جامعة سوهاج تناقش رسالة دكتوراه لباحث توفى قبل المناقشة بأيام.. فيديو

جامعة سوهاج تناقش رسالة دكتوراه لباحث توفي قبل المناقشة بأيام

سوهاج محمود مقبول

السبت، 19 أبريل 2025 12:02 م

قدم تليفزيون اليوم السابع بثا مباشرا من محافظة سوهاج بعنوان جامعة سوهاج تناقش رسالة دكتوراه لباحث توفي قبل المناقشة بأيام.. مباشر حيث تناول البث مناقشة الرسالة لعضو هيئة التدريس الراحل

وفي مشهد يفيض بالمشاعر الإنسانية ويُجسد أسمى معاني الوفاء والعرفان، نظمت جامعة سوهاج، اليوم، مناقشة رسالة الدكتوراه للباحث الراحل الدكتور إبراهيم محمود عبده شمسية، المدرس المساعد بقسم الميكانيكا – شعبة التبريد والتكييف بكلية التكنولوجيا والتعليم، والذي وافته المنية قبل أيام قليلة من الموعد المُقرر للمناقشة.

أُقيمت المناقشة بالقاعة الزجاجية داخل الحرم الجامعي القديم، وسط أجواء من الحزن والاعتزاز، بحضور الدكتور حسان النعماني، رئيس جامعة سوهاج، وأعضاء لجنة المناقشة، إلى جانب جمع غفير من زملائه وطلابه، وأفراد أسرته، وعلى رأسهم والده ووالدته وزوجته وأبناؤه الثلاثة، الذين حضروا ليشهدوا لحظة التكريم الرمزي والاعتراف بمسيرته العلمية.

وشهدت القاعة حالة من التأثر العميق، حيث استعرض أعضاء اللجنة العلمية رحلة الباحث الراحل العلمية، وما بذله من جهد وتفانٍ طوال سنوات دراسته وبحثه، مؤكدين أنه استحق بجدارة نيل درجة الدكتوراه، وهو في ذمة الله، تقديرًا لالتزامه العلمي والأخلاقي وإنجازه العلمي الكبير.

الراحل إبراهيم شمسية، ابن محافظة الغربية، كان مثالًا للطالب النابغ والمُثابر، حيث عُيّن معيدًا بالقسم بعد تفوقه، وحصل على درجة الماجستير في الهندسة الميكانيكية، وواصل دراسته للحصول على الدكتوراه بكل إخلاص، رغم مسؤولياته كزوج وأب لثلاثة أبناء. وفي الساعات الأخيرة من حياته، أنهى آخر مراجعة لرسالته مع مشرفيه عبر "الزوم" في الساعة 11 مساءً، ليرحل بعدها بثلاث ساعات فقط، تاركًا خلفه قلوبًا مكسورة وسيرة طيبة لا تُنسى.

من جانبه، أعرب رئيس الجامعة عن بالغ حزنه لفقد أحد الباحثين المتميزين من أبناء الجامعة، مشيرًا إلى أن هذا الحفل يُجسد عرفان الجامعة بكل من خدمها وأسهم في رفعة شأنها، مؤكدًا أن الدكتور إبراهيم سيبقى قدوة في الاجتهاد والإخلاص.

وأكد زملاؤه وطلابه أن رحيله لم يكن نهاية لحكايته، بل بداية لخلود ذكراه، مشيدين بأخلاقه الرفيعة وتواضعه وحبّه للعلم والعمل.

وجاءت هذه اللفتة التكريمية لتُخلّد اسم الراحل ضمن تاريخ الجامعة، ولتؤكد أن العطاء لا يُقاس بطول العمر، بل بعمق الأثر، وأن العلم لا يموت برحيل صاحبه، بل يبقى حيًّا في عقول وقلوب من آمنوا به.