الفنان محيى الدين حسين أحد المكرمين فى المعرض العام.. تعرف على مسيرته

أعلن قطاع الفنون التشكيلية، برئاسة الدكتور وليد قانوش، عن أسماء المكرمين فى المعرض العام بدورته الجديدة من ضمنهم الفنان محيي الدين حسين، الذي لم يكن الخزف مجرد خامة قابلة للتشكيل، بل كيان يحمل ذاكرة الأرض وتاريخ النار الذي لم يلتزم بالقواعد الجاهزة، بل أطلق للخزف مساحته الخاصة داخل التشكيل المصري المعاصر، متجاوزًا المفهوم الحِرفي إلى أفق تعبيري أوسع إذ منح الطين هوية جديدة، وجعل من ألوان الحريق والزجاج المصقول أدوات تحاور الزمن.
بدأ رحلته من كلية الفنون التطبيقية، قسم الخزف عام 1962، لكنه لم يكتف بالدراسة الأكاديمية، بل اختبر الخامة في أبعادها الأعمق، مستفيدًا من تقنيات الفخار التقليدية، ومنفتحًا على الحداثة، حتى أصبح أحد الأسماء التي أعادت رسم موقع الخزف داخل الحركة التشكيلية. بعد حصوله على منحة التفرغ للإبداع الفني، انضم إلى مجموعة الفنانين المتفرغين بمؤسسة الأهرام عام 1968، حيث بدأ في طرح رؤيته الخاصة لهذا الفن، الذي ظل لسنوات خارج التيار العام للفنون التشكيلية.
لم يكن معنيًا فقط بالممارسة، بل بدور الخزف في المشهد الفني، فكان قومسيير بينالي القاهرة الدولي للخزف عام 1992، وأسّس ملتقى الفخار الشعبي بقنا عام 1999، حيث وضع مساحة للحوار بين التراث والتجريب، أقام 24 معرضًا فرديًا، وشارك في عشرات المعارض الجماعية، كما مثّل مصر في 20 معرضًا دوليًا، مقدمًا أعمالًا تستلهم من الفخار الشعبي المصري، لكنها تُعيد صياغته برؤية حديثة.
في تكريم مستحق، خصصت مكتبة الإسكندرية معرضًا دائمًا لأعماله، يضم 100 قطعة نادرة، من الأواني إلى الجداريات، ومن اللوحات إلى التماثيل، حيث تتجلى تقنيات الحريق الزلطي والبريق المعدني، التي جعل منها مسارًا بصريًا متجددًا.
تكريمه في هذه الدورة ليس فقط تقديرًا لمسيرة ممتدة، بل لرحلة جعلت من الطين كائنًا نابضًا بالتعبير، ومن النار وسيطًا لإعادة بناء الشكل، حيث يصبح الخزف سجلًا للتجربة، تتغير ملامحه مع كل انصهار، لكنه يظل شاهدًا على يد صنعت من المادة فنًا لا ينتمي لزمن واحد.
Trending Plus