في قلب الدرب الأحمر.. سيدة تكسر القواعد وتحترف النجارة.. ورثت المهنة عن والدها وأثبتت أن النساء قادرات على العمل مثل الرجال.. تؤكد:"لو الزمن رجع بيا.. هاشتغل نفس الشغلانة دى من تانى".. صور

في أزقة الدرب الأحمر، حيث تُحكى الحكايات على جدران البيوت القديمة، تقف ام مودي وسط ورشتها الصغيرة، بين رائحة الخشب وأدوات النجارة، تمسك بالإزميل والمطرقة كما لو كانا امتدادًا ليديها. ورثت هذه المهنة عن والدها بعد وفاته وعمرها 40 عام.
السيدات تقدر تشتغل زي الرجالة
ورغم أن مهنة النجارة تُعرف بكونها مجالًا ذكوريًا بامتياز، لم تترددام مودي في الاستمرار، بل أثبتت أن المرأة قادرة على العمل في أي مجال طالما تمتلك الإرادة والشغف. تؤكد بثقة: "الشغل للستات الجدعة ، الست الي تشقي وتشتغل احسن ما تمد أيدها" ، واضافت" الست تقدر تهد عمارة وتبنيها تاني".
يوم في حياة نجّارة الدرب الأحمر
يبدأ يومها في تمام الساعة الثامنة والنصف، تفتح الورشة، تراجع طلبات الزبائن، وتبدأ في تقطيع الأخشاب وصنع الأثاث بكل دقة و ينتهي اليوم الساعة 5 المغربٍ.
ولم يكن الطريق سهلة، فقد واجهت صعوبات عديدة، منها نظرات الاستغراب من البعض، قائلا: " الناس معملتهم غريبة شوية بس انا عرفت اخليهم يتعملو معايا ازي ، زي زيهم رجل بظبط".
وتعتبر أم مودي مهنة والدها كنزًا ثمينًا ورثته بفخر، فهي ليست مجرد مصدر رزق، بل إرث يحمل في طياته ذكريات الطفولة وقيم الجد والاجتهاد.
ورغم أن النجارة تتطلب مجهودًا بدنيًا كبيرًا، إلا أنها لم تؤثر على أنوثتها، تضحك قائلة: "أنا حاسة إني بقيت راجل بس وأنا في الورشة، بمسك الشاكوش والمنشار وأشتغل زي أي نجار.. لكن أول ما أروح البيت، برجع ليدي، أم تهتم بأولادها وست بيت زي أي واحدة."
وتعيش لحظات فخرها الحقيقية عندما ترى تقدير الناس لعملها وإتقانها للمهنة، وأكثر ما يسعدها هو ردود أفعال الزبائن عند دخولهم الورشة، حيث يندهش البعض في البداية، لكن سرعان ما يبدون إعجابهم بمهارتها. تبتسم بفخر وهي تقول: "قمتي بحسها لما الناس تدخل وتقول لي: أيوة يا معلمة! الشغل فعلاً مش للرجالة بس، ده للسيدات كمان." هذه الكلمات تمنحها دفعة قوية للاستمرار، وتؤكد لها أن الجهد الذي تبذله لا يضيع هباءً.
وتؤكد أم مودى بفخر أن عائلتها تقف بجانبها وتدعمها، فهم يرون فيها نموذجًا للقوة والصمود، ورغم كل التحديات، لم تتراجع لحظة عن مسؤوليتها، خاصة بعد وفاة والدها، حيث أصبحت هي السند لأهلها. تقول: "اهلي مبسوطين بيا اوي اني نزلت وقفت في ورشة أبويا لأننا كلنا بناكل منها عيش".
رغم انشغالها بالعمل في ورشة النجارة، يظل حبها الأكبر لأولادها الثلاثة، الذين تراهم أعظم إنجاز فى حياتها. تحرص دائمًا على رعايتهم وتوفير كل ما يحتاجونه، وتؤكد أن تعبها في العمل يهون بمجرد أن تراهم سعداء.
تحلم بأن يحصل كل واحد منهم على مستقبل أفضل، و تتمنى أن يصبح ابنها الصغير "بندق"، طبيبًا يومًا ما، تقول بابتسامة مليئة بالفخر: "نفسي بندق يكبر ويبقا أحسن حد في الدنيا، ويبقى دكتور"
"لو الزمن رجع بيا.. هاشتغل نفس الشغلانة"
لم تندم يومًا على اختيارها لهذا الطريق، بل على العكس، ترى فيه شرفًا وفخرًا، تبتسم وهي تقول: "لو الزمن رجع بيا، هاختار النجارة تاني.. لاني في يوم من الايام كان نفسي ابقا اعدة وسط الناس و السوق واحل مشاكل وتقف وسط شغل، فيها متعة بالنسبالي".
في ورشتها الصغيرة بالدرب الأحمر، لا تصنع هذه السيدة الأثاث فقط، بل تصنع قصة نجاح ملهمة، تثبت أن الأحلام لا تعترف بالنوع ( ذكر اوانثي)، بل تحتاج فقط إلى العزيمة والشغف.


جانب من الورشة

ام مودي اجدع ست بالدرب الأحمر

بنت اقدم نجار بالدرب الاحمر

ام مودي

اجدع نجارة بالدرب الاحمر

اقدم نجار بالدرب الاحمر

ام مودي نجارة بالدرب الاحمر

ابنها الصغير بندق

جانب من الورشة

صورة لولديها

اثناء تقطيع الخشب

أثناء العمل
Trending Plus