الرواية المصرية الجديدة (3 ـ 3)

أحمد طنطاوى
أحمد طنطاوى
أحمد طنطاوى

وصل التأثر بالروح الغربية الجديدة فى الرواية درجة جعلت أغلب الكتاب المصريين من جيلى الستينيات والسبعينيات ينظرون إلى الغرب ليأخذوا، وينظرون إليه ليعطوا، فكان همهم الأول هو "إبهار القارئ، خاصة المترجم الأجنبى، لتغذية صور الشرق التقليدية فى التراث الغربى التى نقلها الرحالة والمستشرقون. وفى هذا الاتجاه وقع كثير من الروايات الغرائبية والفلكلورية والتاريخية أحيانًا" (كما يقول الدكتور حسين بحراوى في كتابه: الحداثة التابعة فى الثقافة المصرية)، واتسم هذان الجيلان بالتقارب فى السن والموقف الرؤيوى/ الإيديولوجى والهواجس الأدبية. فكانوا جماعة أدبية هى جزء من فريق يشمل غيرهم، وكلهم ينتمون إلى التكنوقراط والبيروقراط، فى الريف والمدينة، فهم أبناء أسر فقيرة، وليس منهم واحد لم يجرّب الحفاء فى صغره، وكلهم مرضى بالبلهارسيا والأنيميا، وزاولوا مهنًا متواضعة، وقد عاصروا، وتلقوا أصداء الفترة الناصرية بنكباتها التى بلغت ذروتها بهزيمة عام 1967م، وكان التعليم هو سبيلهم للترقى الاجتماعى، بيد أن الكثيرين منهم لم يلتحق بدراسة عالية، كما يقرر الدكتور محمد البدوى فى كتابه: الرواية الحديثة فى مصر.

ومن ثم فقد ولدت على أيديهم الرواية المصرية الجديدة التي حدد ملامحها عدد من النقاد، وكان منها:
1ـ نقد المحرمات (الجنس والدين والسياسة)، والتحرر من "التبويق" لأيديولوجيا أو نظام، واكتساب قوة رمزية باتجاه مقاومة شروط اليأس صوغا لأسئلة تبحث عن المستقبل.
2ـ "تذويت" الكتابة بالاستفادة من الحياة والتجربة الشخصيتين، وتوظيف عناصر السيرة الذاتية، وفى نفس الوقت التطلع إلى معانقة الفضاء الأدبى العالمى.
3ـ  تهجين اللغة باستثمار لغة الكلام، والكتابة فى صوغها الأدنى، بلغة مقتصدة تتجنب الإسهاب فى الوصف، وتتحرر من قيود البلاغة واللغة المحفوظة، وتستخدم التلميح والصمت، وتنويع الضمائر (الالتفات)، وتعدد الأصوات لإكساب العمل الحيادية، وتنويع الحوار وتسريعه مع السرد بالاقتضاب والاكتناز.
2ـ استخدام البنية المفتوحة، وإقصاء الحبكة والديكور والشخصيات، وعدم التقيّد بالتسلسل الزمنى، وحرية الانتقال بين الماضى والحاضر والمستقبل (الاسترجاع والاستشراف)، وقلب الزمن الحكائى، والتنقل بين مستويات مجرى الشعور: تيار وعى، مناجاة داخلية وخارجية، المونتاج (الزمانى والمكانى)، الحلم... إلخ
4ـ إعادة قراءة الواقع بالتركيز على اهتراء وضع الإنسان، وتمزق ذاته وقلقه، وبالتالى كثرة استحضار الماضى الأخف ثقلا من الآنى الحاضر.
5ـ القصد إلى شكل جديد ـ من كل نواحى الجدة ـ للرواية (عتبات، توزيع، تشظى زمانى ومكانى، توظيف فلكلور... إلخ)، وهى عناصر تحققت "فى روايات أسبق زمنيا، إلا أن توظيفها فى الرواية الجديدة يأخذ أبعادا مغايرة نتيجة للتشكيل والنبرة والرؤية.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هبة عبد الغنى تتلقى عزاء والدتها فى مسجد الحامدية الشاذلية مساء اليوم

بدء غلق مؤقت للطريق الإقليمي لمدة أسبوع بدءا من اليوم

الأكثر تحقيقا للأرباح في كأس العالم للأندية قبل نصف النهائي.. إنفو جراف

وزارة الطيران: إقلاع جميع الرحلات التى تأثرت نتيجة عطل الاتصالات والإنترنت

حول الشوارع إلى جنة.. شاب قنائي يتطوع ويزرع 1000 شجرة على نفقته الخاصة بمدينته.. أحمد عبد العزيز: البداية كانت منذ عام وأحلم بزراعة المدينة كلها بالأشجار المثمرة.. وأسعى لتحقيق الفائدة العامة لأبناء بلدي.. صور


نتنياهو يرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام

حسام أشرف لاعب الزمالك ينتقل إلى سموحة لمدة موسم واحد على سبيل الإعارة

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 8 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة

بعد عطل الاتصالات والإنترنت.. إقلاع 36 رحلة طيران وجار العمل على 33 أخرى

استكمال عمليات تبريد حريق سنترال رمسيس.. صور


رئيس إشبيلية يُغري ياسين بونو بالعودة إلى الليجا

مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

أوسيمين يوافق على الشروط الشخصية مع جالاتا سراى.. ونابولى يتمسك

الإمارات تنقذ طاقم سفينة بريطانية تعرضت للاستهداف في البحر الأحمر

نقل حركة الإنترنت الثابت لعملاء المصرية للاتصالات لمركز الحركة بالروضة

بعد عام على استشهاده فى غزة.. العثور على رفات اللاعب رامز الكفارنة

حصاد 3 أيام من فتح باب تلقى أوراق الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ

زلزال بقوة 5 درجات يضرب البحر المتوسط قبالة سواحل تركيا

"تنظيم الاتصالات": تعويض العملاء المتأثرين بتعطل الخدمة بعد حريق السنترال

تعرّف على سبب تأخّر وصول آدم كايد بعد التوقيع الإلكترونى للزمالك

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى