"إيد لوحدها متصقفش".. فتيات جامعيات يطلقن مبادرة كفوف للحرف اليدوية بالفيوم.. ينتجن الحقائب والملابس والحلى.. يسافرون بمنتجاتهن مختلف المحافظات.. والتنمية المحلية تدعمهن من خلال أيادي مصرية.. صور

فتيات جامعيات قررن الخروج عن المألوف وعدم الجلوس منتظرات أن تأتي إليهن وظيفة، أو تسمح لهن الفرصة بالعمل بشهادتهن، فقد أتقنت كلا منهن حرفة يدوية معينة وتفوقت فيها وإعمالا بالمثل الشهير " إيد لوحدها متصقفش" قامت الفتيات بعمل مبادرة " كفوف" التي جمعتهن في مكان واحد واستطعن كسب ثقة العديد من الجهات التي قدمت لهن مختلف الدعم، مثل جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ووحدة أيادي مصر التابعة لوزارة التنمية المحلية، وأصبحن يشاركن في العديد من المعارض علي مستوي الجمهورية، ويصدرن منتجاتهم لخارج مصر.
تقول خلود سعيد مؤسسة المبادرة أن الفكرة بدأت منذ عامين عندما لاحظت أن هناك عدد كبير من الفتيات الجامعيات موهوبين في صناعات يدوية مختلفة أو يرغبون في تعلم صناعات بعينها، لكن لا يجدن الفرصة للتعلم ومن تنتج منهن لا تعرف طرق التسويق لمنتجاتها وبيعها، ومن هنا كانت فكرة مبادرة كفوف لتجمع هؤلاء الفتيات وكل منهن تستفيد من خبرات الأخري سواء في التعلم أو في تسويق المنتجات، وقامت بتجميع الفتيات من جميع قري ومراكز الفيوم وأصبحن يجيدن صناعة أكثر من 15 حرفة يدوية وأدخلن منتجات جديدة لم تكن بالمحافظة مثل صناعة الحلي النحاس.
وكان الهدف حصر المشكلات التي تواجه أصحاب الحرف اليدوية وإيجاد حلول لها بشكل جماعي وبالفعل وجدت تفاعل كبير من الفتيات والسيدات وبدأنا حل المشكلات التي تواجهنا، مثل مشكلة التسويق نظرا لأن كلا منا ليس لديها كميات كبيرة من المنتجات وقمنا بتجميع المنتجات وتسويقها بطرق مختلفة بعد كسب ثقة الجهات المعنية، مثل جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة الذي وفر لنا فرصة للتعلم من خلال الأمم المتحدة، بالإضافة إلي حصولنا علي دعم كبير من وحدة أيادي مصر التابعة لوزارة التنمية المحلية، حيث وفرت لنا الوحدة الفرص للمشاركة في معارض مختلفة علي مستوي محافظات مصر، ومعارض بالجامعات الخاصة والنزادي، وكل هذه المساهمات حولت الفتيات بالمبادرة الي أصحاب خبرات مختلفة، حول ما يريده العميل، كما بدأ التطوير في صناعة المنتجات بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة، وتقليل المخلفات، وهو ما أضاف الكثير الي المنتجات وفتح الفرصة لتصدير المنتجات للخارج بعدما أصبح لدينا كم كبير من المنتجات الصديقة للبيئة، ومؤخرا قمنا بإدخال العديد من العناصر الي منتجاتنا، مثل تبديل البلاستيك الي خشب في العديد من المنتجات، وبدأنا في إعادة تدوير المخلفات.
ولفتت خلود الي أن المبادرة حاليا بها ما يزيد عن 80 فتاة وتم توفير كل الدعم لهن للتعلم وإنتاج حرف مميزة وتوفير التسويق الكافي لمنتجاتها حتي إكتسبت ثقة العملاء وأصبحت كل منهن مشهورة في الصناعة التي تقوم بها.
وأكدت خلود أن فكرة المبادرة وتحقيق تكتل للفتيات والسيدات أصحاب الحرف اليدوية بمحافظة الفيوم، أعطي للفتيات المنظمات المبادرة ثقة في أنفسهن وخبرات مختلفة وحولتهن المبادرة الي رائدات أعمال حقيقيات داخل المجتمع وهو الهدف الأساسي الذي كنا نسعي له، فلا تنتظر الفتاة قدوم الوظيفة أو تقف علي المجال الذي درست فيه لكن عليها أن تفكر خارج الصندوق وتحتك بسوق العمل والسوق والعملاء واتقن حرفة يدوية تحبها .
ولفتت خلود الي أنهن قمن بعمل دمج بين مختلف الحرف فمثلا من تنتج منهن حرفة تستعين بفتاة أخري صاحبة فكرة أخري تقوم بإضافة لمسات لمنتجاتها فيصبح المنتج النهائي مميز ومختلف، فمثلا الحقائب يدخل فيها القماش والخرز ، والملابس يدخل فيها خيوط المكرمية, وكذلك باقي المنتجات كل منتج عبارة عن تكامل بين مجموعة من الحرف اليدوية .
وقال اسماء أحمد عثمان الحاصلة علي ليسانس حقوق، أنها منذ 10 سنوات تعلمت صناعة الريزن، ولكن كانت البداية بمنتجات تقليدية علي القوالب العادية التي يعمل الكل عليها، لكن فيما بعد بدأت تفكر خارج الصندوق في أن يكون لديها منتجات مميزة، وبدأت في عمل منتجات الريزن علي الخشب وقامت بعمل منتجات مختلفة مثل الصواني والمنضدات وغيرها، ولفتت الي أنها تقوم بعمل كل منتج قطعة واحدة حتي يكون العميل علي ثقة أن المنتج الذي حصل عليه لن يجد شبيه له في أي مكان آخر، ولفتت الي أنها شاركت في معرض تراثنا وكان حلم كبير بالنسبة لها، خاصة أن منتجات الخشب الريزن ليست متواجدة في السوق، كما شاركت في معارض بمحافظة الفيوم.
ولفتت الي أن الدعم الذي يقدم لهم من الجهات الرسمية يجعلهن يتحمسن لعمل منتجات أفضل حيث أنهن عندما منحت لهن الفرصة للمشاركة في معرض تراثنا انتجن منتجات جديدة وطورنا من جميع منتجاتنا، ولفتت الي أنها تنوي الفترة القادمة الخروج عن المألوف في منتجات الريزن وعمل منتجات تطرح للمرة الأولي في الاسواق، ولفتت الي أن مبادرة كفوف أضافت لها الكثير حيث حولت المبادرة أصحاب المهن اليدوية من مهن فردية الي فريق عمل ووجود روح أسرية وروابط من الود بينهن وكل منهن تشجع الأخري وإذا تعرضت أيا منهن لظروف خاصة تجد الجميع يقف بجانبها.
وقالت سلمي سعيد الحاصلة علي كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة الفيوم، أنها أطلق عليها مسكي " الباش فنانة" نظرا لأن لديها حس فني علي عكس دراستها للكمبيوتر وأجهزة وبرامج الحاسوب، ولفتت الي أنها تعمل في أكثر من حرفة مثل الكروشيه والمكرمية و حلي النحاس حيث تميزت في الأخيرة وأصبح لديها العديد من العملاء داخل المحافظة وخارجها، وأصبحت تصمم أشكال مختلفة وفقا لرغبات العملاء، وتحاول العمل وفقا للتريندات المنتشرة.
ولفتت إلي أنها انضمت لمبادرة كفوف منذ عام ونصف وشاركت معهم في العديد من المعارض وحصلت من خلالهم علي تدريبات مختلفة أكسبتها مهارات عديدة وجعلتها تتقن مهنتها، وقامت المبادرة بعمل شراكات وفرت من خلالها تدريبات هامة لكل الفتيات المشاركين في المبادرة، ولفتت الي أن المبادرة ساهمت في الحصول علي طلبيات كبيرة للتصنيع لأن العميل دائما يثق في الجماعة عن الفرد، وبدورنا نطور من أنفسنا بشكل سريع وندمج المنتجات لمواكبة التطور الذي يشهده السوق في مجال الحرف اليدوية ، وطالبت سلمي الحاصلين علي مختلف الشهادات الجامعية أن يهتموا بالمهن والهوايات التي يتقنونها ويعملون علي تطوير أنفسهن في هذه المهن ولا يرتبطون بالدراسة الحاصلين عليها، خاصة إذا لم تتوفر له فرصة للعمل في مجاله.
وأكدت سلمي أن أصحاب الحرف اليدوية يواجون العديد من المشكلات والعقبات في بداية العمل والتسويق للمنتجات، ولكن مع الإصرار والعزيمة، سيحقق النتائج التي كان يطمح للوصول إليها .
وقالت ساره أشرف عضو مبادرة كفوف أنها تهوي منذ صغرها تصميم الملابس، وانضمت لمبادرة كفوف منذ أكثر من سنة، وحصلت علي العديد من التدريبات التي ساعدتها في تطوير منتجاتها، وقامت من خلال المبادرة بالدمج بين منتجاتها ومنتجات زميلاتها فأصبحت تنتج قطعا مميزة، وكل قطعة ملابس لديها لا يوجد شبيه لها في الأماكن الأخري، وهو ما جعل لديها طلبيات مستمرة من عملائها.

أصحاب الحرف اليدوية

اكسسوارات

تصميم الازياء

خلود صاحبة المبادرة

فتيات مبادرة كفوف

منتجات الريزن

منتجات المكرمية

منتجات جديدة

منتجات مختلفة
Trending Plus