عصام عبد القادر يكتب عن القوات المسلحة المصرية: البطولة والشجاعة في الميدان.. السياج والدرع والسيف.. صناعة القرار واتخاذه.. التنمية بتنوعاتها.. حماية الماضي والحاضر والمستقبل

عندما يصبح للدول جيوش قوية، تمتلك مقومات الردع، وعندما تكون الجيوش وطنية خالصة، وعندما تتلاقى إرادة الشعوب مع جيوشها؛ حينئذ تصبح المؤسسات العسكرية بمثابة، السياج، والدرع والسيف؛ ومن ثم يصعب أن تنال من مقدراتها أي قوى معادية، كما أن صناعة واتخاذ القرارات المصيرية، تكون من رأس نظامها الحاكم دون إملاءات؛ بالإضافة إلى أن قاطرة التنمية لا يستطيع كائن من كان، أن يوقفها، أو يحد من نشاطها.
كرامة البلاد، وعزتها، والحفاظ على مقدراتها، رهن ما تمتلكه من الجيوش، من عزيمة، وإصرار، تجاه تحقيق غايات الدول العليا، ويأتي في مقدمتها الحفاظ على أبعاد الأمن القومي، في الداخل والخارج، ومصر من الدول التي تحوز مؤسسة وطنية، مخلصة خالصة، ليس لها توجهات؛ إلا خدمة الوطن وشعبه العظيم، وليس لها انحيازات داخلية، أو خارجية؛ فالولاء والانتماء لتراب هذا البلد الأمين دون غيره؛ ومن ثم سطرت قواتنا المسلحة البطولات في شتى ميادين النزال.
الشعب العظيم يعشق جيشه الباسل، كيف لا؟ وهو المحافظ على سلامته، والرافع لراية الوطن، والرادع لنبال الغدر والخيانة، والفاضح لمن يتشدق بالقوة، ومن يدعي أنه لا يهزم؛ فقد عرت الحروب أصحاب النفوس الضعيفة، وأضحت ساحات القتال كاشفة، لكل من يمتلك العقيدة، واليقين، والمبدأ، وشعار العدل، ومن لا يفطن لتلك المقومات الرئيسة، التي تحافظ على وحدة الأوطان، وتدحر الغدر، والخيانة، ولا تتقبل سبل التنازل، والتفريط في تراب أرض الوطن المقدس؛ فهو واهم دون شك.
ما نحن فيه من نعمة الأمن، والأمان، والاستقرار، يعود فضله لله – تعالى – ولجيش جرار وطني، يحمل راية النصر والشهادة، ولا يدخر جهدًا في تنمية قدراته، وتعظيم مقدراته، ويؤدي ما عليه من واجبات، ويدعم البلاد والعباد، ولا يتقبل المساس بالشعب، وقيادته الحكيمة؛ لذا نال التقدير، والاحترام، والإشادة، من جميع المصريين دون استثناء؛ فالكل يعي قدر ومقدار مؤسسته العسكرية، التي تكونت من تآلف فلذات أكباد المصريين، وعقيدتهم الراسخة في الوجدان، الذي تغذى على قيم نبيلة، منها الشرف والأمانة.
شموخ المصريين تمخض من شموخ المؤسسة العسكرية، التي تعمل وفق نظامية مبهرة، في أرض الميدان؛ فكل يوم تزداد قوة وخبرة، وتطالع كل جديد في المجال العسكري، وفق المنهجية العلمية، التي تعتمد على مفرزات التقنية المتجددة في نتاجها ومخرجاتها؛ فهناك التصنيع العسكري، الذي اهتمت القيادة السياسية بتعزيزه، والتسليح المتنوع الغرض والمصدر، الذي يشكل في مجمله قوة الردع؛ ومن ثم أضحت مؤسستنا العسكرية السياج والدرع والسيف لوطننا الغالي.
القوات المسلحة المصرية، لها شرف ملاحم، تعانق عنان السحاب، ولها بطولات وأمجاد سطرها التاريخ بماء من ذهب، ولها مواقف أكدت على أصالة المعدن، ولها إنجازات إعمار ترفع لها القبعة، ولمنسوبيها سمات، وصفات، وخصائص، تتناغم مع قيم نبيلة، آمن بها الشعب، وتبناها، وبنى أحلامه وطموحاته عليها؛ فمن يرى التضحية، ومن يرصد صور الفداء، ومن يعدد من بطولات أبناء المؤسسة العسكرية، يدرك أن التربية العسكرية، في مصنع الرجال، لا مثيل لها في العالم بأسره.
نقول بكل ثقة، وثبات، ورسوخ، إن جيشنا العظيم حامي الحمى، وداعم لشعبه، وقيادته السياسية، ومؤسساته الوطنية، وفي المقابل قاهر الماكرين، وخافض راية أصحاب المآرب، وباث الرعب في قلوب الخونة، والذي يبيتون المكيدة لمصر وشعبها ورموزها، وهذا ما يجعلنا على الدوام قلوبنا مطمئنة، ووجداننا يحمل له المحبة المفرطة، ومن خلف قائده الأعلى، وخلفه، متأهبين، ومصطفين، على الدوام؛ فنداء الوطن لا يحتاج لعويل، بل إشارة واحدة، تخرج الشعب لميادين القتال، دون مواربة.
لدى المصريين يقين وثقة في قواته المسلحة؛ فقد وجد في جيشه توجهه الأوحد، نحو مصلحة الشعب، دون غيره، وهذا هو المنهج القويم، الذي يجعل بنيان الدولة راسخًا، وقدرتها على مواصلة مسيرة النهضة واضحة، وكافة طاقاتها مستثمرة، ومسخرة لتحقيق غايات معلنة، لا ريب فيها، والتجربة الأخيرة أكدت أن القوات المسلحة دومًا، المنقذ، والملاذ الآمن للشعب؛ فلا مجال للغدر بهذا المجتمع المسالم، ولا تفريط في مقدراته؛ لذا تجد يد المؤسسة العسكرية منقذة من الأزمات، متصدية للتحديات، قادرة على العطاء، مانعة لكل من تسول له نفسه، النيل من تراب الوطن.
من يوجه النقد، أو الحديث غير الرصين، تجاه قواتنا المسلحة؛ فهو دون مواربة، لا يعي ماهية الوطنية، ولا أسس بناء الأوطان، ولا يدرك فلسفة جدران الحماية والمنعة، لمقدرات الشعوب المحبة للسلام؛ لكن قد يكون لديه وعيًا مزيفًا، أو أفكار مشوبة، أو توجهات تعتمد على أجندات مستوردة، أو غير ذلك، مما يعد مقوضًا لفكرة بناء واستقرار الأوطان.
الشدائد التي تمر بها دول المنطقة، والتحديات التي تزداد يومًا تلو الآخر، والصراعات التي تشتعل وتيرتها وحدتها، كل هذا ويزيد، تواجهها القوات المسلحة المصرية دون غيرها، وبناءً عليه ينبغي أن نقدم صور الدعم المعنوي، لهذه المؤسسة العظيمة، وهنا نتحدث عن تقدير الشعوب لجيوشها، التي تمثلها في ساحة الميدان.
القوات المسلحة المصرية دعامة رئيسة لمشروعات الدولة القومية، ونواة أصيلة، ساهمت بقوة في تحقيق أهداف الدولة المصرية العليا؛ لذا كان من المستحيل بلوغ ما نحن فيه، من مسار تنموي، شهد له القاصي والداني، بعيدًا عن يد حملت السلاح؛ فحمت الوطن، ويد حملت أداة البناء؛ ومن ثم شاهدنا ثمرات التنمية، في شتى ربوع بلادنا الآمنة، لتتحسن أحوال المعيشة، ويصبح أمل التقدم والمضي، نحو النهضة المستحقة، أمرًا لا مناص عنه.
ما يذاع على الشاشات التلفاز، من تدريبات تقوم بها القوات المسلحة المصرية، إنما هي قليل من كثير، يتم على ساحات الواقع، في شتى ربوع الميادين الخاصة بالمؤسسة العسكرية، وإشارة إلى جاهزية الجيش العظيم، في خوض معركة، يدافع فيها عن بلادنا الغالية، دون سواها؛ فدرع وسيف المصريين، يحمي ويزود عن وطنهم فقط.
قواتنا المسلحة، ليست الركيزة الرئيسة، التي تزود عن الوطن، وتصون كافة مقدساته فقط، بل تشكل ثروة هذا البلد الآمين؛ فجميعنا يكن لها مشاعر طيبة، يصعب وصفها؛ لكنها تعبر عن قلوب مخلصة، في حبها، وتقديرها للمؤسسة العظيمة؛ لذا أضحت بلادنا في أمن، وأمان، ما دامت لحمة الشعب مع مؤسساته الوطنية قائمة.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
Trending Plus