خالد دومة يكتب: ترامب نمبر وان وصانع المجد المزيف لأمريكا

ترامب الشبح، يفتح زراير القميص، ويشمر عن ساعديه، ليرفع من شأن أمريكا، وينقذها من براثن الدول المفترية، خلاصة الخلاصة، الذى سوف يجعل العالم ينام من بعد صلاة المغرب، بقوته وجبروته ...
هل الرجل يعى ما يقول ويفعل؟ وهل الشعب الأمريكى سحرته فهلوة ترامب حتى يضع فيه ثقته، ويكون علامة بارزة لوجه أمريكا أمام العالم، لو كنت ممن يصدقون بالأعمال، لقلت إن الرجل دفع لشيخ شيوخ الدجالين، ليصنع له عمل جامد، ليسحر به شعبا برمته، ويفوز فى الانتخابات بقوة السحر والأعمال، ولكنى أبرأها مما صنعت يد الشعب الأمريكى فى اختيار رجل كترامب، ليقود العالم حقبة من الزمن، يقلب فيها مقاييس العالم، ويرتد به سنوات، وهو يظن أنه يصنع المجد لأمريكا، ولكنه مجد مزيف، قد يفضى إلى أحداث لا يحمد عقباها، فسياسة لَى الذراع، وفتح الصدر، ليست إلا سياسة العصور البائدة، حيث الجهل والتخلف، رجل واحد فى المكان الخطأ، قد يضر أمة بأكملها، حين يظن أنه يصنع التاريخ لشعبه وأمته، وإذا هو يقودها إلى الهلاك المحقق.
والرجل سياسته لا تقدر الأمور حق قدرها، فلا سياسة، ولا حنكة فى معالجتها، إنما العشوائية والعنجهية الفارغة، وعلو الصوت، وافتكاسات وليدة اللحظة، لم بمر إلا شهور قليلة على ولايته، ويبدو أنه يضع العالم فوق فوهة بركان، قد ينفجر فى أى وقت، دون أن يعى أو يدرك عواقب ما يفعل، أيعقل أن يكون الرجل الأول فى العالم، باعتبار أن أمريكا، هى القوة العظمى فى العالم، أن يكن بهذه الدرجة من عشوائية القرارات، التى يتخذها ضاربا بالتأنى والدراسة الوافية، واستشارت المستشارين، وأخذ رأى أهل الرأي، يضرب بكل هذا عرض الحائط، ويقف الشعب الأمريكى منه، موقف المتفرج، الذى تسكره الكلمات الجوفاء التى يطلقها رئيسهم.
إن تدليل ترامب لإسرائيل فى قضية غزة، واتباع سياسة التهديد والوعيد، وفرض ما هو كائن، وإجبار الدول على الرضوخ لقرارتها، هو أمر مشين، فالسلاح الذى تصوبه نحو رؤس العرب، لن يجلب إلا الخزى والعار للغرب، وهو يقف بلا حراك أمام ترامب ونتنياهو، وهما يخططا مصير شعب بأكلمه، محاولين التخلص منه، بإزاحته وطرده من أرضه، ليعيش فى بلاد الغربة، مأسوفا عليه، وقد مات حقه، وماتت قصيته.
إن العالم انقطع صوته، طلبا لحل الدولتين، لتوقف الحرب، ويعم السلام منطقة الشرق الأوسط، ولن توافق إسرائيل على أن تقام للفلسطينيين دولة، أو يقام لها كيان، لأنها بذلك تخلق لنفسها عدوا، معترف به، وتجابه دولة وجيش، وحرب لا تنتهى أبدا فى محاولة استرداد أرضهم المغتصبة، أو هكذا ما تعتقد، لذا لن يكون للفلسطينيين دولة، ولن تسمع من إسرائيل إلا كلمة على جثتى إن قامت لهم دولة. فالحل الذى تراه أن يظل الأمر هكذا، حتى يفنى الفلسطينيون قتلا وتشريدا، وتموت فكرة إقامة دولة مع الوقت، وأن يظل العالم العربي، يعانى من الضعف، ويُراقب من الغرب، ليظل الميزان متزن، بجعل قوة إسرائيل منفردة، تفوق قوة العرب مجتمعين، ليس فى أمر السلاح فقط، وإنما سياسيا واقتصاديا وثقافيا، عدة ملايين قليلة، تنغص على ما يقرب من نصف مليار، حكم عليهم من قبل أمريكا، ومن ورائهم الغرب، يؤمنون على ما يريدون، ولتمت غزة، وليمت من يموت، فى سبيل بقاء إسرائيل سيف مسلط على الرقاب العربية.
Trending Plus