكن معنيًا بالتوثيق اللحظي، بل بالغوص في طبقات أعمق، حيث تصبح القضايا الوطنية جزءاً من النسيج البشري العام، وتتحول شخوصه الفنية إلى رموز للصمود والمقاومة، في أسلوبه التعبيري الملحمي، تتداخل الأجساد، تتصارع الخطوط، وتتشكل العوالم البصرية كأنها شواهد على نضال لا يتوقف.
شارك في أكثر من 25 معرضًا جماعيًا محليًا ودوليًا، وكانت أعماله امتدادًا لرؤيته، حيث الفن ليس انعكاسًا للواقع، بل إعادة تشكيله برؤية أكثر كثافة، وأكثر قدرة على عمق التجربة الإنسانية، تكريمه اليوم هو استعادة لفنان جعل من التشكيل لغة تحاور الزمن، ومن الصورة مساحة تشتبك مع التاريخ، لا لتعيد سرده، بل لتكشف طبقاته الخفية.
Trending Plus