أقدم وصفة طبخ مكتوبة في العالم عمرها 3700 عام.. يا ترى مكوناتها إيه؟

قد تكون فيديوهات الطبخ الإرشادية، ومدونات الوصفات، وكتب الطبخ المنتجة بكميات كبيرة اختراعات حديثة نسبيًا، إلا أن أسلافنا أحبوا الطبخ أيضًا، عثر علماء الآثار على بقايا طعام تُشبه طعامنا في جميع أنحاء العالم، بدءًا من آثار العصيدة المحروقة على أواني العصر الحجري، وصولًا إلى للخبز في مصر القديمة ومع ذلك، ولفترة طويلة من التاريخ، كان الطبخ فنًا يُتناقل شفهيًا، ونادرًا ما يُوثّق كتابيًا، وفقًا لما نشره موقع "livescience".
فما هي أقدم وصفة معروفة؟
يعود الجواب إلى إحدى أقدم الحضارات، على الرغم من أن وصفاتها تبدو مختلفة بعض الشيء عن تلك التي نراها اليوم.
رغم أن الأمر قد يبدو بديهيًا في وصفات العصر الحديث، إلا أن تحديد ما إذا كانت وثيقة قديمة وصفةً بالفعل يُمثل تحديًا كبيرًا لعلماء الآثار.
ووفقًا لفاريل موناكو، وهو زميل زائر فخري ومرشح دكتوراه في جامعة ليستر، ومتخصص في أنواع الخبز الرومانية القديمة، فإن "الوصفات" كما نعرفها اليوم هي اختراع حديث.
غالبًا ما كانت تعليمات تحضير الطعام القديمة تفتقر إلى الأوزان والمقاييس كما هو الحال في كتب الطبخ اليوم، ولم تنتشر الوصفات المُقاسة بدقة إلا خلال القرون القليلة الماضية، وفقًا لموناكو.
كما احتوت الخلطات الطبية القديمة غالبًا على مكونات صالحة للأكل، مما جعل من الصعب تحديد ما إذا كانت قائمة المكونات مخصصة لأغراض الطهي أو الطب، أضف إلى ذلك أن بعض كلمات الوصفات القديمة غير قابلة للترجمة، بينما يشير بعضها الآخر إلى مكونات لم تعد موجودة، وبالتالي فإن تحديد ما إذا كان نص قديم يحتوي على تعليمات تحضير الطعام قد يكون مهمة صعبة للغاية.
في الواقع، ما نعرفه الآن بـ"أقدم الوصفات" لم يُكتشف على هذا النحو لفترة طويلة، عندما وصلت أربعة ألواح طينية بابلية إلى جامعة ييل في أوائل القرن العشرين، واجه علماء الآثار صعوبة في ترجمة الكتابة المسمارية التي احتوتها، تعود هذه الألواح، التي يبلغ حجم كل منها حجم جهاز آيباد ميني تقريبًا، إلى حوالي عام 1730 قبل الميلاد، وكُتبت فيما يُعرف الآن بجنوب العراق.
قال جويكو بارجاموفيتش، المحاضر الأول والباحث الرئيسي في علم الآشوريات بجامعة ييل: "على مدار تاريخ طويل، كانت الوصفات تُنقل عبر الأجيال، وغالبًا عن طريق النساء، لذلك لم يعتقد علماء الآثار بوجود وصفات مكتوبة من عصر بلاد ما بين النهرين".
مرق قديم وفطيرة وحساء
في ثمانينيات القرن العشرين، أكد عالم الآثار جان بوتيرو أن الألواح البابلية كانت في الواقع وصفات طعام ومع ذلك، أعلن أن الطعام الموصوف فيها غير صالح للأكل. ولم يُعاد النظر في أيٍّ من هذه الوصفات إلا مؤخرًا.
عمل بارجاموفيتش مع فريق متعدد التخصصات في جامعة هارفارد لترجمة الوصفات وإعادة صياغتها، شكّل هذا تحديًا، نظرًا لتلف العديد من الألواح، مما جعل قراءتها صعبة، ورغم أن بعض المكونات المهمة على الألواح كانت غير قابلة للترجمة، إلا أن فريق بارجاموفيتش تمكن من ملء الفراغات لإعادة بناء الأطعمة القديمة.
وجدوا أن الألواح تحتوي على تعليمات لتحضير مرق، وفطيرة محشوة بطيور ، وقمح أخضر، و25 نوعًا من اليخنات النباتية واللحومية، ونوع من الثدييات الصغيرة المطبوخة،تشبه الوصفات، من نواحٍ عديدة، الطعام العراقي المعاصر،مع أن أحد الألواح احتوى على تعليمات أكثر تفصيلاً مع المقادير، إلا أن العديد من الوصفات البابلية لم تكن تُشبه الوصفات المُفصلة التي اعتدنا عليها اليوم، هذه الألواح هي أقدم الوصفات المعروفة، ولا توجد أيضًا أي وصفات معروفة تأتي بعدها لفترة طويلة.

طهى الطعام
Trending Plus