ملوك مصر القديمة.. "مر كاورع" و"ني خع ني" كيف تم توثيق حكمهما؟

التاريخ المصرى القديم مليء بالحكايات والأسرار التى لا تكشفها إلا القطع الأثرية القديمة، والتى يتم العثور عليها ما بين الحين والآخر، لأنه من الصعب أن يرصد أحد تلك التفاصيل التى تمتد على مدار قرون طويلة سجلت بعضها على جدران المعابد فى زمن الكتابة المصرية القديمة وأخرى لم تسجل بعد، لكن تكشفها كنوز أثرية تخرج من باطن الأرض، والحكاية اليوم مع الملك مر كاورع - سبك حتب، والملك ني خع ني ماعت رع-خنزر.
الملك مر كاورع - سبك حتب، عثر له على تمثال من حجر البروفير في "الكرنك"، وقد وجد له تمثال آخر مماثل للسابق غير أن نقوشه مهشَّمة، ولكن نِسبته لهذا الملك غير مؤكدة بسبب تهشيم النقوش، وقد نُقش اسمه في "قاعة الأجداد"، وكذلك ذُكر اسمه في "ورقة تورين"، وفق موسوعة مصر القديمة للعالم سليم حسن.
أما الملك ني خع ني ماعت رع-خنزر، فتدل الكشوف الحديثة على أنه كان يوجد ملكان بِاسم "خنزر": فأولهما الذي نحن بصدده الآن، وقد عُثر له على لوحتين محفوظتين بمتحف "اللوفر"، وهما خاصتان بإصلاحات قام بها كاهن يدعى "أميني سنبو" في معبد "العرابة المدفونة".
وقد جاء في اللوحة الأولى (Louvre C. II) ما يأتي:
لقد حَضَرَ ابن رئيس الوزراء ليدعوَني بأمرٍ مِن رئيس الوزراء، فذهبتُ معه ووَجدتُ رئيس الوزراء "غنخو" في ديوانه، وقد أَبلغني هذا الموظف أمرًا فحواه: لقد صدر الأمر بأن ينظَّف معبد "العرابة" هذا، وستقدَّم لك العمالُ لهذا الغرض، هذا بالإضافة إلى "كهنة الساعة" التابعين للجهة، وهم عمال مخازن القربان.
فقمتُ بتنظيف الطابقين السفلي والعلوي للمعبد، وجانبَي جدرانه كليهما، وقد ملأ المصوِّرون (النقوشَ والكتابةَ) بالألوان، والترصيع والتطعيم، وبذلك أصلحوا ما كان قد صنعه الملك "سنوسرت" الأول، ثم أتى بعد ذلك حارسُ الشجرة المقدسة ليباشر أعمال وظيفته في المعبد، وكان وكيل الخزانة يتبعه، وقد أثنى عليَّ كثيرًا قائلًا: ما أعظم حظوة مَن عمل هذا لإلهه! وقد أمدني بمؤنٍ قيمتها عشرة دبنات، (من الذهب)، هذا إلى تمر ونصف ثور، وبعد ذلك انحدر رئيس اﻟ … في النهر من طيبة وفحص العمل وكان سروره به عظيمًا جدًّا.
أمَّا اللوحة الثانية فتذكر اسم هذا الفرعون، ثم تقص علينا ما يأتي:
لقد صدر الأمر بتبليغ الرسالة الملكية الثانية إلى "أميني سنبو" وهي: إن هذه الأعمال التي قمت بها قد فحصت، وإن الفرعون يشكر لك، ويرجو لك أن تعيش عمرًا سعيدًا في هذا المعبد الخاص بإلهك، وقد صدر الأمر بأن يقدم لي الربعان الخلفيَّان من ثور، وكذلك صدر الأمر بأن يبلغ لي أمر جاء فيه: "يجب عليك أن تشرف على كل تفتيش يجري في هذا المعبد"، وقد قمتُ بعملي على حسب ما صدرت به كل الأوامر، وقد أمرت بإصلاح كل محراب لكل إله في هذا المعبد، فأصلحت موائد قربانها بخشب الأرز، وكذلك أصلحتُ المذبح العظيم الذي كان منصوبًا أمام الإله؛ وبذلك أنفذتُ رغبتي مما سَرَّ إلهي، وشكرني الملك عليه.
وقد ترك لنا رئيس الوزراء "عنخو" ــ هذا المذكور في هذه الوثيقة ــ بعضَ آثاره، فقد عَثر "لجران" على تمثال له، كما نعرف له لوحتين، هذا بالإضافة إلى ذكر اسمه في بردية، وقد عَثر له على جعران، وآخر محفوظ الآن في "المتحف البريطاني"، غير أن هذين الجعرانين في الواقع للملك "خنزر" الثاني كما سيأتي بعد.

Trending Plus