قمة فلسطين.. لهذا نجحت مصر وما يجب الانتباه إليه

لاشك أن قمة فلسطين الطارئة بالقاهرة نجاح لمصر بامتياز، حيث نجحت مصر عندما تحدث الرئيس السيسى، فكانت كلمته حاسمة ومحددة، وواقعية وتاريخية، فقد وضع الجميع أمام مسؤولياته، وأكد أن دور مصر لا غنى عنه، وأن مبادئها لا تتجزأ، وأنها باقية على خط النزاهة والشرف مهما كانت التحديات والأخطار والظروف، فلا اعتبارات ولا مواءمات أمام المواقف الحاسمة التى تحدد المصائر.
نجحت مصر.. عندما أعلنت للعلم كله من جديد، لا للتهجير ، ولا لتصفية القضية الفلسطينية، ليس بالقول، وإنما من خلال موقف صلب سيكتب فى التاريخ بحروف من نور مهما قال المزايدون وتنكر المتنكرون.
نجحت مصر.. عندما تصدت لمقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقدمت البديل العملى من خلال خطة كاملة وشاملة لإعادة إعمار غزة دون خروج أهلها، وبموافقة عربية ودولية.
نجحت مصر.. فى تقديم تصور شامل لقضية اليوم التالى للحرب، وغلق الأبواب أمام إسرائيل والولايات المتحدة لاتخاذ هذه القضية ذريعة لمواصلة العدوان وتنفيذ مخططات الصهيونية، فكان انتصار سياسى بامتياز.
نجحت مصر.. عندما وضعت المجتمع الدولى بمؤسساته المختلفة، وعلى رأسها مجلس الأمن الدولى بطرح الحماية الدولية للقدس والضفة الغربية وغزة، وأرسلت رسالة أنها دولة تعرف القانون الدولي وتحترمه، وتؤمن بقرارات الشرعية الدولية وتقدرها، وتتسلح بقوة المنطق لأنها صاحبة حق، ولم ولن تفعل أفعال الكيان الصهيونى، لأنها أمة صاحبة حضارة وليست كيان مارق.
نجحت مصر.. فى شرعنة موقفها دوليا وعربيا، وأن موقفها هو موقف العرب جميعا، وأن العالم كله يدعمها، من خلال اعتماد بيان ختامى صدر بموافقة عربية، وفى وجود الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس المجلس الأوروبي، ورئيس الاتحاد الأفريقي.
نجحت مصر.. فى دعم الفلسطينيين، والعمل على توحيدهم، وتقويتهم، ليتمكنوا من قيادة قضيتهم، وإدارة دولتهم ، وحماية وطنهم، وذلك بالتعهد بالإشراف والتدريب وبكل الدعم، للسلطة الفلسطينية لمواصلة النضال ضد العدو.
نجحت مصر.. وأثبتت من جديد، أنها تأتى أولا ثم يأتى بعد ذلك الآخرون، ونجحت عندما خرجت إسرائيل ورفضت البيان الختامي، وشكك البيت الأبيض فى مخرجاته، لأن ذلك يعنى أن كلمة مصر أزعجتهم، ولم ترضيهم، ما يؤكد نزاهة وشرف دعم مصر للقضية الفلسطينية، وقوة موقفها.
وأخيرًا.. نجحت مصر ، ونجح ثقلها السياسى والاستراتيجى، ونجحت قياداتها السياسية فى القيام بدورها، والأمر أصبح مرهونا بقيام الآخرون بدورهم والذى لا تزال مصر تمد يدها ليتمكنوا من ذلك.. حفظ الله مصرنا الغالية.
Trending Plus