مركز البحوث الزراعية: 5 أصناف متداولة من قمح " المكرونة".. زراعته تتركز فى مصر الوسطى والعليا على مساحة 400 ألف فدان.. المنيا تحتل المركز الأول فى الإنتاجية و المساحة المنزرعة.. والوجه البحرى غير مناسب لزراعته

حققت مصر السنوات الماضية فائضًا جيدًا من تقاوي قمح الديورم " المكرونة" حيث تم تصديرها للدول العربية خلال الموسم الماضي، بعد تغطية احتياجات المزارعين، وهو ما يؤكد قدرة مصر على مضاعفة المساحات المنزرعة من أقماح المكرونة، كما أن المراكز البحثية قادرة على مضاعفة إنتاجيتها من تلك التقاوي لتلبية أهداف وخطط الدولة، للتوسع في المساحات المنزرعة بهذه الأقماح، وتقليل الفجوة الإنتاجية.
وأوضح الدكتور إبراهيم عبد الهادي أن هناك 5 أصناف متداولة حاليًا من قمح الديورم فيما يتم إنتاج أصناف حديثة ذات ذات معدلات إنتاجية ومواصفات جودة أعلى، بشكل دوري سنويًا، مشيرًا الى أن زراعة الديورم تتركز فى مصر الوسطى والعليا على مساحة 400 ألف فدان، تتوزع بمحافظات المنيا وبني سويف والفيوم وأسيوط وسوهاج، وتحتل الأولى صدارة الترتيب من حيث الإنتاجية وإجمالي المساحة المنزرعة.
وكشف عبد الهادي أسباب عدم التوسع في زراعة قمح الديورم، بقرى ومحافظات الوجه القبلي، موضحًا أنها محصورة في المزارعين المتعاقدين على توريد المحصول لهيئة السلع التموينية ومصانع المكرونة، فيما يفضل أصحاب المساحات الصغيرة الأقل من فدان، الاتجاه صوب زراعة قمح الخبز، للإيفاء بمتطلباتهم المعيشية.
وأشار إلى أن زراعة قمح الديورم تجود بمناطق مصر العليا والوسطى، نظرًا لارتفاع درجة الحرارة في هذه المناطق، والتي تلائم طبيعة أقماح المكرونة، بما يعزز الوصول لأعلى معدلات الإنتاجية والجودة المتاحة.
من جانبه قال الدكتور أحمد محمد بقسم القمح بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية ، أن إقرار صلاحية بعض الأصناف لمناطق بعينها، يأتي بعد إخضاعها للعديد من الأبحاث والتجارب العلمية والتطبيقية، للتأكد من مدى ملائمتها لطبيعة البيئة الجغرافية والمناخية وتقلبات الطقس المتوقعة، علاوة على ارتفاع درجة مقاومتها للإصابات المرضية والحشرية السائدة في تلك البقعة أو النطاق الجغرافي.
وأشار إلى الخريطة الصنفية المعتمدة للزراعة بمحافظات الوجه البحري، موضحًا أنها لا تقتصر على صنف بعينه، وإنما تشمل مجموعة أصناف هي "مصر 3، 4" و"سخا 95، 96" و" جيزة 171 "، بالإضافة إلى "سدس 14، 15”،
وأضاف أن الأصناف المعتمدة للزراعة بمحافظات مصر الوسطى والتي تبدأ من الجيزة والفيوم وبني سويف، وصولًا لنطاق "مصر العليا" موضحًا أنه يسمح لها بزراعة الأصناف السابق ذكرها، والمعتمدة بالوجه البحري، بالإضافة إلى أصناف المكرونة، وأن قمح الديورم يجود زراعته كلما ارتفعت درجات الحرارة، ما يجعله ملائما للزراعة بمنطق مصر الوسطى وصعيد مصر.
وأوضح مصطفى أن معدلات جودة أصناف المكرونة تنخفض إلى حد بعيد حال زراعتها بمناطق ومحافظات الوجه البحري، بسبب زيادة معدلات النشوية، والتي تزداد صعودا مع انخفاض درجات الحرارة.
وكشف عن اعتماد العديد من أصناف قمح المكرونة، للزراعة بمناطق مصر الوسطى والعليا، بداية من الفيوم مرورا بمناطق ومحافظات الصعيد جنوبًا، منها "بني سويف 5- 7" و "سوهاج 5"، مع اعتماد أصناف أخرى مستقبلاً، منها "بني سويف 8".
و أوضحت الدكتورة هدى مصطفى الغرباوي، رئيس بحوث القمح بمركز البحوث الزراعية، أن استخدام التقاوي المعتمدة يضمن خلو محصول القمح من بذور الحشائش والأمراض الفطرية مثل التفحم، مشيرةً إلى أن إنتاج التقاوي يمر بمراحل متعددة تبدأ بتقاوي النوية، ثم التقاوي الأساسية، قبل أن تصل إلى المزارعين.
وأوضحت أن هذه العملية تضمن الحصول على بذور نقية وخالية من العوامل التي قد تؤثر على الإنتاجية، مضيفةً أن الاعتماد على تقاوي غير معتمدة يعرض المحصول لمخاطر عالية، مما يؤدي إلى تراجع الإنتاج وزيادة التكاليف على المزارع.
و كشفت الغرباوي أن قمح المكرونة يزرع بشكل رئيسي في مناطق وسط وجنوب مصر، مثل الفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج، مؤكدةً أن زراعته في الوجه البحري غير مناسبة بسبب ارتفاع معدلات الرطوبة التي تؤثر على الصفات التكنولوجية للحبوب.
وأوضحت أن قمح المكرونة يمتاز بلون الحبة الكهرماني الشفاف، ولكن عند زراعته في الوجه البحري، تتغير خصائصه بسبب الرطوبة، مما يجعله أكثر نشوية وأقل ملاءمة لإنتاج السيمولينا المطلوبة في صناعة المكرونة.
و شددت الدكتورة الغرباوي على أن جودة محصول القمح لا تعتمد فقط على الصنف المزروع، بل تتأثر بشكل كبير بالمعاملات الزراعية، موضحةً أن طريقة الري والتسميد تلعبان دورًا أساسيًا في تحسين خصائص العجين وكمية البروتين في الحبوب.
وأضافت أن الإفراط في الري أو التسميد غير المتوازن قد يؤدي إلى تراجع جودة الحبوب، مما يضطر بعض المنتجين إلى إضافة مكسبات صناعية لتعويض نقص جودة القمح.
وأكدت الغرباوي أن اتباع الدورة الزراعية هو الحل الأمثل للحفاظ على خصوبة التربة وزيادة إنتاجية محصول القمح على المدى الطويل، مشيرةً إلى أن زراعة القمح في نفس الأرض لعدة مواسم متتالية يؤدي إلى إنهاك التربة واستنزاف العناصر الغذائية الضرورية.
وأوضحت أن تطبيق دورة زراعية متوازنة يساهم في تحسين جودة التربة وتقليل الحاجة إلى الأسمدة الكيميائية، مما ينعكس إيجابًا على الإنتاجية والجودة النهائية للحبوب.
Trending Plus