الرواية المصرية الجديدة (3 ـ 3)

وصل التأثر بالروح الغربية الجديدة فى الرواية درجة جعلت أغلب الكتاب المصريين من جيلى الستينيات والسبعينيات ينظرون إلى الغرب ليأخذوا، وينظرون إليه ليعطوا، فكان همهم الأول هو "إبهار القارئ، خاصة المترجم الأجنبى، لتغذية صور الشرق التقليدية فى التراث الغربى التى نقلها الرحالة والمستشرقون. وفى هذا الاتجاه وقع كثير من الروايات الغرائبية والفلكلورية والتاريخية أحيانًا" (كما يقول الدكتور حسين بحراوى في كتابه: الحداثة التابعة فى الثقافة المصرية)، واتسم هذان الجيلان بالتقارب فى السن والموقف الرؤيوى/ الإيديولوجى والهواجس الأدبية. فكانوا جماعة أدبية هى جزء من فريق يشمل غيرهم، وكلهم ينتمون إلى التكنوقراط والبيروقراط، فى الريف والمدينة، فهم أبناء أسر فقيرة، وليس منهم واحد لم يجرّب الحفاء فى صغره، وكلهم مرضى بالبلهارسيا والأنيميا، وزاولوا مهنًا متواضعة، وقد عاصروا، وتلقوا أصداء الفترة الناصرية بنكباتها التى بلغت ذروتها بهزيمة عام 1967م، وكان التعليم هو سبيلهم للترقى الاجتماعى، بيد أن الكثيرين منهم لم يلتحق بدراسة عالية، كما يقرر الدكتور محمد البدوى فى كتابه: الرواية الحديثة فى مصر.
ومن ثم فقد ولدت على أيديهم الرواية المصرية الجديدة التي حدد ملامحها عدد من النقاد، وكان منها:
1ـ نقد المحرمات (الجنس والدين والسياسة)، والتحرر من "التبويق" لأيديولوجيا أو نظام، واكتساب قوة رمزية باتجاه مقاومة شروط اليأس صوغا لأسئلة تبحث عن المستقبل.
2ـ "تذويت" الكتابة بالاستفادة من الحياة والتجربة الشخصيتين، وتوظيف عناصر السيرة الذاتية، وفى نفس الوقت التطلع إلى معانقة الفضاء الأدبى العالمى.
3ـ تهجين اللغة باستثمار لغة الكلام، والكتابة فى صوغها الأدنى، بلغة مقتصدة تتجنب الإسهاب فى الوصف، وتتحرر من قيود البلاغة واللغة المحفوظة، وتستخدم التلميح والصمت، وتنويع الضمائر (الالتفات)، وتعدد الأصوات لإكساب العمل الحيادية، وتنويع الحوار وتسريعه مع السرد بالاقتضاب والاكتناز.
2ـ استخدام البنية المفتوحة، وإقصاء الحبكة والديكور والشخصيات، وعدم التقيّد بالتسلسل الزمنى، وحرية الانتقال بين الماضى والحاضر والمستقبل (الاسترجاع والاستشراف)، وقلب الزمن الحكائى، والتنقل بين مستويات مجرى الشعور: تيار وعى، مناجاة داخلية وخارجية، المونتاج (الزمانى والمكانى)، الحلم... إلخ
4ـ إعادة قراءة الواقع بالتركيز على اهتراء وضع الإنسان، وتمزق ذاته وقلقه، وبالتالى كثرة استحضار الماضى الأخف ثقلا من الآنى الحاضر.
5ـ القصد إلى شكل جديد ـ من كل نواحى الجدة ـ للرواية (عتبات، توزيع، تشظى زمانى ومكانى، توظيف فلكلور... إلخ)، وهى عناصر تحققت "فى روايات أسبق زمنيا، إلا أن توظيفها فى الرواية الجديدة يأخذ أبعادا مغايرة نتيجة للتشكيل والنبرة والرؤية.
أحمد طنطاوى
الرواية
الرواية المصرية
الرواية المصرية الجديدة
تقنيات السرد
آليات السرد
نجيب محفوظ
حمدى السكوت
الرواية العربية الحديثة
الرواية العربية
محمد ناجى
السرد
جيل السبعينيات
السبعينات
السبعينيات
الستينيات
جيل السينينيات
الرواية الكلاسيكية
التابوهات
تابوهات
تابوه
تيمة
تيمات
محمد برادة
مرتاض
الزمن
المونتاج
تقنيات الحكى
تقنيات القص
القص
الحكى
الشخوص
الشخصية
Trending Plus