مصطفى ثابت: الإسلام وضع أخلاقيات صارمة للحروب تحمي الإنسان والإنسانية

أكد الشيخ مصطفى ثابت، الداعية الإسلامي، أن الإسلام وضع معايير صارمة وأخلاقيات رفيعة للحروب، تضمن حماية الأبرياء وعدم الاعتداء على غير المقاتلين، مشيرًا إلى أن هذه القيم تجسدت في مواقف الصحابة رضي الله عنهم، ومن أبرزها موقف الصحابي الجليل أبو دجانة في غزوة أحد.
وأوضح الشيخ مصطفى ثابت، خلال حلقة برنامج "حضارة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن النبي صلى الله عليه وسلم عرض سيفًا على الصحابة وقال: "من يأخذ هذا السيف بحقه؟"، فطلبه أبو دجانة، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام كرر السؤال ثلاث مرات حتى سأله عن حق السيف، فأجابه النبي بأنه "ألا يقتل به مسلمًا، وألا يفرَّ به عن كافر"، لافتا إلى أن هذا الشرط يؤكد التزام المسلمين بقواعد الأخلاق حتى في أصعب الظروف.
وأضاف أن أبا دجانة حينما دخل ساحة المعركة، وجد مقاتلًا يحرض الكفار بشدة، وعندما همَّ بقتله، اكتشف أنها هند بنت عتبة، فامتنع عن ذلك قائلًا: "كرهت أن أضرب بسيف رسول الله امرأة لا ناصر لها"، موضحا أن هذا الموقف يجسد أحد أهم أخلاقيات الحرب في الإسلام، وهو عدم الاعتداء على النساء، الأطفال، وكبار السن، ما داموا غير مشتركين في القتال.
وأشار الشيخ مصطفى ثابت إلى أن الإسلام لم يكن أبدًا دينًا عدوانيًا، بل دعا إلى السلم، وجعل الحرب ضرورة لحماية الدين والأنفس ورد العدوان، مستشهدا بقول المؤرخ ابن خلدون بأن الحروب عبر التاريخ قامت لأربعة أسباب: التنافس على الدنيا والموارد، الرغبة في العدوان والانتقام، الدفاع عن الدين، والتمرد الداخلي، وأن الإسلام حدد بوضوح أن الحرب العادلة هي التي يكون هدفها إعلاء كلمة الله وليس الطمع أو الغنائم.
وأكد على أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع ضوابط واضحة للحروب، ومنها النهي عن الغدر، قتل الأبرياء، أو التمثيل بالقتلى، مشيرًا إلى أن هذه القيم يجب أن تكون نبراسًا للإنسانية في عصرنا الحالي، خاصة في ظل الحروب والصراعات التي تشهدها بعض الدول، والتي يذهب ضحيتها الأبرياء بسبب غياب الأخلاق والمبادئ العادلة.
Trending Plus