تحذيرات أممية من جرائم الاحتلال بمنع دخول المساعدات لقطاع غزة.. المتحدث الأممى: عواقب مدمرة.. الأونروا: يهدد حياة المدنيين المنهكين من الحرب الوحشية.. صندوق السكان: تجاهل صارخ للقانون الدولى

حذرت وكالات الأمم المتحدة وبرامجها من قرار الاحتلال الإسرائيلي بمنع وصول المساعدات إلى قطاع غزة ووقف المساعدات الانسانية المنقذة للحياة من خلال إبقاء المعابر إلى غزة مغلقة من جانب الاحتلال وذلك بعد شهور طويلة من الحرب المدمرة على غزة.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة إن إبقاء المعابر إلى غزة مغلقة ستكون له "عواقب مدمرة على السكان الذين بدأوا للتو في التعافي من شهور من الحرمان والجوع"، ودعا الدول وأصحاب النفوذ إلى استخدام "كل الوسائل المتاحة لضمان استمرار وقف إطلاق النار".
وأكدت منظمة الصحة العالمية بأنه تم إجلاء 29 طفلا مريضا من غزة إلى الأردن لتلقي العلاج الطبي المتخصص، إلى جانب 43 مرافق وإن هذه كانت أول عملية إجلاء طبي إلى الأردن بدعم من المنظمة منذ بدء وقف إطلاق النار مشيرة إلي إن وحدة غسيل الكلى في مستشفى الرنتيسي للأطفال استأنفت خدماتها يوم أمس، إلى جانب تشغيل وحدة المرضى الداخليين التي تضم 25 سريرا، كما استؤنفت خدمات طب الأطفال في المستشفى الإندونيسي.
وأضاف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن المعابر إلى غزة لا تزال مغلقة أمام الشاحنات لافتا إلي إن السلطات الإسرائيلية رفضت المحاولات الأممية لجمع الإمدادات الإنسانية التي عبرت معبر كرم أبو سالم قبل إغلاقه.
من جانبه، قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن قرار إسرائيل بوقف المساعدات إلى غزة "يهدد حياة المدنيين المنهكين من ستة أشهر من الحرب الوحشية" مضيفا أن المساعدات الإنسانية يجب أن تستمر في التدفق على نطاق واسع، على غرار ما رأيناه خلال الأسابيع الستة الماضية عندما بدأ وقف إطلاق النار.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش قال أمام مؤتمر القمة الاستثنائي لجامعة الدول العربية بشأن الوضع في غزة الذي عقد بالقاهرة شدد على ضرورة تجنب "بأي ثمن" استئناف الأعمال العدائية في غزة التي "من شأنها أن تغرق الملايين مرة أخرى في هاوية المعاناة وتزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة"، ودعا إلى استئناف المفاوضات الجادة لوقف إطلاق النار بجميع جوانبه دون تأخير.
وأكد أمين عام الأمم المتحدة على ضرورة إزالة جميع العقبات التي تحول دون إيصال المساعدات المنقذة للحياة بشكل فعال، وأضاف: "المساعدات الإنسانية غير قابلة للتفاوض. يجب أن تتدفق دون عوائق مشددا علي ضرورة تمويل الاستجابة بشكل كاف، ويجب حماية المدنيين بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني مؤكدا أنه أثبتت الأمم المتحدة وشركاؤها بمن فيهم الهلال الأحمر المصري أن الاستجابة التي تتم بتنسيق منها يمكنها أن توفر المساعدة التي يحتاجها الناس، إذا أتيح لها الوصول".
وقال مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان الإقليمي بالدول العربية إن قرار الحكومة الإسرائيلية منع دخول المساعدات إلى غزة يسبب المزيد من المعاناة للنساء والفتيات اللواتي حُرمن بالفعل من الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة ويهدد صحتهن
وأكد المكتب الأممي أن القيود المفروضة تتجاهل القانون الدولي الإنساني بشكل صارخ، وهو أمر غير قابل للتفاوض وينص بشكل لا لبس فيه على أن إسرائيل يجب أن تسهل تسليم المساعدات الإنسانية بغض النظر عما إذا كان وقف إطلاق النار صامدا أم لا
وقال الصندوق إن إعادة فرض الحصار على غزة يهدد بعكس مسار التقدم في وقت حرج حيث يكافح الناس من أجل البقاء. فمنذ بدء وقف إطلاق النار، ركز صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاؤه على استعادة الخدمات الأساسية للنساء والفتيات، حيث قدم خدمات الصحة الإنجابية والحماية لـ 170 ألف امرأة وفتاة، وأنشأ وجهز 16 مرفقا صحيا مؤقتا لتوفير الرعاية الصحية الحرجة لآلاف النساء الحوامل وللأمهات من بين أنشطة أخرى.
وعلى الرغم من هذه الجهود، قال الصندوق إن احتياجات النساء والفتيات لا تزال هائلة، حيث خلفت الحرب دمارا لا يمكن تصوره فيما انتشر المرض والجوع وأصبح النظام الصحي في حالة خراب.
وفي بيان له قال المكتب الإقليمي: "أظهر التخفيف المؤقت للقيود أثناء وقف إطلاق النار ما هو ممكن عندما يُسمح للمساعدات بالوصول إلى المحتاجين. لا يمكننا أن نقبل العودة إلى القيود الخانقة التي حددت هذا الصراع".
ودعا الصندوق جميع الأطراف إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي بشكل كامل وعاجل، ورفع الحصار والسماح للمساعدات الإنسانية بالتدفق بحرية إلى غزة.
Trending Plus