نحن لا نقتحم خصوصية المومياوات.. بل نكشف حقيقتها!

هل للمومياوات المصرية للملوك والملكات والأمراء الحق في الخصوصية؟.. هذا التساؤل وجدته منشوراً على الإنترنت، وقد طرحه طبيب الأشعة السويسرى فرانك روهلی Frank Ruhli المهتم بالبحث العلمي في المومياوات المصرية.
وقبل أن نستعرض الموضوع يجب أن نبين للقارئ أننا عندما بدأنا في المشروع المصرى الدراسة المومياوات المصرية استعنا باثنين من العلماء الألمان لمساعدتنا فى موضوع دراسة الحامض النووى DNA وكذلك دراسة نتائج الأشعة المقطعية والتي وجدنا أننا لسنا في حاجة إلى الاستعانة بالخبرة الأجنبية؛ لأن لدينا علماء مصريين على أعلى مستوى ومنهم الدكتور أشرف سليم والدكتورة سحر سليم..
نعود إلى موضوع السؤال وهو كيف نضع في اعتبارنا مسائل الخصوصية والسمة الشخصية للمومياوات عند القيام إجراء الأبحاث عليها؟
والحقيقة أن دراسة المومياوات تبدأ أولاً بأخذ عينات منها دائماً ما يثير الجدل بين علماء الآثار أكثر من علماء الدين، ولابد من طرح سؤال أعتقد أنه مهم جداً وهو عن الفائدة التي تعود على البحث العلمي من دراسة المومياوات، أولاً ما يتم عند دراسة المومياء بالأشعة المقطعية هو وضع المومياء داخل جهاز الأشعة والحصول على آلاف الصور المقطعية التي تعطينا نتائج مهمة جداً عن أسباب الوفاة والأمراض التي كان صاحب أو صاحبة المومياء تعانى منها، وكذلك معلومات عن جنس المومياء وعمرها، وعن طريق هذا الجهاز استطعنا تحديد مومياء الملكة "حتشبسوت"، ليس هذا فقط بل وعرفنا أنها ماتت في سن الخمسين، وكانت تعانى من أمراض كثيرة منها تلف في الأسنان، ومرض السكرى، وثبت أنها ماتت بالسرطان..
وقد انعكست هذه المعلومات على معلوماتنا التاريخية واستطعنا أن نعرف يقيناً أن الملك تحتمس الثالث" لم يقتل عمته الملكة "حتشبسوت" ولم يغتصب منها العرش بل خلفها على عرش مصر بعد وفاتها، بل إنها كانت تعده لهذه المهمة.
ثانياً: فحص المومياوات بأخذ عينات الحامض النووى DNA يتم عن طريق حقن خاصة تدخل إلى داخل عظام المومياء لأخذ عينات كافية لاستخراج الحامض النووى للمومياء، وعن طريقه تستطيع تحديد المومياوات المجهولة إذا كانت هناك علاقات مؤكدة بينها وبين مومياوات تعرفها، وكانت النتائج مبهرة من هذا الاختبار، فاستطعنا تحديد مومياء الملكة "تي" زوجة الملك أمنحتب الثالث"، ومومياء أم الملك "توت عنخ أمون" زوجة الملك "أخناتون"، وهي إحدى بنات الملك "أمنحتب الثالث" والملكة تي".
ونقوم حالياً عن طريق الـ DNA بالبحث عن مومياء الملكة "عنخ إس إن أمون" وأمها الملكة نفرتيتي"، وخاصة بعد أن عرفنا أن الجنينين اللذان عثرنا عليهما داخل مقدرة الملك توت عنخ أمون عام 1922 وتم دراستهم عام 1925 هما بالفعل ابنتا الملك توت عنخ آمون.
وحالياً نقوم بمشروع في غاية الأهمية وهو دراسة مومياء الملك رمسيس الثالث، وسبب الدراسة هو أن هذا الملك قد حدث في عهده مؤامرة قام بها أحد أبنائه مع أمه إحدى زوجات الملك رمسيس الثالث لكي يتولى الحكم بدلاً من أبيه، وهناك مومياء أخرى بالمتحف المصرى يطلق عليها "مومياء الرجل المجهول"، وهي مومياء لصبي صغير أعتقد حتى الآن، أنه قد يكون ابن الملك رمسيس الثالث "بنتاؤور".
ومشروع مهم آخر وهو دراسة عائلة الملك رمسيس الثاني عن طريق الأشعة المقطعية لتعرف الأمراض التي عانت منها هذه العائلة، بالإضافة إلى أننا سوف نعرف هل هذه المومياء التي عادت من متحف مايكل كارلوس بمدينة أطلانتا الأمريكية هي مومياء الملك رمسيس الأول والد الملك "سيتي الأول" أم لا؟
ألستم معى الآن أن هذه الدراسات، وهذه المعلومات لا تتعارض مع خصوصية المومياوات وحرمتها، بل تفيد هذه الخصوصية وتضع أجوبة لكثير من علامات الاستفهام حول مومياوات أجدادنا قدماء المصريين؟
Trending Plus