القمر الأحدب يقترن اليوم بنجم قلب العقرب فى مشهد بديع

يرصد في سماء الوطن العربي قبل منتصف الليل من هذا اليوم الأربعاء 16 أبريل 2025 ولبقية الليل، اقتران مميز بين القمر في طور الأحدب المتناقص والنجم قلب العقرب حيث يفصل بينهما نحو 0.6 درجة فقط وقد يوثر ضوء القمر على روية النجم بالعين المجردة.
وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها ، أن قلب العقرب هو ألمع نجم ضمن مجموعة نجوم كوكبة العقرب ويعد من النجوم النادرة التي يمكن رؤية لونها الأحمر بوضوح بالعين المجردة. ينتمي هذا النجم إلى تصنيف النجوم العملاقة الحمراء الفائقة من النوع الطيفي M1.5Iab، ويمتاز بضخامة لا تُقارن بالشمس، حيث تبلغ كتلته بين 15 و18 ضعف كتلة الشمس، ويتجاوز نصف قطره 448 مليون كيلومتر. ولو وضعناه مكان الشمس، لامتد سطحه إلى ما بعد مدار المريخ، ليغطي ما يقارب 60% من المسافة نحو كوكب المشتري.
يبعد قلب العقرب عن الأرض حوالي 550 سنة ضوئية فقط، وعمره يُقدّر بـ 12 مليون سنة، أي أنه نجم فتي بمقاييس الكون، لكنه بات في خريف عمره. في هذه المرحلة المتقدمة من حياة النجوم العملاقة، تفقد كتلتها بشكل سريع، فتتدفق الغازات من سطحها بطريقة حلزونية مذهلة. ومن المنتظر أن ينفجر قلب العقرب مستقبلًا في صورة مستعر أعظم ليخلّف وراءه إما نجمًا نيوترونيًا أو ثقباً أسود.
يذكر أن قلب العقرب يلقب أيضاً بـ”منافس المريخ” بسبب تشابه لونه الأحمر مع لون كوكب المريخ، خاصة عندما يظهران معًا في السماء وقد كان القدماء يربطون ظهوره بارتفاع حرارة الصيف واشتداد القيظ.
ما يميز هذه الظاهرة الليلة هو ظهور قلب العقرب بلونه الأحمر المائل إلى البرتقالي بجوار قرص القمر الأبيض ما يصنع تبايناً لونياً بديعاً ونجوم مثل قلب العقرب من النجوم الحمراء الساطعة النادرة التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة، فأغلب النجوم الحمراء في السماء هي إما عمالقة حمراء كالنجم الدبران أو عمالقة فائقة كقلب العقرب ومنكب الجوزاء.
يشير اللون الأحمر لقلب العقرب إلى انخفاض درجة حرارة سطحه التي تبلغ حوالي 3,200 درجة مئوية، مقارنة بـ 5,700 درجة مئوية لسطح الشمس الأصفر. أما النجوم البيضاء أو الزرقاء مثل النجم السماك الأعزل، فتصل حرارتها إلى حوالي 22,100 درجة مئوية.
فيما يتعلق بالقمر، فإن طور الأحدب المتناقص يُعد من أفضل الأوقات لرصد تضاريس سطح القمر باستخدام منظار أو تلسكوب صغير، حيث تبدو الجبال والفوهات والقنوات واضحة للغاية على طول الخط الفاصل بين الجانب المضاء والمظلم، بفعل تداخل الضوء والظلال الذي يمنح المشهد أبعادًا ثلاثية.
من الجدير بالذكر أن القمر، كغيره من الأجرام السماوية، يتقدم نحو الشرق يوميًا بمقدار نحو 13 درجة بسبب حركة الأرض حول الشمس، ما يعني أن وقت شروقه يتأخر تدريجيًا. وخلال الأيام المقبلة.
إن اقتران القمر مع النجوم اللامعة خلال أطواره المختلفة يضفي على السماء مشاهد فلكية مدهشة يمكن رصدها بسهولة بالعين المجردة.ووجود نجم نادر بلون واضح مثل قلب العقرب بجوار القمر يجعل هذه الليلة فرصة مميزة لهواة الرصد والتصوير.
Trending Plus