صينى يصاب بسكتة دماغية بعد تدليك رقبته.. كيف يتصل الدماغ بأعضاء الجسم

تعرض مبرمج صينى لسكتة دماغية قاتلة بعد أن تلقى تدليكا قويًا لرقبته لتخفيف الألم، لكنه نجا من شلل دائم بأعجوبة بعد إصابته بسكتة دماغية، فالشاب تشانج متخصص فى تكنولوجيا المعلومات من تشانجشا، مقاطعة هونان الصينية، كان يعانى من آلام الرقبة باستمرار بسبب قضاء ساعات طويلة على مكتبه، بعد أن علم أن التدليك التقليدى يمكن أن يُخفف آلام الرقبة، قرر تجربته فى صالون تدليك محلى فأصيب بسكتة دماغية، فى هذا التقرير نتعرف على كيف يمكن لتدليك الرقبة أن يعرضنا للإصابة بسكتة دماغية، بحسب موقع max Healthcare.

الدماغ هو العضو الأهم في جسدنا، وهو ما يبرر وجوده في أعلى الهرم الجسدي، محميًا بعناية فائقة داخل جمجمة صلبة، ويتواصل الدماغ مع سائر أنحاء الجسم عبر شبكة من الألياف العصبية التي تنحدر عبر الرقبة لتنتشر في كل مكان، كما يتدفق الدم إلى الدماغ قادمًا من الرقبة عبر أربعة أوعية دموية رئيسية، اثنان في الأمام واثنان في الخلف. لذا، تحتل الرقبة موقعًا حيويًا.

وخلال مسير هذه الأوعية الدموية صعودًا نحو الدماغ، تصبح عرضة للإصابة والتلف. فأي حركة عنيفة للرقبة، سواء كانت سحبًا للخلف أو دفعًا للأمام، قد تتسبب في تمزق أو تلف هذه الأوعية، تُعرف هذه الإصابة الوعائية طبيًا بـ "التشريح"، ويمكن أن تفضي إلى نوبة شلل مدمرة أو سكتة دماغية.

قد يصيبك الذهول عندما تعلم أننا نتعرض لمثل هذه الحركات بشكل يومي، وإن بدت مستبعدة.

فمعالج التدليك، أو أخصائي تقويم العمود الفقري، أو خبير التجميل، أو الحلاق، أو أي شخص يضع يديه على رقبتك، قد يتسبب لك في ضرر بالغ. وبحسب علم الأعصاب هناك تقارير لحالات مماثلة، حيث أدى تدليك الرقبة أو وضعها بطريقة خاطئة إلى إصابة الأوعية الدموية، مما نتج عنه سكتة دماغية أو نوبة شلل دماغي.

وقد استُحدثت مصطلحات مثل "سكتة كرسي الحلاقة" أو "سكتة صالون التجميل" للدلالة على هذه الحالات تحديدًا. فعندما تتضرر الأوعية الدموية، قد يُعيق أو ينخفض تدفق الدم إلى الدماغ، مما يؤدي إلى عجز عصبي كالشلل.

خطوات وقائية بسيطة لحمايتك من الخطر

تكمن الخطوة الأولى نحو التغيير الإيجابي في إدراك حجم المشكلة. والآن بعد أن أدركت الخطر، يمكنك اتخاذ خطوات يسيرة لتجنب هذه العواقب الوخيمة. ما عليك سوى الالتزام بالاحتياطات التالية لضمان تدليك آمن ومريح (مع تجنب منطقة الرقبة):

- تجنب أي حركات مفاجئة أو إفراط في تمديد الرقبة.
- يجب تفادي أي حركة تسبب لك الألم.
- لا تقم بـ "طقطقة" رقبتك أو محاولة فركها إلا تحت إشراف متخصص مؤهل. والأفضل تجنب ذلك تمامًا.
- قد يشير ألم الرقبة المفاجئ، المصحوب بدوخة أو دوار أو غثيان أو قيء، إلى إصابة في الأوعية الدموية. لا تتجاهل هذه الأعراض، وسارع إلى أقرب مستشفى.
- تجنب تدليك الرقبة من قبل أشخاص غير مدربين ومؤهلين.
 

كيف تعرف أنك مصاب بسكتة دماغية نتيجة إصابة الأوعية الدموية؟

السكتة الدماغية: تذكر قاعدة الـ 6 S لتشخيصها:

- مفاجئ (Sudden): تبدأ الأعراض بشكل فجائي.
- كلام غير واضح (Slurred speech): يبدو الكلام وكأنك في حالة هذيان.
  ضعف جانبي (Side weakness): قد يصيب الضعف الوجه أو الذراع أو الساق أو الثلاثة معًا في جانب واحد من الجسم.
  دوار (Spinning/Dizziness): الشعور بالدوران أو فقدان التوازن.
صداع شديد/ألم في الرقبة (Severe headache/Neck pain): ألم حاد ومفاجئ في الرأس أو الرقبة.
  ثوانٍ (Seconds count): لاحظ بدقة وقت بدء الأعراض وتوجه فورًا إلى المستشفى.
قد تظهر أي من هذه الأعراض منفردة أو مجتمعة. ليس من الضروري ظهور جميع العلامات لتشخيص السكتة الدماغية.
 

ما الإجراء التالي؟

التوجه الفوري إلى المستشفى هو الحل الأمثل. فالسكتة الدماغية قابلة للعلاج، وكل دقيقة لها قيمتها الحاسمة. وفقًا لدراسة أمريكية يفقد مريض السكتة الدماغية الإقفارية حوالي 1.9 مليون خلية دماغية كل دقيقة تأخير في العلاج. وكل 10 دقائق، يفقد الدماغ خلايا عصبية كثيرة.

هل يمكن للمريض التعافي من الشلل؟

نعم، يمكن علاج السكتة الدماغية، ويستطيع المرضى تحقيق تعافٍ جيد جدًا إذا تلقوا العلاج في الوقت المناسب.

ما هو العامل الأهم في رعاية مرضى السكتة الدماغية؟

يظل المريض هو العنصر الأهم في رحلة العلاج. فغالبًا ما يميل المرضى إلى تجاهل أعراضهم وتأخير طلب المساعدة الطبية، مما قد يؤدي إلى شلل دائم أو حتى الوفاة. لذا، فإن وعي المريض وعائلته بأعراض السكتة الدماغية يمكّنهم من الوصول إلى المستشفى في الوقت المناسب وتلقي العلاج اللازم.