1900 عالم فى مواجهة البيت الأبيض.. كيف أثارت سياسات ترامب غضب العلماء؟

وقّع أكثر من 1900 عالم ومهندس رسالةً قالوا فيها إنهم "يرون خطرًا حقيقيًا في هذه اللحظة" مع تقليص إدارة ترامب الدعم الفيدرالي للبحث العلمي، حيث تقول الرسالة المفتوحة، التي نُشرت أمس الاثنين: "لقد ساهمت الاستثمارات الحكيمة للحكومة الأمريكية في بناء قطاع البحث العلمي في البلاد، مما جعله موضع حسد العالم".

وأضافت: "ومن المثير للدهشة أن إدارة ترامب تُزعزع استقرار هذا القطاع من خلال تقليص تمويل البحث، وطرد آلاف العلماء، ومنع وصول الجمهور إلى البيانات العلمية، والضغط على الباحثين لتغيير أعمالهم أو التخلي عنها لأسباب أيديولوجية".

وكتب الرسالة أعضاء من الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب، التي أنشأها الكونجرس في عهد الرئيس أبراهام لينكولن لتقديم المشورة لصانعي السياسات، وقد وقّع كل شخص للتعبير عن دعمه الشخصي، وليس كممثلين عن الجامعات ومؤسسات البحث التي ينتمي إليها.
ويتهمون إدارة ترامب بالرقابة من خلال الأوامر التنفيذية والتهديدات التمويلية التي تهدف إلى وقف أي مبادرات لا يرحب بها الرئيس وحلفاؤه المقربون، بما في ذلك جهود التصدي لتغير المناخ وتطوير اللقاحات.

"الولايات المتحدة هي أكبر ممول للبحث العلمي بلا منازع، وهي موطن لأكبر منظومة عالمية للابتكار والبحث، إن قضاء إدارة ترامب أول شهرين من ولايتها في مراجعة مشاريع الإدارة السابقة، وتحديد الهدر، وإعادة تنظيم إنفاقنا البحثي بما يتناسب مع أولويات الشعب الأمريكي لن يُضعف هيمنة أمريكا الابتكارية"، هذا ما قاله المتحدث باسم البيت الأبيض، كوش ديساي، في رسالة بريد إلكتروني إلى موقع "ذا فيرج".

ومع ذلك، في أقل من 100 يوم من توليهما منصبيهما، ألحق الرئيس دونالد ترامب وداعمه الملياردير إيلون ماسك أضرارًا بالغة بالأذرع العلمية للوكالات الفيدرالية، بما في ذلك وكالة حماية البيئة، وهيئة الصحة والخدمات الإنسانية، ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وتُجري إدارة ترامب تحقيقات في أكثر من 50 جامعة في إطار جهودها لإلغاء البرامج المخصصة لدعم الطلاب من الفئات المهمشة تاريخيًا والمُهمشة.

وتقول الرسالة: "إن البحث عن الحقيقة - وهو مهمة العلم - يتطلب من العلماء استكشاف أسئلة جديدة بحرية ونشر نتائجهم بأمانة، بعيدًا عن المصالح الخاصة"، "إن الإدارة تمارس الرقابة، وتدمر هذا الاستقلال".

وبتهديدها بحجب تمويل قدره 400 مليون دولار، نجحت الإدارة بالفعل في إجبار جامعة كولومبيا على تغيير سياساتها وبرامجها الأكاديمية، وتشير الرسالة إلى أن مؤسسات أخرى اضطرت إلى وقف الأبحاث، وتسريح الموظفين، ووقف تسجيل طلاب الدراسات العليا.

وحذر الموقعون من أن الولايات المتحدة معرضة لخطر فقدان جيل كامل من العلماء نتيجة لذلك، ويفكر أكثر من 1200 عالم بالفعل في مغادرة الولايات المتحدة بسبب الإجراءات الصارمة التي اتخذتها إدارة ترامب، ويشكلون 75% من المشاركين في استطلاع منفصل أجرته مجلة نيتشر.

وكتب أعضاء الأكاديميات الوطنية في الرسالة: "لقد خيّم مناخ من الخوف على مجتمع البحث العلمي. نرسل هذا النداء لندق ناقوس الخطر لندق ناقوس الخطر: إن المشروع العلمي في البلاد يتعرض للتدمير".