مذبحة بوسطن.. مهدت لنهاية الحكم البريطانى فى الولايات المتحدة

في مثل تلك الأيام وبالتحديد يوم 5 مارس من عام 1770 تجمع حشد من المستعمرين الأمريكيين أمام مبنى الجمارك في بوسطن، وبدأوا بالسخرية من الجنود البريطانيين الذين كانوا يحرسون المبنى.

كان المحتجون الذين أطلقوا على أنفسهم اسم "الوطنيين" يعبرون عن استيائهم من احتلال مدينتهم من قبل القوات البريطانية التي أُرسلت إلى بوسطن عام 1768 لفرض إجراءات ضريبية غير شعبية أقرها البرلمان البريطاني، الذي لم يكن يضم أي تمثيل أمريكي، وفقًا لما ذكره موقع هيستوري.

أمر الكابتن البريطاني توماس بريستون الضابط القائد في الجمارك، رجاله بإصلاح حرابهم والانضمام إلى الحارس خارج المبنى، رد المستعمرون بإلقاء كرات الثلج وأشياء أخرى على القوات البريطانية النظامية وأصيب الجندي هيو مونتجمري مما دفعه إلى إطلاق بندقيته على الحشد.

بدأ الجنود الآخرون بإطلاق النار بعد لحظة وعندما انقشع الدخان مات خمسة مستعمرين هم كريسبس أتوكس، وباتريك كار، وصمويل جراي، وصمويل مافريك، وجيمس كالدويل، وأصيب ثلاثة آخرون.

على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان كريسبس أتوكس وهو أمريكي من أصل أفريقي هو أول من سقط كما يُعتقد عمومًا إلا أن بعض المؤرخين يعتبرون وفاة الرجال الخمسة أولى الوفيات في الحرب الثورية الأمريكية وفقا لموقع هيستورى.

تمت محاكمة الجنود البريطانيين ووافق الوطنيان جون آدامز ويوشيا كوينسي على الدفاع عن الجنود في عرض لدعم نظام العدالة الاستعماري وعندما انتهت المحاكمة في ديسمبر 1770 أُدين جنديان بريطانيان بتهمة القتل غير العمد وصبغ إبهامهما بحرف "M" بتهمة القتل كعقاب.

أعلنت جماعة أبناء الحرية وهي مجموعة باتريوت تشكلت عام 1765 لمعارضة قانون الطوابع عن "مذبحة بوسطن" باعتبارها معركة من أجل الحرية الأمريكية وسبب عادل لسحب القوات البريطانية من بوسطن.

قام باتريوت بول ريفير بعمل نقش للحادث يصور الجنود البريطانيين وهم يصطفون كجيش منظم لقمع التمثيل المثالي للانتفاضة الاستعمارية تم توزيع نسخ من النقش في جميع أنحاء المستعمرات وساعدت في تعزيز المشاعر السلبية الأمريكية حول الحكم البريطاني.

بعد أحد عشر شهرًا في مارس 1776، اضطرت القوات البريطانية إلى إخلاء بوسطن بعد نجاح الجنرال الأمريكي جورج واشنطن في وضع التحصينات والمدافع على مرتفعات دورتشستر وضع هذا التحرير غير الدموي لبوسطن نهاية للاحتلال البريطاني الذي دام ثماني سنوات. من أجل النصر، مُنح الجنرال واشنطن، قائد الجيش القاري، أول ميدالية يمنحها الكونجرس القاري. مرت أكثر من خمس سنوات قبل أن تنتهي الحرب الثورية باستسلام الجنرال البريطاني تشارلز كورنواليس لواشنطن في يوركتاون بفيرجينيا.