لا تكن ظلًا في صورة لا تُشبهك

إذا لم يُخبروك، فلا تُفاجأ، وإذا لم يُشركوك، فلا تُصرّ، وإذا جاؤوا إليك بدعوة متأخرة، فلا تُهرول، فالحياة يا صديقي، ليست مباراة ودية يُسمح فيها بتبديلات اللحظة الأخيرة، إما أن تكون في تشكيلة البداية، أو لا تكون
دعني أقولها بصوت خافت كهمسٍ في ردهة كرامة: لا تذهب حيث لا يُشتاق إليك، ولا تجلس حيث لا يُفرَغ لك مقعد، فالأماكن التي لا تصدح باسمك منذ البداية، لن تذكرك إلا عند انطفاء الضوء واحتراق الحضور.
في زمن المجاملات المغلّفة بالبلاستيك، أصبح كثيرٌ من الدعوات أشبه بـ"رد الجميل"، أو سداد فواتير اجتماعية متأخرة، البعض لا يدعوك حبًا، بل خوفًا من ملامة، وآخرون يرسلون الدعوة متأخرة عمداً، وكأنهم يقولون لك: "احضر إن شئت، لن تُفسد الصورة".
يا صديقي..لا تكن زينة تُعلّق عند الحاجة، ثم تُنسى في الدرج حين تنطفئ المناسبة، لا تكن الرقم الزائد في طاولة مليئة بالحسابات، أو الاسم الذي يُكتب في السطر الأخير من بطاقة الدعوة، فقط لملء الفراغ.
كن أول الحضور أو لا تكن، كن في القلب أو لا تكن على الهامش، كن مقصودًا لا مضافًا، مطلوبًا لا مكمّلاً، الكرامة ليست قسوة، بل بوصلة، تدلّك على الأماكن التي تستحقك، وعلى الوجوه التي تراك قبل أن تُطلّ، وتشتاق إليك قبل أن تُجيب، والدعوة التي لا تأتيك صادقة، واضحة، في وقتها، لا تستحق أن تُلبّى، فالحضور المتأخر قد يكون غيابًا أكثر احترامًا.
واعلم يا صديقي..أن تُستبعد بصراحة، خيرٌ من أن تُدرج كمجاملة، وأن تظل بعيدًا مع كرامتك، خيرٌ من أن تقترب وتُعامَل كاحتمال أخير.
الناس أنواع، منهم من يريدك شريكًا في البداية، ومنهم من يحتاجك بديلاً عند الطوارئ، فاختر من تكون له أولوية، لا بديلًا مؤقتًا.
Trending Plus