لماذا سقطت الإمبراطورية الرومانية؟ دراسة جديدة تقدم إجابة خطيرة

من المرجح أن أسبابًا عديدة ساهمت في سقوط الإمبراطورية الرومانية، لكن هناك بحثًا جديدًا حدد عاملًا مهمًا ربما دفع الأمور إلى ما بعد نقطة التحول الحاسمة، مما حسم مصير الإمبراطورية وضمن مكانتها كذاكرة تاريخية.
تشير النتائج الجيولوجية الجديدة من أيسلندا إلى أن حدث التبريد الدرامي المعروف باسم العصر الجليدي الصغير المتأخر (LALIA)، والذي ارتبط بانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة العالمية، ربما لعب دورًا أكبر بكثير في سقوط الإمبراطورية الرومانية مما كان مفهومًا في السابق.
لسنوات، تكهن العلماء بأن التغيرات في مناخ الأرض ربما أضعفت الإمبراطورية الرومانية، التي كانت قوية في السابق، مما جعلها عرضة للتهديدات الخارجية والاضطرابات الاقتصادية والصراعات الداخلية، والآن تعززت هذه النظرية بأبحاث أجراها علماء من جامعة ساوثهامبتون وجامعة كوينز، حيث ربطت بين التدهور المناخي المفاجئ وزوال الإمبراطورية في نهاية المطاف عام 1453 ميلادى.
في هذا العام، فتحت الإمبراطورية العثمانية القسطنطينية، عاصمة الإمبراطورية البيزنطية أو الإمبراطورية الرومانية الشرقية، منهيةً رسميًا العصر الروماني الطويل، وفقا لما ذكره موقع ancient orgnins.
تشير الأدلة المكتشفة من منطقة نائية على ساحل أيسلندا إلى أن فترة "لاليا"، وهي فترة تبريد شديد ناجمة عن ثورات بركانية، كانت "أشد مما كان يُعتقد سابقًا".
وقال الدكتور توماس جيرنون، أستاذ علوم الأرض بجامعة ساوثهامبتون والمؤلف المشارك في الدراسة، لموقع "ديلي ميل" أن هذه الموجة الباردة كانت لها عواقب وخيمة.
عندما يتعلق الأمر بسقوط الإمبراطورية الرومانية، ربما كان هذا التحول المناخي هو القشة التي قصمت ظهر البعير"، كما ذكر جيرنون.
انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين بحلول عام 286 ميلادي، مقسمة إلى قسمين غربي وشرقى، وانهار القسم الغربي أولاً، واستسلم للغزو الأجنبي حوالي عام 476 ميلادي، أما الإمبراطورية الرومانية الشرقية - التي يُشار إليها غالبًا بالإمبراطورية البيزنطية - فقد صمدت لما يقارب ألف عام أخرى، وخلال هذه الفترة نشأ العصر الجليدي الصغير، الذي بدأ حوالي عام 540 ميلادي واستمر ما بين قرنين وثلاثة قرون.
بينما يواصل الباحثون دراسة كيفية تأثير القوى الطبيعية على الحضارة الإنسانية، تكشف قصة تأثير العصر الجليدي الصغير في أواخر العصور القديمة عن هشاشة حتى أكثر الحضارات رسوخًا أمام التغيرات المناخية المؤثرة، ورغم صمودها، لم تكن الإمبراطورية الرومانية الشرقية تملك حلولًا لأزمة الطوارئ التي واجهتها ببطء.
Trending Plus