"الذهب" لعنة تصيب غابات الأمازون.. التعدين غير القانونى يدمر أكثر 4 آلاف هكتار.. قلق لدى السلطات من تحقيق العصابات مكاسب خيالية تصل لـ48 مليار دولار سنويًا.. والتلوث بالزئبق وتدمير التنوع البيولوجى أكبر المخاطر

أصبح الذهب لعنة تصيب منطقة غابات الأمازون، حيث أن التعدين غير القانوني للذهب يعد أحد الأسباب الرئيسية لفقدان التنوع البيولوجي والتوترات الاجتماعية في منطقة الأمازون البيروفية والبرازيلية، مما يؤثر بشكل غير متناسب على المجتمعات الأصلية. يتعين على تجار التجزئة الدوليين الكشف عن سلاسل التوريد الخاصة بهم وضمان إبقاء الذهب غير القانوني خارج السوق.
كما تتسارع أنشطة تعدين الذهب غير القانوني في غابات الأمازون من قِبل عصابات الاتجار بالمخدرات، في أعقاب الزيادة القياسية التي شهدتها أسعار المعدن الأصفر في السنوات الأخيرة، ويحققون مكاسب خيالية مما يثير قلق السلطات في تلك المناطق.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة إنفوباى الأرجنتينية فإن التعدين غير القانوني للذهب دمر ما مجموعه 4219 هكتارًا في عام 2024 في الأراضي الأصلية في يانومامي وموندوروكو وكايابو وساراري في الأمازون، وفقًا لتقرير الذهب الذي نشرته منظمة السلام الأخضر البرازيل والذي قامت من أجله بتحليل بيانات الأقمار الصناعية من عامي 2023 و2024.
وأشار التقرير إلى أن استخدام الزئبق أثناء عملية الاستخراج يؤدى إلى تلويث الغابات المطيرة والمجارى المائية، مما يعرض الحياة البرية وصحة الإنسان للخطر.
وتظهر الأبحاث أن زيادة إدارة لولا دا سيلفا للأمن والمراقبة في المناطق الرئيسية لا تؤدي إلى انخفاض في النشاط غير القانوني، بل إلى تغيير في الأراضي الأصلية المتضررة. وهكذا، في حين انخفض التعدين في أراضي يانومامي وموندوروكو وكايابو (7% و57% و31% أقل على التوالي)، شهدت منطقة ساراري زيادة هائلة، بنسبة زيادة بلغت 93%. ولهذا السبب، تدعو المنظمة غير الحكومية إلى وضع استراتيجيات مستدامة وطويلة الأمد.
ثلاث وجهات رئيسية لتجارة الذهب
وعلاوة على ذلك، تشير الدراسة إلى أن الوجهات الرئيسية الثلاث لصادرات الذهب البرازيلية كانت كندا وسويسرا والمملكة المتحدة، وهي مراكز تكرير وتجارة دولية مهمة. وفي هذا الصدد، حذر من الدور "المهم" الذي تلعبه سويسرا، لأنها "أكبر مركز لتجارة الذهب الدولي وبوابة لأكثر من نصف واردات الاتحاد الأوروبي من الذهب".
سويسرا.. أكبر مركز لتجارة الذهب على المستوى الدولي وبوابة لأكثر من نصف واردات الاتحاد الأوروبي من الذهب
ويشير التقرير أيضًا إلى وجود تناقضات في البيانات الرسمية بشأن تجارة الذهب. وهذا يشير إلى أن الواردات السويسرية تجاوزت الصادرات التي أعلنتها البرازيل بنسبة 67% في عام 2022 و62% في عام 2023، مما يشير إلى وجود مخالفات كبيرة، وبشكل عام، تحذر المنظمة غير الحكومية من أن الطلب العالمي الذي يدفع التعدين غير القانوني من غير المرجح أن ينخفض، حيث ارتفع سعر الذهب بنسبة 44% في عام 2024 وحده، وتعلن العديد من البنوك المركزية عن نيتها في تجميع احتياطيات الذهب.
الكوكايين الجديد لأمريكا الجنوبية
وتُعد عمليات التعدين غير القانوني للذهب أيضا بمثابة "الكوكايين الجديد" في أمريكا الجنوبية؛ إذ أضحت ملاذًا للمنظمات الإجرامية التي كانت تركز في السابق على تجارة المخدرات والأسلحة، لكون الأولى أكثر ربحية وأسهل من حيث الغسل وأقل خطورة نوعا ما ، وتسفر إيرادات صناعة تعدين الذهب غير القانوني في منطقة الأمازون نحو 48 مليار دولار سنويًا.
الزئبق أبرز المخاطر البيئية لتعدين الذهب
كما يعد تعدين الذهب فى منطقة الأمازون أحد الأزمات البيئية الرئيسية فى أمريكا اللاتينية، حيث تأثرت مناطق البرازيل والاكوادور وبوليفيا بالتعدين الغير قانونى وذلك بسبب استخدام الزئبق الذى يؤثر بشكل مباشر على الصحة ويؤدى إلى عواقب وخيمة لآولئك الذين يتعاملون معه. ففى البرازيل تتعرض أسماك الأمازون للتسمم بسبب تلوث المياه بالزئبق الذى يستخدم لاستخراج الذهب والذى يعتبر شديد السمية ويسبب مشاكل صحية خطيرة، وأصدرت مؤسسة فيوكروز البرازيلية دراسة قالت فيها أن الأسماك فى منطقة الأمازون البرازيلية ملوثة بمستويات من الزئبق عالية مما أدى إلى اطلاق أجراس الإنذار حول المخاطر على سلامة الأغذية فى المنطقة.
وفى بوليفيا تتعرض النساء العاملات فى المناجم لخطر صحى كبير، حيث أنهن يستخرجن شذرات الذهب الصغيرة جدا من نفايات الشركات، وهو بالتالى يؤثر على صحة النساء فى المنطقة.
وفى الأسماك، تم العثور على آثار الزئبق، والمعدن الذى يستخدمه عمال المناجم للاستخراج غير القانونى للذهب فى المنطقة الأحيائية، ووفقًا للخبراء، فإن استخدامه المفرط يهدد الأمن الغذائى فى المنطقة.
وفى الاكوادور، توسع التعدين غير القانونى بنسبة 300% فى الأمازون، مما تسبب فى إزالة أكثر من 145 هكتارا على الأقل من الغابات، وهو ما يؤثر على خطط مكافحة المناخ.
Trending Plus