إعادة افتتاح كهف ثيوبترا في اليونان بعد 9 سنوات من الترميم

أعيد فتح كهف ثيوبترا، الواقع في ثيساليا، وسط اليونان ، والذي يُعتقد أنه مكان أقدم بناء بشري ، أمام الجمهور بعد 9 سنوات من أعمال الترميم، وفقا لما نشره موقع" greekreporter".
يقع الكهف في تكوينات الصخور الجيرية ميتيورا ، وتشير النتائج إلى أن الكهف كان مأهولاً بالسكان منذ وقت مبكر يصل إلى 135 ألف عام.
وبحسب علماء الآثار، فإن الأدلة على سكن الإنسان في الكهف يمكن تتبعها دون انقطاع من العصر الحجري القديم الأوسط إلى نهاية العصر الحجري الحديث.
وُصف كهف ثيوبترا بأنه رباعي الأضلاع تقريبًا، مع وجود تجاويف صغيرة على محيطه، ويغطي مساحة تبلغ حوالي 500 متر مربع ، وللكهف مدخل كبير يسمح بدخول قدر كبير من الضوء إلى الداخل.
قبل حفر كهف ثيوبترا، كان الرأي السائد لدى الباحثين هو أن الاستيطان ما قبل التاريخ في ثيساليا لم يبدأ إلا خلال العصر الحجري الحديث، وكان يُعتقد أن العصر الحجري الوسيط، الذي يُعدّ مرحلة انتقالية حاسمة بين العصر البلستوسيني والهولوسيني، غائب عن هذه المنطقة.
إلا أن الحفريات المنهجية في ثيوبترا غيّرت هذا الفهم جذريًا، فقد كشفت النتائج عن سلسلة طويلة ومتواصلة من الاستيطان البشري، مما دفع بالخط الزمني لعصور ما قبل التاريخ التيسالي إلى الوراء، وقدم أول دليل قاطع على وجود العصرين الحجري الوسيط والقديم في المنطقة.
كان من أهم الاكتشافات التسلسل الطبقي الواسع داخل الكهف، كشفت الحفريات عن حوالي ستة أمتار من الرواسب الثقافية - وهي أثخن طبقة طبقية معروفة في اليونان تعود إلى عصور ما قبل التاريخ - تمتد من العصر الحجري القديم الأوسط والأعلى، مرورًا بالعصر الحجري الوسيط، وصولًا إلى العصر الحجري الحديث.
كانت هذه الطبقات عميقةً بشكلٍ خاص (حتى 4.5 أمتار) في الجزء الأوسط من الكهف، حيث تراكمت الرواسب نتيجةً لتدفق المياه الدوري، مُشكّلةً حوضًا طبيعيًا.في المقابل، تراوح عمق الرواسب قرب المحيط بين 2.5 و3 أمتار.
نتجت هذه الترسبات عن غزوات متكررة للمياه عبر قنوات الكارست من التكوينات الصخرية المحيطة، حاملةً معها الحطام والأحجار ومواد أخرى، وقد دخل بعضها أيضًا عبر مدخل الكهف الواسع، ويبدو أن أكبر فيضان حدث في نهاية العصر الحجري الحديث.
بالإضافة إلى ذلك، انهارت صخور كبيرة من سقف الكهف، مما أدى إلى تعقيد الطبقات الأرضية وساهم في نزوح المواد الأثرية.

كهف ثيوبترا
Trending Plus