عادات أهالي واحة سيوة خلال رمضان قديما وحديثا.. كانوا يستطلعون الهلال معكوسا على الماء قبل انتشار التكنولوجيا.. جمع السلع والأطعمة من المنازل وإعادة توزيعها فتتشابه أطعمة الأغنياء والفقراء.. ويعتزلون اللهو

تتميز واحة سيوة بخصوصيتها فى شتى المجالات، من بينها الحياة الفطرية وجمال الطبيعة والآثار وعيون الماء والنخيل والزيتون، إضافة إلى نمط الحياة والعادات التراثية التي يحافظ عليها أهالي الواحة، التي ينفردون بها عن غيرهم من المجتمعات الأخرى، ويختص شهر رمضان المبارك عندهم بزخم وعادات وطقوس خاصة، بعضها اندثر أو تراجع بسبب انتشار التكنولوجيا والتطور في نمط الحياة، والبعض الآخر يتمسك به أهالي الواحة حتى الآن.
أكد حمد خالد شعيب الباحث فى أطلس الفولكلور المصري، أن الاستعداد لشهر رمضان له طابع خاص في واحة سيوة، من بينها تنظيف النساء والأطفال للساحات حول المنازل، وقطع بعض عراجين البلح عندما يكون موسم البلح مواكباً، وتعليقها على أبواب المنازل ابتهاجاً بقرب الشهر الكريم، ويتم إهداء المغتربين المقيمين فى الواحة البلح والطعام، كما تحتجب النساء تماماً ولا تخرج من المنازل طوال شهر رمضان.
وأشار "شعيب" إلى إحدى العادات الرمضانية الخاصة باستطلاع الهلال التي اندثرت، حيث كان قديماً تكليف شخص حاد البصر بالتواجد أعلى مكان فى جبل "شالي" ومعه طبلة كبيرة، لمراقبة طرق الواحة وقرع الطبل لتنبيه الناس فى حالة رؤية أي دخيل على الواحة، وكان من ضمن مهامه أيضاً استطلاع الهلال من مكانه المرتفع، حيث كان يضع "قصعة " إناء كبيرة به ماء لتكون بمثابة مرآة عاكسة للنجوم والهلال، خاصة مع الظلام الذي تغرق فيه الواحة ليلاً قبل أنتشار الإنارة الكهربائية، وعندما يشاهد الهلال منعكساً على سطح الماء، يقرع الطبل بطريقة معينة، معلناً عن رؤية الهلال، ومع التطور أصبح الإعلان عن رؤية الهلال بإطلاق أعيرة نارية، وكل من يسمعها يطلق أعيرة نارية في منطقته، ليعرف أهالى المناطق البعيدة، ومع التطور أصبح الاعتماد وسائل الإعلام لمعرفة ثبوت رؤية الهلال .
وأضاف أن سيوة من المجتمعات التى عرفت المسحراتى منذ القدم، حيث كان يقوم شخص يطوف في الشوارع والحارات، وهو يمتطي حمار، والمناداة على البيوت وإيقاظهم، لتناول السحور وما زالت هذه العادة موجودة حتى الآن .
وقال الباحث التراثي، أن أهالي سيوة متدينون بالقطرة، ويتعاملون مع شهر رمضان بإجلال وورع، ويمتنعون عن اللهو والموسيقى مثل آلة "الشبابة" المحببة إليهم، والتى يسمونها بلغتهم الأمازيغية "تى شببت" وهى مصنوعة من النحاس وتشبه الناي فى إصدار نغمات شجية وحزينة، وكذلك يمتنعون عن أداء رقصة " الزقالة " الشهيرة، وعن كل ما يلهيهم عن ذكر الله.
وتتكفل مجموعات من شباب كل منطقة، بالمرور على جميع المنازل الفقراء والأغنياء على حد سواء، وجمع الطعام والسلع الغذائية والنقود لشراء الطعام، وإعادة توزيعه على بيوت مناطق الواحة، وهذه عادة متوارثة منذ القدم لرفع الحرجاً للفقراء، حيث يعطون ويأخذون، كما أن هذا الأسلوب موائد أهالي سيوة متشابهة خلال رمضان.
Trending Plus