رحمي وذكريات الطفولة "مش بس في رمضان".. أرملة المخرج الشهير تكشف مفاجآت عن بوجي وطمطم.. "كنوز رشيد" آخر جزء من المسلسل ولم يرَ النور.. و"بقلظ" في انتظار برنامج جيد للعودة للحياة

لا تزال شخصيات بوجى وطمطم تحتل مكانة خاصة فى قلوب الأجيال التى نشأت على مشاهدتها خلال شهر رمضان، حيث شكلت جزءًا أساسيًا من ذاكرة الطفولة المصرية، ابتكرها المخرج الراحل محمود رحمى، الذى لم يكن مجرد صانع للعرائس، بل كان يحمل رسالة تربوية وثقافية استهدفت الأطفال المصريين من خلال شخصيات قريبة منهم تحمل قيمهم وموروثاتهم الثقافية.

كيف بدأت فكرة بوجى وطمطم؟ وما الذى دفع «رحمى» لابتكار هذه الشخصيات؟ وكيف كانت كواليس التصوير؟ وما حقيقة الجزء الأخير الذى لم يرَ النور؟ للكشف عن هذه الأسرار، تحدثنا إلى فوقية خفاجى، الفنانة التشكيلية وأرملة المخرج الكبير محمود رحمى، التى كانت شاهدة على أدق تفاصيل هذا العالم الساحر.

فى البداية.. كيف جاءت فكرة مسلسل بوجى وطمطم؟

كان محمود رحمى فنانًا بارعًا فى فن النحت، وعُين معيدًا فى الكلية، لكنه أدرك أن رسالته لن تصل إلى الأطفال من خلال التماثيل المعروضة فى القاعات المغلقة، بل عبر الشاشة الصغيرة، لهذا السبب التحق بالتليفزيون المصرى عام 1961، وبدأ فى تصميم العرائس والمشاركة فى العديد من الأعمال التليفزيونية.

وفى الستينيات، أخرج وصمم شخصيات مسلسل «حمادة وعم شفيق»، حيث جسد شخصية الطفل الشقى حمادة، والرجل الحكيم عم شفيق الذى يحاول توجيهه، وفى أواخر السبعينيات، قدم مسلسل «توتة وسمسم»، لكن أكثر ما كان يثير غضبه هو انتشار أفلام الكرتون الغربية، التى تحمل قيمًا لا تعكس الثقافة المصرية، فدفعه ذلك إلى ابتكار بوجى وطمطم، بهدف تقديم بديل مصرى أصيل للأطفال، يعكس بيئتهم ومجتمعهم.

لماذا اختار أن تكون البنت شخصية أرنبة والطفل شخصية قرد؟

«رحمى» كان مبدعًا ومتميزًا فى فن الطفل، وكان يرى أن الطفل المصرى لديه قدرة إبداعية، فأراد أن ينمى خياله لذلك اختار شخصية القرد للولد، لأنه يمثل الشقاوة وأطلق عليه اسم بوجى على اسم شقيقه الأكبر، الذى كان اسمه إسماعيل وشهرته بوجى، والبنت أطلق عليها طمطم، لأن هذا اسم الشهرة الذى كان يطلق على الكثيرات من الفتيات.

المخرج محمود رحمى

بعض أبطال المسلسل

هل شخصية عم شكشك مستوحاة من الواقع؟

نعم، كان «رحمى» يستلهم شخصياته من الواقع المصرى، فأى حارة مصرية يوجد رجل عجوز متقاعد يقضى وقت فراغه بالتطلع على أحوال أهل حارته، لكنه يحارب فى نفس الوقت السلبيات التى حوله ويتعامل مع والده باحترام وأدب، وكان يقوم سلوك الأطفال، ثم جاء بطنط شفيقة لأن كل منزل يوجد فيه سيدة متسلطة أرستقراطية، فجميع شخصيات «رحمى» مصرية 100% لذلك دخلت قلوب الناس وعاشت حتى الآن.

بوجى وطمطم

بوجى وطمطم

فوقية خفاجى

كيف جاءت فكرة شخصية بقلظ؟

لا أعلم كيف جاءت فكرة الشخصية، لكن علمت منه أنه استوحاه من شخصية الأراجوز المصرى، وملابسه من المهرج الأجنبى، وكان يؤديه الفنان سيد عزمى، وبدأت ببرنامج عصافير الجنة مع سلوى حجازى، وصولا للإعلامية نجوى إبراهيم، لكن لو هناك برنامج جيد لشخصية بقلظ سوف أوافق.

رواد السوشيال ميديا دائمًا ما يطرحون سؤال كيف يكون بوجى القرد شقيق طمطم الأرنبة؟

يعتقد البعض أن بوجى وطمطم شقيقان، لكن الحقيقة أنهما صديقين وليسا أخين، كان هدف «رحمى» من هذا الاختيار هو تنمية خيال الأطفال، حيث جعل طمطم الفتاة الذكية التى تحاول تهذيب سلوك بوجى الشقى، فى حين أن طماطم هى شقيقتها الصغرى.

المخرج محمود رحمى

هل كان هناك ترشيحات لتأدية صوت طمطم وبوجى غير النجمة هالة فاخر والنجم يونس شلبى؟

كان «رحمى» يبتكر أصوات الشخصيات بعد تصميمها، ثم يختار الممثلين المناسبين، لذلك لم يكن هناك بديل عن الفنان يونس شلبى لتأدية صوت بوجى، والفنانة هالة فاخر لتأدية صوت طمطم، وكان يونس شلبى يقول دائمًا إنه قدم العديد من الأعمال، لكن الجمهور يتذكره بصوت بوجى أكثر من أى شىء آخر.

هل هناك مواقف طريفة أو مأساوية حدثت خلال كواليس مسلسل بوجى وطمطم؟

من بين أكثر المواقف إثارة، كان هناك مشهد يتضمن بوجى داخل حلبة أسد، وكان مدرب الأسود إبراهيم الحلو مسؤولًا عن التحكم بالمشهد، لكن خلال التصوير، هاجم الأسد بوجى وأمسكه بأسنانه، مما أدى إلى تمزيق العروسة، شعر «رحمى» برعب شديد، وكان على وشك الدخول إلى الحلبة لإنقاذ «بوجى»، لأنه كان يعتبر العرائس جزءًا منه، وليست مجرد أدوات للعرض.

الفنان حسن يوسف يحتضن طمطم

هل خطط «رحمى» لجزء جديد لم يُعرض من بوجى وطمطم؟

نعم، كان يخطط لإنهاء السلسلة بجزء أخير يحمل عنوان «كنوز رشيد»، حيث يسافر بوجى وطمطم لاستكشاف تاريخ مدينة رشيد، وكان قد كتب السيناريو واختار مواقع التصوير، لكنه توفى قبل أن يتمكن من تنفيذ المشروع.

هل فكر «رحمى» فى إضافة شخصية جديدة للمسلسل قبل رحيله؟

قبل وفاته، كان يخطط لإدخال شخصية جديدة تُدعى «شكشوكة»، وهى شقيقة عم شكشك، رسم لها صوتًا مميزًا، لكنها لم تكتمل بسبب وفاته، ومع ذلك لا تزال التصميمات محفوظة، بانتظار نص مناسب يعيدها إلى الحياة.

إمضاء رحمى

هل فكر فى طرح عرائس بوجى وطمطم؟

فى عام 1996 عندما حققت أجزاء مسلسل بوجى وطمطم نجاحًا جماهيريًا ودخلت قلوب الأطفال، فكر «رحمى» فى طرح طمطم وبوجى وطماطم للأسواق، ولدى نماذج لهم وحاولنا نصنعها بالصين، ولكن كانت النتيجة بشعة، وطوينا هذه الصفحة، وهناك تجار يصنعون العرائس فى الصين دون الرجوع لنا، ومازلنا نقاضيهم فى المحاكم وأنا واثقة فى القضاء المصرى.

الزميلة نورا طارق تحاور أرملة المخرج رحمى

هل يمكن أن نرى بوجى وطمطم فى مسلسل جديد؟

أتمنى أن أرى مسلسلًا جديدًا لبوجى وطمطم، لكن بشرط أن يُكتب النص بحرفية تحترم الشخصيات كما صممها «رحمى». للأسف، بعض النصوص التى عُرضت علينا كانت غير ملائمة، مثل اقتراح زواج بوجى وطمطم، وهو أمر غير منطقى على الإطلاق.