مصر فى مواجهة التهجير والحرب وأكاذيب ومناورات نتنياهو

أكرم القصاص
أكرم القصاص

لا يحتاج الموقف المصرى إلى توضيح فى ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ومواجهة الحرب على غزة، وخلال أكثر من 16 شهرا تخوض مصر أكثر من حرب داخل الحرب، أخطرها حروب المعلومات والدعايات الكاذبة التى يخرج أغلبها من الاحتلال ونتنياهو، اللذين يخوضان حرب دعاية ويطلقان الأكاذيب، لاستهداف مصر التى تتمسك برفض حاسم للتهجير القسرى أو الاختيارى، بجانب رفضها الحصار والتجويع والهجوم الدائم على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية القائمة بدور إنسانى لمواجهة تحديات وتداعيات العدوان المستمر.

خاضت مصر - ولا تزال - حروبا داخل هذه الحرب فى مواجهة أكاذيب الاحتلال، ومزايدات أطراف ومنصات إقليمية تمول تجار الحرب ومخططات التهجير، مباشرة أو من خلال وكلاء، وواجهت حرب أكاذيب أطلقها الاحتلال فى مواجهة موقف حاسم ضد التهجير وأى مخططات تهدف إلى الإبادة، وتصدت مصر لدعايات الاحتلال ومزاعم حول المعابر، بعد أن أغلق الاحتلال المعابر من الجانب الفسطينى ضمن حرب إبادة وتجويع، وزعم أمام محكمة العدل الدولية انه غير مسؤول، بينما قدمت مصر - بالصوت والصورة - ما يؤكد حرب الإبادة والحصار، واجهت مصر طوال أكثر من 16 شهرا، حملات من قبل الاحتلال وأطراف تابعة أو لجان لأطراف إقليمية، الحملات كانت كافية لكشف نوايا وتوجهات كل طرف من الأطراف، والواقع أن الاحتلال ونتنياهو كانا يهاجمان كل طرف يبدى تعاطفا مع المدنيين والأطفال أو دمار المستشفيات والمدارس، بل ومعاداة منظمات الأمم المتحدة والمتعلقة باللاجئين، خاصة منظمة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، بل إن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيرش، واجه هجوما من قبل نتنياهو وتم منعه من دخول إسرائيل، وواجه حربا وهجمات، ولم يترك الاحتلال أى طرف أعلن رفضه للحرب أو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، شن نتنياهو هجوما على إسبانيا، وحتى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون تعرض لهجوم من ابن رئيس الوزراء الإسرائيلى، ومن الإعلام بعد موقفه خلال زيارته لمصر وتصريحاته ضد الحرب ومع الدولة الفلسطينية.

وطوال شهور الحرب بقيت مصر وقيادتها وقواتها المسلحة، قادرة على اتخاذ مواقفها ضد مخططات التهجير التى أطلقها الاحتلال، فيما بدا أنه ينتظر 7 أكتوبر وعملية طوفان الأقصى، التى اتخذها نتنياهو والتيار المتطرف داخل إسرائيل ذريعة لبدء حرب دمار شامل هدفها الإبادة، وجعل غزة غير قابلة للحياة، وتم تدمير أغلب المبانى والمستشفيات والبنى التحتية.

وحتى تدخلات مصر ضمن أطراف مساعى وقف العدوان، لم تسلم من الأكاذيب الإسرائيلية، وآخرها مطالب الاحتلال بنزع سلاح حماس وإبعاد القيادات إلى خارج غزة، حيث واجهت تسريبات وأكاذيب من قبل الاحتلال، وبعض المنصات الإقليمية، التى حاولت إلصاق المطالب بمصر، بينما كانت ضمن مطالب متبادلة لوقف الحرب فى وجود مصر وقطر وأمريكا، وحاولت أطراف الاحتلال ترويج شائعات التشويش، وهو ما ردت عليه مصر بحسم، بأن المطلب «إسرائيلى»، وأن مصر فقط تنقل المطالب التى يتم طرحها بين طرفى التفاوض، وهو أمر معروف طوال شهور، وكما قال الكاتب الصحفى ضياء رشوان، لقناة إكسترا نيوز، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إن الكثير من الروايات حول نزع سلاح حماس من غزة - وهى مقترح إسرائيلى ومنه «رواية للأسف ذكرها وزير الدفاع الإسرائيلى حول نزع سلاح حماس وزعم أنها اقتراح مصرى» - ليس له أساس من الصحة، وأن المقترح إسرائيلى، والإعلام الإسرائيلى يتحدث حول شروط جديدة أضافها نتنياهو فى مقترحه وهى 4 شروط، منها هذا الشرط، لافتا إلى أن الاقتراح الإسرائيلى تم نقله إلى مصر فى حضور وفد من حماس والأشقاء القطريين ووفد تركى، ومصر ليست بحاجة لتأكيد موقفها ودعمها لفلسطين.

والواقع أن المراوغات الإسرائيلية والأكاذيب، ليست أمرا جديدا، لكنها سياسة يتبعها الاحتلال، ونتنياهو بإطلاق تسريبات هدفها تمرير المراوغات والمناورات الإسرائيلية، أو محاولات الإيقاع بين أطراف التفاوض، أو التشويش على المحاكمات والاتهامات الموجهة للمسؤولين فى مكتب رئيس الوزراء، بتلقى رشوة، وإصرار نتنياهو على مواصلة الحرب، والإطاحة بكل من ينتقدها أو يعارضها، ويسعى إلى إطالة أمد الحرب للحفاظ على التحالف المتطرف فى حكومته، ومع كل فشل فى تنفيذ التهجير يضاعف من حرب الإبادة والتجويع التى تمثل جرائم حرب يفترض أن تتم محاسبته عليها، حرب بلا أفق، وأكاذيب بلا فاعلية ضد مصر، التى تقف بحسم فى مواجهة التهجير والتصفية، ومناورات تجار الحرب.

ويمكن النظر من هذه الزاوية إلى جولة الرئيس السيسى فى قطر والكويت، والتى أثبتت أن الموقف العربى متوافق على رفض التهجير، ووقف الحرب، ودخول المساعدات، وأن تحركات مصر فى كل الدوائر والمحاور، لشرح وتوضيح وجهة النظر المصرية والعربية، لإعمار غزة والتعافى بناء على الخطة العربية التى تقدم بديلا كاملا لتحركات الاحتلال، وفى الوقت ذاته، فإن مصر تنتبه لمناورات الاحتلال لإطالة أمد الحرب والتهرب من المسؤولية عن جرائم الإبادة، لأن مصر لديها خبرة بالقضية، وأيضا بنفسية ومناورات الاحتلال.

p
مقال أكرم القصاص بالعدد الورقى

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

قانون العمل الجديد.. باب كامل لتنظيم التدريب وربط التعليم بسوق العمل

توابع الزلزال.. هزة ارتدادية جديدة بقوة 4.26 ريختر شمال مرسى مطروح

زلزال جديد.. الشبكة القومية ترصد أول هزة ارتدادية بقوة 2.69 ريختر

تجويع سكان غزة.. الأمم المتحدة تعرب عن قلقها إزاء التقارير الدولية بالتجويع المتعمد لسكان غزة.. وتحذر من خطر المجاعة.. وتشيد بالجهود المصرية لإنهاء معاناتهم.. وجوتيريش: القطاع الصحى على المحك

برشلونة يصنع التاريخ بأرقام مذهلة فى الموسم الحالى


زلزال اليوم.. الهلال الأحمر: لم ترد بلاغات عن أضرار بسبب الزلزال حتى الآن

ماذا تفعل إذا شعرت بهزة أرضية؟ دليل مبسط للتصرف الآمن

معهد الفلك: الزلزال لم يتجاوز 20 ثانية.. ولم نسجل هزات ارتدادية حتى الآن

الزمالك يفقد فرصة المشاركة فى دورى أبطال أفريقيا رسميا بعد الخسارة من بيراميدز.. صور

نجوم العالم يتألقون على السجادة الحمراء فى افتتاح مهرجان كان السينمائي 78 (صور)


التحقيقات: التيك توكر أم رودينا تمتلك حسابا بـ2.4 مليون جنيه ومحافظ إلكترونية

نادين نسيب نجيم تزين السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائى.. صور

لا يفوتك


مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025

مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025 الثلاثاء، 13 مايو 2025 09:25 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى