"المذكرات".. رواية ميخائيل جورباتشوف لأحداث ما قبل تفكك الاتحاد السوفيتى

"بقلم الرئيس".. حلقات يومية نقدمها فى شهر رمضان الكريم، نناقش فيها كتب ومؤلفات كتبها الرؤساء وقادة العالم ما بين سرد تاريخهم النضالى أو صعودهم السياسى، أو توثيق فترات حكمهم، نستعرض فيها أهم ما جاء فى كل كتاب وردود الفعل التى أثارها.

لاشك أن ميخائيل جورباتشوف يظل أحد أبرز قادة العالم فى القرن العشرين، والذى كان أخر زعماء الاتحاد السوفيتى قبل تفككه، وتعامل مع قضايا كثيرة شائكة داخل روسيا وخارجها، وأثار الجدل حوله والانقسامات حول دوره فى إنهاء الحرب الباردة وبداية نظام عالمى جديد.

وهناك العديد من المؤلفات التى كتبها أو شارك جورباتشوف فى كتابتها، لكن مذكراته الشخصية التى صدرت فى عام 1995 بعنوان "المذكرات" هى الأهم فى الإطلاع على رؤيته لما حدث فى عهده وتأمله لقرارته وعلاقته فى تلك المرحلة التاريخية.

كتاب جورباتشوف "المذكرات"، بالروسية "Жизнь и реформы"، وتعنى "الحياة والإصلاحات"، هى سيرة ذاتية سياسية يروى فيها تفاصيل حياته وتجربته كزعيم للاتحاد السوفيتى،  بالإضافة إلى دوره فى إنهاء الحرب الباردة وإدخال إصلاحات مثل "الجلاسنوست" الذى يعنى الانفتاح، والبيريسترويكا أو إعادة الهيكلة. وتوصف المذكرات بأنها وثيقة تاريخية مهمة لفهم فترة التحول الكبير فى الاتحاد السوفيتى والعالم فى أواخر القرن العشرين.

يتحدث جورباتشوف فى الكتاب عن طفولته فى قرية صغيرة فى جنوب روسيا، وتأثير الحرب العالمية الثانية على حياته، ويتناول صعوده فى الحزب الشيوعى السوفيتى ووصوله إلى منصب الأمين العام للحزب فى عام 1985.

يشرح جورباتشوف دوافعه وراء إصلاحات الجلاسنوست والبيريسترويكا، والتى هدفت إلى إنعاش الاقتصاد السوفيتى المتدهور وزيادة الشفافية السياسية، كما يناقش التحديات التى واجهها فى مواجهة المعارضة الداخلية من المحافظين داخل الحزب الشيوعى،  وكذلك من الإصلاحيين الراديكاليين.

وفيما يتعلق بالخارج، يروى جورباتشوف تفاصيل علاقته مع القادة الغربيين، مثل الرئيس الأمريكى رونالد ريجان ورئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر، ودوره فى تخفيف التوترات النووية بين الشرق والغرب. كما تحدث عن انسحاب القوات السوفيتية من أفغانستان وعن الجهود الدبلوماسية التى أدت إلى إنهاء الحرب.

يعترف جورباتشوف بالأخطاء التى ارتكبها خلال فترة قيادته مثل عدم وجود خطة اقتصادية واضحة وغهمال القطاع الزراعى والفشل فى إدارة المعارضة داخل الحزب الشيوعى. كما اعترف أيضا بأنه لم يفهم بشكل كامل عمق المشاعر القومية فى الجمهوريات السوفيتية المختلفة، مما أدى إلى تزايد المطاب بالاستقلال فى دول البلطيق وجورجيا وأوكرانيا.

واعترف جورباتشوف بأنه كان يمكن أن يكون أكثر حذرًا فى التعامل مع التهديدات التى أدت إلى محاولة الانقلاب ضده فى أغسطس 1991.