إشكالية التعليم .. أزمات متراكمة.. وحلول غير تقليدية

التعليم، هو حجر الزاوية فى بناء أى مجتمع على أسس صحيحة، وجودة التعليم وتطوره يعزز من إفراز أفراد المجتمع لقدراتهم ومهاراتهم بصورة فعالة، مما يسهم فى تحقيق المجتمع لمستهدفه من توفير حياة لائقة ومستوى معيشة مناسب وتنمية مستدامة، ومستقبل زاهر لأفراده.
وإشكالية التعليم فى مصر مرت بمنعطفات كثيرة، وعوائق عديدة، خاصة فى ظل النمو السكانى الكبير، الذى يستلزم معه نموا موازيا فى الفصول الدراسية وأعداد المعلمين، وجميع عناصر المنظومة التعليمية، مما أدى إلى وجود فجوة دائمة بين أطروحات تطوير التعليم وما يتم تنفيذه على أرض الواقع، وهو ما رأيناه واضحا فى المحاولات المتعاقبة لوزراء التعليم لعلاج هذا الخلل العضال.
وعندما تولى الوزير محمد عبد اللطيف حقيبة وزارة التربية والتعليم، أشفق عليه الكثيرون من التركة الثقيلة لوزارة تتلامس قراراتها ومخرجاتها مع الشئون الحياتية لغالبية الأسر فى المجتمع، خاصة أن هناك الكثير من المشكلات المزمنة وأبرزها نقص الفصول وزيادة الكثافة الطلابية والغياب عن المدرسة، تؤثر فى المنظومة التعليمية بشكل كبير، وفى حين أكد البعض أن الوزير ليس لديه عصا سحرية لحل مشاكل مزمنة ومتراكمة فى منظومة التعليم، وأن جل ما سيفعله سيكون "مسكنات" لضمان استمرار دوران عجلة المنظمة التعليمية، لكن البعض الآخر كان يراهن على أن خبرات الوزير محمد عبد اللطيف فى العمل التربوي، وتطوير المناهج، ستمكنه من إيجاد حلول للمشكلات المتراكمة.
وأنتصر الفريق الثانى، فالمتابع لنشاط محمد عبد الطيف منذ توليه المسئولية، سيجد أنه تبنى حلولا غير تقليدية، لمواجهة مشكلات استعصت على الحل عقودا طويلة، فالوزير لم يلجأ إلى قوالب حلول جاهزة، بل رسخ منهج المشاركة مع أفراد المنظومة التعليمية لإيجاد حلول مبتكرة، وفعالة وناجعة، وبالإمكانيات المتاحة، وكما قال فى تصريحات سابقة: "لقد قمنا بزيارة ما يزيد على 20 محافظة، الوزارة بها 320 إدارة تعليمية، قابلنا أكثر من 280 مدير إدارة، وما يزيد على 6 آلاف مدير مدرسة، وعقدنا لقاءات مع آلاف المعلمين، وتناقشنا فى حوارات طويلة جدًا فى كل المحافظات لإيجاد حل لمشكلات العملية التعليمية".
ومن هذه الحوارات والمشاركات واللقاءات، بدأ الوزير وفريقه فى وضع خطط لحل الأزمات الثلاث الأكثر إلحاحا وهى كثافة الفصول العالية جدا، والعجز فى المعلمين والغياب عن المدرسة، وبدأنا نرى ثمرة تلك الزيارات المكوكية للمدارس والمنشآت التعليمية، ونواتج الحوارات واللقاءات التى يعقدها الوزير مع عناصر المنظومة التعليمية، فانخفضت كثافة الفصول من 180 أو 150 أو 200 فى بعض المناطق، إلى ما دون الـ50 طالبا، بعد الاستغلال الأمثل لجميع الحجرات بالمدارس، مما أدى إلى إضافة ما يزيد عن 100 ألف فصل دراسى، وهو إنجاز كبير جدا فى رأيي، وعالج مشكلة كبيرة جدا كانت السبب الرئيسى لعزوف الطلاب عن الذهاب إلى المدراس، وكذلك عدم حصول الطلاب على حقهم فى تلقى الدروس داخل جدران المدارس، نتيجة اكتظاظ الفصول وصعوبة التلقى العلمى فى ظل هذا الوضع الصعب.
ونجح الوزير أيضا فى التغلب على جزء كبير من مشكلة العجز فى المعلمين، عن طريق الاستعانة بمعلم الحصة، لسد تلك الفجوة، وضمان إيصال جيد للرسالة التعليمية لجميع الطلاب.
وللحديث بقية..
Trending Plus