مخيمات النازحين فريسة لنيران الدعم السريع.. مقتل 450 مدنيا على يد ميلشيا الجنجويد فى معسكرات النزوح واستهداف العاملين في الإغاثة.. وفاة 52 مدنيا واحتراق 900 منزلا فى أم كدادة.. والحكومة السودانية: هجمات وحشية

لم يشفع للمدنيين السودانيين، وجودهم في مخيم للنازحين، لدى ميليشيا الدعم السريع، التي واصلت استهداف مخيمات النزوح في السودان المنكوب، وكأن الموت حق على المدنيين في تلك الحرب المشتعلة، حتى احتمائهم في مخيمات النزوح لم يحميهم من شر نيران الدعم السريع.
فعلى مدار الأيام الماضية، واصلت ميليشيا الجنجويد، شن هجمات الوحشية والعنيفة، والتي وصفتها الحكومة السودانية، بأنها الأكثر دموية على مخيمات النزوح في ولاية شمال دارفور، التي تعيش أيام عصيبة في ظل استمرار الهجمات المستمرة عليها.
إذ كشفت حركة جيش تحرير السودان، أن المليشيا واصلت القصف بالمدفعية بالإضافة إلى الهجوم البري تجاه معسكري، زمز، وأبو شوك ، ومدينة الفاشر، على مدار 3 أيام متواصلة.
وكشفت الحركة التي تدعم القوات المسلحة السودانية، عن مقتل حوالى 450 فرداً حتى الآن فضلاً عن إعدام المليشيا لـ 9 من العاملين في منظمة الإغاثة العالمية "رليف" داخل مكاتبهم بمعسكر زمزم، كما أوقع ذلك الآلاف من المصابين والجرحى.
وأضافت الحركة على لسان الناطق الرسمي باسم الحركة الصادق علي النور، أن الهجوم البربري الغاشم أدي إلى نزوح عشرات الآلاف نحو مدينة الفاشر سيراً على الأقدام، مشيرا إلى أن الفاشر لا تستطيع استيعاب كل هذه الأعداد، في ظل انعدام مياه الشرب والطعام والدواء.
وفى سياق متصل شنت ميليشيا الدعم السريع، سلسلة هجمات على محلية أم كدادة بولاية شمال دارفور، على مدار 3 أيام، وهو ما أودى بحياة 52 مدنيًا على الأقل، وإحراق 900 منزل، بعد أن اجتاحت الميليشيا المدينة 10 إبريل الجارى.
ومن جهتهم قال محامو الطوارئ في بيان رسمي :"الدعم السريع هاجمت أم كدادة وقامت بتصفية 52 مدنيًا داخل المدينة، كما اقتحمت المستشفى المحلي واعتدت على المرضى وأعدمت أفراد الطاقم الطبي".
واتهم البيان الدعم السريع بتنفيذ عمليات حرق واسعة للمنازل ونهب للممتلكات، وأشار إلى فقدان عشرات الأشخاص من المدنيين، علاوة على حالات نزوح جماعي.
ومن ناحيتها أفادت منظمة الهجرة الدولية بفرار 240 أسرة إضافية من أم كدادة، السبت، بسبب الاشتباكات بين الدعم السريع والجماعات القبلية المسلحة.
وأشارت إلى أن النزوح الجديد يأتي بعد هروب 3500 أسرة من المدينة بالتزامن مع هجوم الدعم السريع في 10 أبريل الحالي، وقالت المنظمة إن نحو 900 منزلًا احترق في المدينة التي لا يزال الوضع فيها متوترًا.
ومن جهته أدان الدكتور خالد الأعيسر، وزير الإعلام السودانى، والمتحدث باسم الحكومة السودانية، هجمات ميليشيا الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين في دارفور، ووصفه بالهجوم الوحشى، والأكثر دموية.
وقال الأعيسر في بيان رسمي الاثنين، :"ظهرت تقارير صادمة من مخيم زمزم للنازحين داخلياً في دارفور، حيث أودى هجوم وحشي شنته ميليشيا قوات الدعم السريع، بحياة مئات المدنيين الأبرياء، بمن فيهم النساء والأطفال وعمال الإغاثة الإنسانية، وأصيب آلاف آخرون أو نزحوا في ما يعتبر الآن أحد أكثر الهجمات دموية من نوعها".
وتابع :"إن هذا الحادث المروع الذي وقع بالأمس يؤكد الحاجة الملحة للمساءلة، وتؤكد حكومة السودان من جديد حقها السيادي في حماية مواطنيها من مثل هذه الفظائع، علاوة على ذلك، يتعين على المؤسسات القضائية الدولية أن تفي بولاياتها من خلال اتخاذ إجراءات فورية، وعلى وجه التحديد، من خلال معالجة دور الجهات الحكومية التي تدعم قوات الدعم السريع في أعمال الإرهاب التي تنتهك بشكل صارخ القانون الدولي وحقوق الإنسان والاتفاقيات الإنسانية".
ومن جهتها أدانت شبكة أطباء السودان، الهجمات العنيفة التي شنتها ميليشيا الدعم السريع على مخيمى زمزم للنازحين، وأبو شوك، ووصفت هجمات الدعم السريع على النازحين، بأنها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، ووصفتها بأنها "جريمة إنسانية مكتملة الأركان".
وقالت الشبكة في بيان رسمي الاثنين :"نتابع ببالغ الأسى ما تعرض له الأبرياء في معسكر "زمزم" بالفاشر ومعسكر "أبو شوك" من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وقتل وتشريد وتجويع ممنهج من قبل الدعم السريع، إننا في شبكة أطباء السودان ندين وبأشد العبارات صمت وتقاعس المجتمع الدولي ابتداءً من منظمة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، وكافة منظماتها وهيئاتها، وكذلك المنظمات الدولية غير التابعة لها، لموقفهم العاجز الذي يؤدون فيه دور المتفرج أمام هذه الكارثة الإنسانية المتصاعدة".
وتابع البيان :"تعتبر الشبكة إن الموقف الدولي الصامت، والمواقف الباهتة لبعض الجهات الفاعلة، لا يمكن تفسيرها إلا كتواطؤ غير مباشر، وتخلي مفضوح عن المسؤوليات الأخلاقية والقانونية المنصوص عليها في المواثيق الدولية التي تأسست عليها هذه المنظمات".
وأكد أطباء السودان أن ما يجري في زمزم ليس مجرد أزمة عابرة، بل جريمة إنسانية مكتملة الأركان وموثقة من قبل أفراد الدعم السريع، وإن عدم اتخاذ أي خطوات فعالة لوقفها يُعد تقصيرًا فادحًا في حماية المدنيين العُزّل، ويُشكل وصمة عار في جبين الإنسانية.
واختتم البيان :"فإننا في شبكة أطباء السودان نحمّل المجتمع الدولي كامل المسئولية الأخلاقية والقانونية عن كل ما جرى ويجري، ونطالب بتحقيق دولي عاجل عن عمليات الهجوم على معسكر زمزم وتشريد أهله وتصفية المدنيين فيه بدم بارد وحرق منازلهم كما نطالب بإجراءات فعلية لحماية المدنيين، ومساءلة المتورطين في هذه الجرائم".
Trending Plus