تعرف على الطقوس المثوارثة في شم النسيم.. الفسيخ أبرزها

يعد شم النسيم من أقدم الأعياد التى عرفها المصريون، بل ويعد أقدم احتفال شعبى عرفه التاريخ بداية من قدماء المصريين منذ ما يقرب من خمسة آلاف عام، وجزءاً من معتقداتها وثقافاتها، وبمرور الزمن احتفظ المصريون بعاداتهم وتقاليدهم فى الاحتفال بهذا اليوم ليصبح شم النسيم واحداً من أكثر المناسبات شعبية فى مصر، حيث يخرج الناس إلى الحدائق والمنتزهات ويتبادلون الأطعمة التقليدية التى أصبحت جزء من الهوية المصرية.

ويعكس الاستمرار فى الاحتفال بعيد شم النسيم منذ آلاف السنين الأصالة المصرية فهو ليس إحتفالاً عادياً بل طقس يحمل فى طياتة روح الحضارة المصرية القديمة التى كانت تؤمن بتجدد الحياة وتقدس الظواهر الطبيعية
مثل تغيير الفصول وفيضان النيل وهو مايظهر بالطقوس المرتبطة بة فى عهد الفراعنة وحتى العصر الحديث.

وكان المصريون القدماء يطلقون علية "عيد شمو أو بعث الحياة " وترجع التسمية إلى الكلمة الفرعونية شمو وهى كلمة فرعونية قديمة تعنى عيد الخلق أو بعث الحياة وقد تعرض الإسم للتحريف وأضيفت إلية كلمة النسيم لإرتباط هذا الفصل باعتدال الجو وكان يتم الإحتفال بة فى أول موسم الحصاد وهو مايعكس إرتباطة بالزراعة و فيضان النيل وكانو يعتقدون أن هذا اليوم هو بداية خلق العالم لذا كان يتم فية تقديم القرابين والإحتفال بالألوان الطبيعية.

كما ارتبطت الإحتفالات بتقديم الأسماك المجففة والمملحة مثل الفسيخ حيث أظهر المصريون القدماء براعة شديدة فى حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة الفسيخ وٌإعتبروه كرمز للحياة والإستمرارية و الخير والرزق، بالاضافة إلى لخضر الورقية مثل الخس والبصل التى كانت تستخدم فى الطقوس الدينية.

ولم ينقطع الإحتفال بشم النسيم على مدار العصور حتى مع التحولات التاريخية فاحتفظت كل مرحلة بلمساتها الخاصة ولكن ظل محتفظاً بجوهرة الأصلى الذى يدور حول الإحتفال بالطبيعة والحياة الجديدة .

و فى العصور القبطية إرتبط شم النسيم بعيد القيامة المجيد حيث انة يقع فى نفس الفترة الزمنية من العام.

و خلال العصور الإسلامية لم يتغير الإحتفال حيث ظل المصريون يخرجون إلى الحدائق ويتناولون الأطعمة التقليدية

وفى العصر الحديث أصبح شم النسيم يوم وطنى يحتفل به جميع المصريين دون تمييز دينى الأمر الذى يؤكد على تماسك وترابط المجتمع المصرى وإحترامة للعادات والتقاليد المتوارثة

وفى التقرير التالى نتعرف على الطقوس المثوارثة فى شم النسيم:

1 - البيض الملون حيث يرمز البيض إلى التجدد والبعث وهى فكرة مستوحاة من المعتقدات الفرعونية والتى ترى فى البيض رمزاً لبداية الحياة كان المصريون القدماء ينقشون الأمنيات على البيض ويضعونة فى سلال مصنوعة من سعف النخيل ويتركونها فى أماكن مفتوحة حتى تشرق الشمس اعتقاداً منهم أن ذلك يجلب الخير.

2 - الفسيخ والرنجة يعد الفسيخ من أبرز الأكلات حيث أن المصريين كانوا يعتقدون أنه رمزاً للخصوبة والإستمرارية وكان يتم تجفيف الأسماك وتمليحها وتقديمها أثناء الإحتفالات وتلك العادة مستمرة حتى يومنا هذا.

ونتيجة للتحذيرات الصحية المتعلقة بتناول الفسيخ أصبحت الرنجة البديل الأكثر قبولاً لدى البعض

3- الخس والبصل
البصل لة مكانة وقدسية خاصة لدى القدماء المصريين حيث كانو يعتقدون أن البصل يطرد الأرواح الشريرة ويقى من الأمراض وكانت العائلات المصرية يضعون البصل اسفل الوسادة فى ليلة شم النسيم وهو تقليد ظل قائم لقرون
الخس يعد رمزاً للخصوبة والنماء لذا كان من الأطعمة الأساسية فى هذا اليوم