دراسة تحذر: خطورة الفيروس المخلوى أكبر من التوقعات والتطعيم ضرورة

غالبًا ما يكون لالتهابات الجهاز التنفسي، الحادة أو المزمنة، تأثير مدمر على صحتنا، وقد كشفت دراسة حديثة أن فيروسًا تنفسيًا شائعًا، يتم تجاهله كمرض بسيط، يزيد بشكل كبير من خطر الوفاة لدى البالغين، حيث كشفت الدراسة التى سيتم تقديمها في ESCMID GLOBAL هذا العام، أن البالغين المصابين بعدوى الجهاز التنفسي الحادة المرتبطة بالفيروس المخلوي التنفسي ( RSV-ARI ) لديهم خطر وفاة أعلى بثلاثة أضعاف في غضون عام واحد مقارنة بالآخرين، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف انديا".

الفيروس المخلوي التنفسي ليس غريبًا على معظم الناس، وهذا الفيروس شديد العدوى ويؤثر في المقام الأول على الجهاز التنفسي، وهو السبب الرئيسي وراء الزكام عند الأطفال، ولكن بالنسبة للبالغين، وخاصة أولئك الذين يعانون بالفعل من أمراض الرئة مثل الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، يمكن أن يكون الفيروس أكثر بكثير من مجرد إزعاج موسمي، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة لدى البالغين، بما في ذلك الالتهاب الرئوي وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، ولم يتم فهم المدى الكامل لتأثير الفيروس على الصحة بشكل جيد حتى الآن.

وفقًا للدراسة الدنماركية الحديثة، التي تتبعت آلاف المرضى، حيث تابع الباحثون 5289 بالغًا تم تشخيص إصابتهم بعدوى الجهاز التنفسي المرتبطة بفيروس المخلوي التنفسي بين عامي 2011 و2022، وتمت مقارنتهم بمجموعة من 15867 بالغًا مشابهًا غير مصابين بالفيروس، وكانت النتائج مذهلة، فبالإضافة إلى زيادة خطر الوفاة، وجد الباحثون أن 57٪ من مرضى فيروس المخلوي التنفسي انتهى بهم الأمر في المستشفى، أي أكثر من ضعف معدل مجموعة المقارنة، وكانت حالات الدخول إلى العناية المركزة أعلى بنحو أربعة أضعاف، مما أثر على 5.3٪ من المصابين بفيروس المخلوي التنفسي مقابل 1.4٪ فقط من الآخرين.

وكان التأثير الاقتصادي للعدوى مذهلاً أيضًا، حيث بلغ إجمالي تكاليف الرعاية الصحية المباشرة لمرضى التهابات الجهاز التنفسي الحادة المرتبطة بفيروس المخلوي التنفسي خلال فترة المتابعة التي استمرت 365 يومًا 20181 يورو، وهو أكثر من ضعف مبلغ 8085 يورو الذي تم إنفاقه على الرعاية الصحية للأفراد في المجموعة الأخرى.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة: "من أبرز نتائج هذه الدراسة التأثير الممتد والكبير لعدوى الجهاز التنفسي (RSV-ARI) حتى بعد المرحلة الحادة، استمر المرضى في المعاناة من نتائج أسوأ وهذا يوضح مدى خطورة واستمرارية آثار عدوى الجهاز التنفسي (RSV-ARI).

وكانت تفاقم مرض الانسداد الرئوي المزمن والربو أكثر النتائج السريرية السلبية شيوعًا، حيث تُشكل هذه الحالات المرضية تحديًا بحد ذاتها، كما أن عدوى الجهاز التنفسي  (RSV-ARI)تزيد من شدتها، ولذلك من الضروري أن نُولي اهتمامًا أكبر للمرضى الذين يعانون من هذه الحالات الكامنة لمنع حدوث المزيد من المضاعفات التي قد تُهدد الحياة.

في حديثها عن التدابير الوقائية التي يجب اتخاذها للحد من تأثير عدوى الجهاز التنفسي (RSV-ARI)، قالت المؤلفة المشاركة في الدراسة: "أثبت التطعيم فعالية عالية في الوقاية من المضاعفات الخطيرة الناجمة عن فيروس الجهاز التنفسي المخلوي، ونظرًا للعبء الكبير الذي تُبرزه دراستنا لعدوى الجهاز التنفسي (RSV-ARI)، فإن إعطاء الأولوية للفئات السكانية الأكثر عرضة للخطر أمر ضروري للحد من المضاعفات الصحية والتكاليف المرتبطة بها".