ترامب خطر على أمن أمريكا السيبرانى.. وكالة أمنية تحذر وتكشف الأسباب

يقول الأشخاص المكلفون بحماية الولايات المتحدة من القراصنة التابعين لحكومات أجنبية وعصابات الجريمة الالكترونية انهم يشعرون بأنهم يتعرضون للهجوم، لكن هذه المرة ليس من خصومهم المعتادين بل من الإدارة التي يعملون تحت رئاستها.

اثار امر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يدعو فيه وزارة العدل للتحقيق مع كريس كريبس المدير السابق لوكالة الامن السيبراني وامن البنية التحتية "CISA" موجة من الصدمة في أروقة الوكالة، وفقًا لخمسة موظفين تحدثوا إلى ان بي سي نيوز

يأتي هذا الأمر في الوقت الذي يقلص فيه البيت الأبيض حجم الوكالة للمرة الثالثة على الأقل في ثلاثة أشهر، قال أحد الموظفين: "إنها فترة عصيبة حقًا علينا جميعًا الآن. كل يوم يبدو أكثر غرابة من سابقه. من الصعب للغاية التركيز على مهمتنا".

كريبس، الذي عينه ترامب مديرًا أول لوكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية خلال ولايته الأولى، حول الوكالة بسرعة إلى خط الدفاع الرقمي الأول في البلاد عن الأنظمة الحيوية لكنه برز أيضًا كوجهة نظر مضادة مفاجئة للرئيس، لا سيما فيما يتعلق بجهوده لترويج مزاعم كاذبة بسرقة الانتخابات الرئاسية لعام 2020.

يشير الأمر الذي وقعه ترامب إلى إصرار كريبس على عدم وجود دليل موثوق على حدوث تزوير واسع النطاق في انتخابات 2020، على الرغم من مزاعم ترامب الكاذبة والمتكررة. كما وقع وزير الأمن الداخلي الأمر، ويوجه المدعي العام "باتخاذ جميع الإجراءات المناسبة لمراجعة" أنشطة كريبس.

يعتقد الموظفون الذين تحدثوا إلى شبكة إن بي سي نيوز إلى حد كبير أن تصرف ترامب كان بدوافع سياسية. كما ألغى ترامب التصريح الأمني لكريبس قال أحدهم: "أشعر باشمئزاز شديد من هذا. إنه إساءة استخدام صادمة للسلطة".

تأتي خطوات ترامب بشأن كريبس ووكالة الأمن السيبراني  في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة تحديات متزايدة في مجال الأمن السيبراني، وأبرزها من الصين، التي أظهرت في العامين الماضيين فقط قدرتها على اختراق البنية التحتية الأمريكية  بالإضافة إلى الأنظمة الحكومية، كما حول قراصنة ربحيون برامج الفدية إلى مشروع إجرامي بمليارات الدولارات يغلق المستشفيات والمدارس والعديد من الشركات.

سارع الجمهوريون إلى الالتفاف حول مزاعم ترامب الانتخابية، وسيسوا جهود الوكالة للتنسيق مع شركات التكنولوجيا لتأمين الانتخابات، بما في ذلك كيفية مواجهة انتشار الدعاية الأجنبية.

في عهد كريبس، نسقت وكالة الأمن السيبراني والبنية التحتية (CISA) استجابةً موحدة من الوكالات الحكومية والولايات التي تفند مزاعم تزوير الانتخابات، والتي استخدمها ترامب وحلفاؤه لتبرير محاولاته للبقاء في منصبه ثم أقال ترامب كريبس بعد أسبوعين من تلك الانتخابات.

وقال موظف آخر في الوكالة : "يبدو أن هذا الأمر التنفيذي الذي يستهدف المدير السابق كريبس قائم على انتقام شخصي، ولا ينبغي لأي أمريكي أن يرتاح لهذا".

وفقا لرسائل بريد الكتروني للموظفين بالوكالة حصلت عليها الشبكة الامريكية، تجري إدارة ترامب حاليًا تطهيرًا للقوى العاملة في وكالة الأمن السيبراني حيث أرسلت وزارة الأمن الداخلي، الجهة الأم لوكالة الأمن السيبراني والأمن السيبراني، مذكرة شجعت فيها الموظفين على التقاعد المبكر، ورفض متحدث باسم وزارة الأمن الداخلي الإفصاح عن عدد الموظفين المتوقع تسريحهم، لكنه قال في بيان أرسله عبر البريد الإلكتروني