سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 7 مارس 1907.. مصطفى كامل يهاجم سعد زغلول وزير المعارف لمعارضته التعليم باللغة العربية قائلا: «أنت لم تلتحق أبدا بمدرسة وندرك الآن لماذا اختارك كرومر وزيرا»

مصطفى كامل
مصطفى كامل

تولى سعد زغلول منصب وزير المعارف فى أكتوبر 1906 فأشاد مصطفى كامل بهذه الخطوة، قائلا فى جريدة اللواء يوم 28 أكتوبر 1906: «صفات سعد بك زغلول وهو فى المحاماة أولا، وفى القضاء ثانيا، تحملهم جميعا على الارتياح لهذا التعيين الذى صادف مصريا مشهورا بالكفاءة والدراية والعلم الغزير، وحب الإنصاف والعدل».

لم تدم هذه الإشادة من مصطفى كامل بسعد زغلول طويلا، فبعد نحو أربعة شهور شن «كامل» هجوما عنيفا ضد سعد فى مقال بعنوان «فشل وزير» نشره فى صحيفة «الابتندار» يوم 7 مارس، مثل هذا اليوم، 1907، حسبما يؤكد الكاتب الصحفى «رشاد كامل» فى كتابه «الهانم والزعيم – مشوار حياة سعد زغلول وأم المصريين»، فلماذا كان هذا الهجوم؟ وهل يقودنا إلى معرفة طبيعة الشخصيتين.؟

يذكر عبدالرحمن الرافعى فى كتابه «مصطفى كامل – باعث الحركة الوطنية»، أن مصطفى كامل وهو من مواليد سنة 1874 حين بدأ حياته الوطنية 1890، كان سعد زغلول المولود سنة 1859 لا يزال المحامى النابه، المنصرف إلى أعماله فى المحاماة، ثم عين سنة 1892 قاضيا فانقطع إلى قضائه بمحكمة الاستئناف.

وفيما كان مصطفى كامل وحتى رحيله فى يوم 10 فبراير 1908 قائدا للحركة الوطنية التى تطالب برحيل الاحتلال الإنجليزى، جاء سعد زغلول وزيرا للمعارف باقتراح من اللورد كرومر المعتمد البريطانى، حسبما يؤكد أحمد شفيق باشا رئيس ديوان الخديو عباس الثانى فى مذكراته «مذكراتى فى نصف قرن» قائلا: «لم يرتح الخديو لاقتراح كرومر لكثرة اختلاط سعد بالمرحوم الشيخ محمد عبده، ويضيف شفيق: «كان الفكر السائد بيننا هو أن كرومر يريد تعيين سعد فى نظارة المعارف ليبعده عن الاشتغال بالجامعة مشروع تأسيس الجامعة المصرية، ظنا منه أنه بذلك يقضى عليها، ولهذا أمرنى الخديو بالتوجه مع إسماعيل باشا أباظة لمقابلة سعد، وأن نطلب منه ألا يغفل أمر الجامعة وأن يستمر إشرافه عليها، فلما قابلناه وأبلغناه رسالة الخديو لم يؤكد لنا عزمه صراحة فى تنفيذ هذه الرغبة، ولكنه وعد ألا ينساها، ولما أبلغنا الخديو ذلك لم يسر لتلك الإجابة.»

وفى مقارنة حول المسار السياسى للاثنين، يذكر فاروق القاضى فى كتابه «فرسان الأمل - تأملات فى الحركة الطلابية المصرية»، أن شعارات وخطب مصطفى كامل كانت تلهب المشاعر وتغلب عليها الرومانسية، لكنها لا توحى بعمل شىء محدد أو تدعو إلى القيام بتمرد معين يشعل ثورة، أما الواقعية العقلانية الخارجة من هزيمة الثورة العرابية كانت مجسدة فى سعد زغلول، وأن سعد ومصطفى مدرستان مختلفتان تمام الاختلاف، اختلاف الفلاح الأزهرى (سعد) عن الأفندى ابن المدينة(كامل)»

فى هذا السياق يمكن أن نفهم هجوم مصطفى كامل ضد سعد زغلول يوم 7 مارس 1907، والذى يذكر «الرافعى» قصته، قائلا، أنه بدأ بطلب «الجمعية العمومية» من الحكومة فى مارس 1907 بجعل التعليم فى المدارس الأميرية باللغة العربية، وكانت باللغة الإنجليزية، فاعترض سعد، وألقى خطبة طويلة، قال فيها: «إن الحكومة لم تقرر التعليم باللغة الأجنبية لمحض رغبتها أو اتباعا لشهوتها، ولكنها فعلت ذلك مراعاة لمصلحة الأمة، وإذا فرضنا أنه يمكننا أن نجعل التعليم من الآن باللغة العربية، فإننا نكون أسأنا إلى بلادنا وإلى أنفسنا إساءة كبرى، لأنه لا يمكن للذين يتعلمون على هذا النحو أن يتوظفوا فى الجمارك والبوستة والمحاكم المختلطة والمصالح العديدة التابعة للحكومة».

لم تلق اعتراضات سعد ترحيبا من الجمعية العمومية التى كانت الشكل البرلمانى الموجود وقتئذ، وأقرت بالأغلبية التعليم بالعربية، وفتح «كامل» النار على سعد، قائلا: «لا يوجد ما يدعونا للدهشة بخصوص هذا الرجل الذى تعلم مؤخرا اللغة الفرنسية وهو لا يحسن التحدث بها، وقد نجح فى مهنته بفضل اللغة العربية، ويؤكد تأكيدا جريئا على أنه تلقى العلوم باللغات الأجنبية (ولتكن الإنجليزية) أمر ضرورى، إننا نستطيع الآن أن ندرك أكثر لماذا اختار اللورد كرومر لوزارة المعارف العمومية صهر رئيس الوزراء(مصطفى فهمى باشا) وأين سر سياسته؟

وأن ندرك أكثر لماذا تضلل الصحف الإنجليزية والمناصرة للإنجليز بقولها إن الوزير الجديد كان وطنيا فى حين أنه كان يبدى فى علاقاته كلها تعاطفا مع السلطة؟ نحن نعلم الآن لأى غرض اختار اللورد كرومر لوزارة المعارف رجلا لم يلتحق أبدا بمدرسة، ولا يعد قط عالم تربية ولم يهتم أبدا بالقضية، إن كل الذين كانوا يقدرون الوزير كقاض يأسفون على حاضره، ويخشون على مستقبله ويفضلون ماضيه، إنه على منحدر خطير حقا، إننى أعلم أنهم يجعلونه يأمل فى تولى رئاسة الوزارة بعد حميه، ولكن هل تساوى حقا (رئاسة الوزارة) كل الخسائر الأخلاقية التى سيتحملها إذا استمر فى الطريق الذى سلكه».

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

العش وعمر كمال على رأس 11 لاعبا يغيبون عن الأهلى أمام فاركو الليلة

إصابة فليك فى تدريبات برشلونة قبل مواجهة ريال مايوركا

المستشار الألمانى: يجب على روسيا الموافقة على وقف إطلاق النار مع أوكرانيا

موسم صيد الإخوان.. مطاريد الشرق والغرب.. انتفاضة عالمية فى مواجهة شرور الجماعة الإرهابية.. وحلفاء الماضى يستفيقون على مخاطر وألاعيب عصابة حسن البنا.. صيحات دولية تؤكد: لا مكان لا مكان للإخوان فى مجتمعاتنا

أصاب 4 أشخاص وأتلف 3 سيارات.. تفاصيل محاولة هروب قائد سيارة حادث أكتوبر


مواعيد مباريات اليوم.. ليفربول ضد بورنموث في افتتاح الدوري الإنجليزي والأهلى ضد فاركو

جميلة عوض تعوض غيابها عن السينما بـ4 أفلام دفعة واحدة

كل ما تريد معرفته عن المعهد الشرطى الصحى.. الشروط والمجموع المطلوب للتقديم

تفاصيل إحالة عامل للمحاكمة بتهمة التعدى على سيدة داخل سيارة

المؤبد وغرامة تصل 5 ملايين جنيه عقوبة إغراق المخلفات الخطرة فى البحر


ترتيب الكرة الذهبية بعد السوبر الأوروبي.. محمد صلاح يطارد ثنائي باريس

الطقس اليوم.. شديد الحرارة ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 وأسوان 49

من البطاطس إلى القهوة.. موجة الغلاء تضرب موائد العالم.. الأرز والكاكاو وزيت الزيتون ضحايا جديدة للتغير المناخى.. ارتفاع الأسعار تصل حتى 280%.. سعر القهوة يزيد 100%.. والزيتون يواصل الصعود بنسبة 50% سنويا

100 عام على ميلاد هدى سلطان.. باقية بمسيرتها الفنية وأعمالها الخالدة

موعد مباراة الأهلى أمام فاركو اليوم الجمعة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

أشرف زكى يصدر قرارا بمنع الفنانين الحديث عن أزمة بدرية طلبة بأى وسيلة إعلامية

محمود سعد: أرقام تحاليل أنغام تتحسن لكن موصلتش لمرحلة الخروج من المستشفى

حبس المتهمين بمطاردة سيارة فتيات على طريق الواحات 4 أيام

سنة دون مبرر.. غلق الوحدة السكنية يوجب إخلاءها فى قانون الإيجار القديم

تأكيدا لليوم السابع.. الزمالك ينهى أزمة مستحقات البرتغالى جوزيه جوميز بالتراضى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى