أحد الشعانين في قلب القاهرة التاريخية.. كنائس حارة زويلة تحتفل بدخول المسيح أورشليم وسط أجواء روحانية.. فرحة الكبار والصغار تزين السعف وتملأ الأرجاء.. والكنيسة تتوشح بالسواد إيذانًا ببدء أسبوع الآلام

وسط أجواء من الخشوع والفرح، احتفلت كنيسة العذراء مريم الأثرية بحارة زويلة في قلب القاهرة، صباح الأحد، بـ"أحد السعف" المعروف كنسيًا بـ"أحد الشعانين"، والذي يُعد أحد أقدس الأيام في التقويم القبطي، بمشاركة الآلاف من الأقباط الذين توافدوا منذ الساعات الأولى حاملين سعف النخيل وأغصان الزيتون والورود.
كنيسة العذراء بحارة زويلة.. تاريخ يفيض بالإيمان
كنيسة العذراء مريم بحارة زويلة ليست فقط موقعًا أثريًا قبطياً يعود تاريخه إلى قرون مضت، بل هي أيضًا مسرح حي لمظاهر الفرح الشعبي والديني، حيث شهدت الكنيسة دورة السعف الشهيرة التي قام بها الكهنة والشمامسة حاملين السعف المضفر في أشكال رمزية كالصليب وسنابل القمح، وسط ترتيل الشمامسة والأناشيد الروحية.
رمزية السعف والزيتون.. بين الانتصار والسلام
الاحتفال لا يخلو من رموز دينية عميقة، فسعف النخل يرمز للانتصار الروحي، وأغصان الزيتون ترمز إلى السلام الداخلي، وتُستخدم هذه الرموز في تشكيلات فنية رائعة صنعتها أيدي الأطفال والكبار على هيئة تيجان وصلبان وحتى حيوانات، في لوحة إيمانية ملهمة.
والأطفال كان لهم النصيب الأكبر من البهجة، حيث أبدعوا في تشكيل السعف بأشكال فنية مدهشة، وشاركهم الكبار هذه الأجواء التي تجمع بين الطقوس العريقة والمشاركة الأسرية. لحظات مبهجة رسمت ملامح من الفرح والإيمان على وجوه الحضور، لتبقى كنيسة حارة زويلة شاهدًا حيًا على محبة الناس لتراثهم الروحي.
ولم تقتصر الاحتفالات على جدران الكنيسة فقط، بل امتدت إلى شوارع حارة زويلة التي امتلأت ببسطات الباعة، يعرضون أشكالاً مختلفة من السعف المضفر وأغصان الزيتون، بينما تصدح التراتيل من داخل الكنيسة في مشهد روحاني مهيب، يُعبر عن استقبال السيد المسيح كما استُقبل في أورشليم بهتافات "أوصنا لابن داود".
صلاة التجنيز العام.. طقس فريد يسبق أسبوع الآلام
عقب القداس مباشرة، أقيمت "صلاة التجنيز العام"، وهو طقس كنسي يُقام حصريًا في أحد السعف، تحسبًا لعدم إقامة جنازات خلال أسبوع الآلام، حيث يُكتفى خلاله برش ماء التجنيز على المصلين. هذا الطقس الروحي العميق يحمل رسالة تأمل ومشاركة وجدانية في آلام السيد المسيح، ويُذكر الأقباط بأن الكنيسة لا تنشغل سوى بحزن المسيح خلال هذا الأسبوع.
أسبوع الآلام.. الكنائس ترتدي السواد والقلوب تتأمل
مع نهاية أحد الشعانين، بدأت ملامح الحزن تغلف كنائس حارة زويلة إيذانًا ببدء "أسبوع الآلام"، فتوشحت المذابح بالأقمشة السوداء، وتغيرت الألحان إلى "اللحن الحزايني"، وبدأت الكنيسة استعداداتها الروحية لهذا الأسبوع الذي يُعد من أقدس فترات العام القبطي، وينتهي بـ"الجمعة العظيمة" ويُتوج بـ"عيد القيامة المجيد".

السعف يزين شوارع حارة زويلة

صلاة الجناز العام

عرض أشكال متنوعة من السعف وأغصان الزيتون أمام الكنيسة

فرحة الاطفال خلال احتفالات أحد السعف

كنيسة العذراء بحارة زويلة تحتفل بأحد السعف
Trending Plus