آبل ترفع إنتاج آيفون وآيباد لتفادي تداعيات توتر التجارة مع الصين

اتخذت شركة آبل خطوة استباقية في الربع الثاني من العام الحالي برفع إنتاجها من هواتف آيفون وأجهزة آيباد، في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

ووفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة "مورجان ستانلي"، زادت آبل إنتاج هواتف آيفون من 41 مليونًا إلى 45 مليون وحدة، كما رفعت إنتاج أجهزة آيباد من 11.5 مليون إلى 13 مليون وحدة.

تأتي هذه الزيادة كإجراء احترازي في مواجهة الغموض المحيط بالسياسات الجمركية الأمريكية الجديدة، حيث تدرس إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فرض رسوم جديدة على السلع الصينية. ويُعتقد أن آبل تهدف من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز مخزونها لتجنّب أي ارتفاع مفاجئ في التكاليف وضمان تلبية الطلب المتوقع.

وقد وضعت هذه النزاعات التجارية شركات التكنولوجيا في موقف صعب، إلا أن قرار آبل يُنظر إليه على أنه تحرّك ذكي لتقليل آثار الاضطرابات المحتملة في سلسلة التوريد. ومع اقتراح الإدارة الأمريكية لما يُعرف بـ”التعرفة المرنة” على الأجهزة المحمولة وأشباه الموصلات، تتزايد حالة عدم اليقين بين الشركات، رغم استثناء الهواتف الذكية وأشباه الموصلات مؤقتًا من بعض الرسوم الانتقامية.

إلى جانب الاستعداد للرسوم الجمركية، تسعى آبل من خلال رفع وتيرة الإنتاج إلى تعزيز مخزونها العالمي من الأجهزة. وأشارت “مورغان ستانلي” إلى أن هذه الزيادة تهدف إلى الحفاظ على مستويات مناسبة من الطرازات الحالية، خصوصًا في الأسواق المعرّضة لمشاكل في الأسعار أو الإمدادات. ووفقًا للتقرير، من المتوقع أن يشهد إنتاج آيفون نموًا سنويًا بنسبة 15%، في حين سيزيد إنتاج آيباد بنسبة 24%.

وتُعد هذه الزيادة فرصة كبيرة لمورّدي آبل، خاصةً الشركات الكورية الجنوبية مثل Samsung Display وLG Display وLG Innotek، الذين يزوّدون آبل بمكوّنات رئيسية كالشاشات والكاميرات. وتشكّل مبيعات آبل أكثر من 40% من عائدات Samsung Display، في حين تعتمد LG Innotek على آبل بنسبة 81%، وLG Display بنسبة 54%.

وفي إطار جهودها لتقليل الاعتماد على التصنيع في الصين وتفادي الصدمات الجمركية المحتملة، تعمل آبل على تنويع مواقع الإنتاج. وأفادت تقارير بأنها طلبت من مورّديها توسيع إنتاج آيفون في الهند، وبدأت أيضًا بنقل عمليات تصنيع MacBook وآيباد إلى فيتنام. كما شرعت في تجميع هاتف iPhone 16e في البرازيل، في خطوة تعكس استراتيجيتها طويلة المدى لتقليل الاعتماد على الصين.

وأشار مصدر صناعي إلى أن التوسعة الحالية تركز على طرازات العام الماضي، لكنه لم يستبعد زيادة إضافية في الإنتاج مع إطلاق iPhone 17 المرتقب في وقت لاحق من عام 2025. وأضاف: “إذا تمكّنا أيضًا من التحرر من ضغوط الرسوم الجمركية، فقد يشكل ذلك دفعة كبيرة للشركة”.