ميتا تدافع عن استحواذها على انستجرام وواتساب فى محاكمة مكافحة الاحتكار

بدأ مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا”، الإدلاء بشهادته في محاكمة احتكار تُعد من أبرز القضايا القانونية ضد عمالقة التكنولوجيا في السنوات الأخيرة، وقد تؤدي إلى تفكيك الشركة البالغة قيمتها 1.4 تريليون دولار.

تتهم لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية (FTC) شركة “ميتا” بالاحتكار غير القانوني لسوق التواصل الاجتماعي عبر استحواذها على “انستجرام” و”واتساب”، بهدف القضاء على المنافسة المحتملة. وافتتح زوكربيرج الجلسات كشاهد أول في محاكمة قد تُعيد تشكيل مستقبل “ميتا” وقوانين الدمج التكنولوجي في الولايات المتحدة.

وقال دانيال ماثيسون، كبير المدعين من جانب اللجنة، إن منصات “ميتا” الثلاث — فيسبوك، انستجرام، وواتساب — تُبقي المستخدمين دون “بدائل معقولة”. واتهم الشركة بأنها فضلت شراء المنافسين بدلًا من التنافس معهم، لتكريس هيمنتها في سوق “شبكات التواصل الشخصي”، أي المنصات التي تُستخدم للتواصل مع الأصدقاء والعائلة.

ورد زوكربيرج بأن الاستحواذات كانت تهدف لتعزيز الابتكار وتجربة المستخدم، مشيرًا إلى أن المنصات تطورت مع الزمن، حيث ازداد تركيز المستخدمين على المحتوى الجماعي أو الاهتمامات العامة، دون أن يُغيّر ذلك من التزام “ميتا” بالحفاظ على صلة المستخدمين بعائلاتهم وأصدقائهم.

ودافع فريق “ميتا” القانوني عن الشركة مؤكدًا أن السوق الذي تُحاكم عليه ضيق التعريف، حيث أن المنصة تواجه منافسة حقيقية من تطبيقات مثل “تيك توك”، “سناب شات”، “يوتيوب”، وحتى “iMessage”.

واستندت لجنة التجارة الفيدرالية إلى رسائل بريد إلكتروني داخلية تعود إلى عام 2012، تظهر فيها نوايا زوكربيرج لشراء “انستجرام” بهدف “تحييد منافس”، بالإضافة إلى مخاوفه من تراجع أداء تطبيق الصور التابع لفيسبوك حينها. وأقر زوكربيرج بأن الرسائل حقيقية، لكنه قال إنها “أُخرجت من سياقها”.

وأشار محامو “ميتا” إلى أن صفقتي الاستحواذ حصلتا على موافقة الجهات التنظيمية وقتها — “انستجرام” في 2012 و”واتساب” في 2014 — مؤكدين أن العودة لمراجعة هذه القرارات بعد أكثر من عشر سنوات غير مبررة.

لكن لجنة التجارة الفيدرالية ترى عكس ذلك، حيث أكد ماثيسون أن “ميتا” أبطأت عمدًا من تطوير “انستجرام” لتفادي منافسة “فيسبوك”، وهي خطوة وصفها بأنها “منطقية تجاريًا” لكنها “تنتهك سياسة قوانين مكافحة الاحتكار”.

ومن المتوقع أن يعود زوكربيرج للإدلاء بشهادته مجددًا، مع شهادات لاحقة من شخصيات بارزة مثل شيريل ساندبرغ، المديرة التنفيذية السابقة، وكيفن سيستروم، مؤسس انستجرام. وإذا كسبت اللجنة القضية، قد تُجبر “ميتا” على فصل “انستجرام” و”واتساب”، ما سيكون ضربة قاسية لنموذجها الإعلاني، خاصة أن “انستجرام” وحده يُتوقع أن يساهم بأكثر من نصف عائدات “ميتا” الإعلانية في الولايات المتحدة عام 2025.