المصريون في الأقصر التاريخية أقدم من احتفل بشم النسيم وصنع الفسيخ.. دراسة: المصريون القدماء تناولوا السمك والبيض والحمص الأخضر فى احتفالات شم النسيم.. ونصحوا الجميع بقضاء يوم أسرى سعيد وسط الزهور.. صور

مشاهد احتفالات اعياد الربيع ومواسم الحصاد
مشاهد احتفالات اعياد الربيع ومواسم الحصاد
الأقصر – أحمد مرعى

التاريخ بدأ من هنا فى قلب محافظة الأقصر، حيث إنه منذ آلاف السنين كانت الأقصر عاصمة مصر القديمة، ومع قدوم احتفالات أعياد الربيع و"شم النسيم" تعود الأذهان من جديد للأقصر عبر بوابة مدينة إسنا، التى كانت المدينة الرائدة منذ آلاف السنين فى صناعة الأسماك المملحة والفسيخ أشهر مأكولات شم النسيم على الموائد المصرية، حيث توجد فى قلب إسنا وبالتحديد فى نجع أبو سعيد ما يسمى تاريخياً بـ"جبانة الأسماك" فى إسنا التى كانت تسمى قديم "لاتوبوليس" والتى تعنى بالإغريقية "مدينة السمك".

نقوش توضح كيف احتفل الفراعنة بشم النسيم

نقوش توضح كيف احتفل الفراعنة بشم النسيم

ويعود تاريخ حرص المصريين على تناول الأسماك بأنواعها، وبخاصة الأسماك المملحة منها "الفسيخ والرنجة" وغيرها، فى يوم شم النسيم إلى عهود الفراعنة فهم الذين جعلوا من قدوم فصل الربيع عيد شعبى وأقاموا له احتفالات عظيمة، حيث يقول الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للآثار، عبر دراسة أعدها لرصد تاريخ يوم "شم النسيم" بمصر القديمة، أنه نص التراث الأدبى الذى خلفه لنا القدماء المصريون والذى يصف للجميع مشاهد الاحتفال بأعياد الربيع وعيد "شم النسيم"، حيث كانت أبرز الكلمات بتلك النصوص:- "اقض يوماً سعيداً، وضع البخور والزيت الفاخر معاً من أجل أنفك، وضَع أكاليل اللوتس والزهور على صدرك، بينما زوجتك الرقيقة فى قلبك جالسة إلى جوارك، فلتكن الأغانى والرقص أمامك واطرح الهموم خلفك ولا تتذكر سوى الفرح، إلى أن يحلّ يوم الرسو فى الأرض التى تحب الصمت".

نقوش ليوم عيد الربيع واكلات السمك قديماً

نقوش ليوم عيد الربيع واكلات السمك قديماً

ويضيف الدكتور مصطفى وزيرى لـ"اليوم السابع"، أنه عاش المصرى القديم أعياداً دينية واجتماعية وأخرى زراعية، حيث أقام خلالها احتفالات الخاصة والتى اشتملت على إقامة الشعائر والطقوس وربما تلك الشعائر والطقوس هى التى ميزت حضارتنا عن باقى حضارات العالم القديم، وبعض هذه الأعياد لازالت فى ذاكرة المصريين حتى يومنا هذا مثل "عيد شم النسيم"، مؤكداً على أنه اهتم أجدادنا بقدوم فصل الربيع الذى شهد أهم الاعياد الزراعية والإجتماعية فى مصر القديمة عيد "شمو"، أو ما يعرف فى يومنا هذا بـ"عيد شم النسيم" فكان مناسبة لديهم لإقامة أفراح تُغنى فيها أناشيد جماعية تنشدها السيدات النبيلات المشتركات فى المواكب مع أصوات القيثارات وأغانى الغرام والأناشيد المصاحبة لحركات الرقص، فهو عيد قومى خاص بالطبيعة والزراعة عند القدماء وليس مناسبة دينية، فلم تكن حياتهم مجردة من الاستمتاع بجمال الحياة ونشر روح السرور والبهجة.

مشاهد احتفالات اعياد الربيع ومواسم الحصاد

مشاهد احتفالات اعياد الربيع ومواسم الحصاد

ويؤكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فى دراسته، على أنه تعنى كلمة "شمو" فى اللغة المصرية القديمة "الحصاد"، وهناك من يذهب بأن لفظ "شم النسيم" مركبة من كلمة شمو "حصاد"، و"آل" بمعنى "نبات" والتى تدل على أن الاسم لم يُحرف ثم أُدخلت كلمة "نسيم"، والتى تعنى الجو المعتدل اثناء الريح اللينة، ففى يوم عيد شم النسيم كان الناس يقضى يومهم فى التنزه فى المساحات الخضراء على النيل والاستمتاع بالطبيعة، ولقد مَثلَ "شم النسيم" عن القدماء المصريين بعثاً جديداً للحياة كل عام وفيه تتجدد وتزدهر الطبيعة بكل ما فيها، كما اعتبروه بداية جديدة يبدأون به نشاطهم لعام جديد، وكان ازدهار الثمار والزهور وانتشارها يبشر ببداية موسم الحصاد، فيملأون مخازن الغلال بعد حصاد الحقول.

مشاهد احتفالات الفراعنة بشم النسيم

مشاهد احتفالات الفراعنة بشم النسيم

وأوضح أمين الأعلى للآثار السابق، إنه تميز عيد "شم النسيم" فى العصور الفرعونية بعادات خاصة بالطعام وكان لكل طعام مدلوله الخاص مثل رؤوس الخس، وذلك لاعتقادهم أن الخس له خواص مقوية جنسياً وارتبط بالإله "مين" رب الخصوبة، وكانوا يتناولون فيه البصل والسمك والبيض والملانة ( الحمص الأخضر)، وارتبطت جميعها بتجدد الحياة وظلت هذه المأكولات مظهراً ثابتاً من مظاهر الاحتفال بأعياد الربيع فى مصر مروراً بالعصر القبطى وبات تناول المصريين لتلك الأطعمة من العادات الباقية والموروثة حتى اليوم، كما ترمز "البيضة" عند المصرى القديم لبداية الخلق الجديد والتجدد فى عقيدة المصرى القديم، وهى من رموز البعث وعرفها المصرى القديم باسم "سوحت" وفى بعض الاحيان كان المصرى القديم ينقش عليها بعض أمنياته وكان يضع البيض فى سلال من النخيل، وكان لتناول نبات "البصل" أهمية كبيرة أيضاً خلال الاحتفال بـ"شم النسيم"، حيث تذكر أحد الأساطير أنه كان سبباً فى شفاء أمير صغير من أحد الأمراض حيث كان يُوضع تحت وسادته ويستنشقه وقت شروق الشمس وكتب له الشفاء فى يوم وافق احتفال المصريين بعيد "شم النسيم".

مومياء سمكة قشر بياض عثر عليها فى مدينة إسنا

مومياء سمكة قشر بياض عثر عليها فى مدينة إسنا

وقالت الدراسة، إنه تناول المصريون القدماء السمك المجفف المعروف حالياً بـ"الفسيخ"، وحملت مدينة "إسنا" فى جنوب مصر فى العصر البطلمى إسم "لاثينوبوليس" أى مدينة سمك قشر البياض، وجدير بالذكر أن سمك قشر البياض كان أكثر انواع الاسماك استهلاكاً للطبقة الغنية فى مصر القديمة، وقد عُثر على بقايا أسماك مجففة فى مواقع كثيرة منها موقع "عمال بناة الاهرام" بالجيزة من عصر الدولة القديمة، والسمك المملح وٌصف فى بردية "ايبرس" أنه أستخدم كوقاية وعلاج من ضربات الشمس، وصُنع السمك المملح فى ورش خاصة ويظهر ذلك فى نقوش مقبرة "رخميرع" من عصر الدولة الحديثة، بالإضافة للعديد من أنواع الاسماك الاخرى التى رسموها على جدران مقابرهم مثل سمك البورى والشبوط والبلطى والبياض والقرموط وغيرها. وفى أحد الاعياد كان جميع أفراد الشعب يأكلون السمك المقلى أمام أبواب المنازل فى وقت واحد. وكانت مظاهر الاحتفالات بقدوم الربيع تقام دائما على ضفاف النيل ووسط الحدائق والساحات المفتوحة وهو الامر الشائع لدى جموع المصريين حتى اليوم.

فيما صرح الطيب غريب الخبير الأثرى ومدير معابد الكرنك سابقاً، إنه القدماء المصريين لم يتركوا مجالاً للصدفة فى أى شيء، حيث سجلوا احتفالاتهم بأعياد الربيع ويوم شم النسيم على جدران المعابد والمقابر المختلفة، موضحاً أن مصر الفرعونية كانت من أكثر البلاد الغنية بالأسماك والتى تنوعت أشكالها ومسمياتها، حيث كانت تنتشر برك الأسماك فى المنازل المطلة على نهر النيل والترع والمستنقعات، والبحيرات الساحلية، وبحر الفيوم، فقد كانت الأسماك تنتشر بغزارة فى تلك البرك والمستنقعات والبحيرات.

ويضيف الطيب غريب لـ"اليوم السابع"، إنه تم وصف أهمية الأسماك وتجفيفها وتمليحها فى عصور القدماء لبعض النصوص الفرعونية فقد كانت تعيش فترات مصر القديمة غزارة فى الأسماك حيث كانوا يقولون وقتها:- "الأسماك هناك أكثر وأغزر من الرمال على الشواطئ"، ومن أبرز تلك الأنواع القديمة منذ آلاف السنين سمك البورى والبلطى والشباط وقشر البياض وغيرها والتى تسم تسجيل صيدها على جدران المعابد والمقابر المختلفة.

الدكتور-مصطفى-وزيري-يسرد-تاريخ-شم-النسيم-لمحرر-اليوم-السابع
الدكتور مصطفى وزيري يسرد تاريخ شم النسيم لمحرر اليوم السابع

سمكة-قشر-بياض-مملحة-مكتشفة-بجبانة-أسماك-إسنا
سمكة قشر بياض مملحة مكتشفة بجبانة أسماك إسنا

سمكة-محنطة-مكتشفة-فى-جبانة-أسماك-إسنا
سمكة محنطة مكتشفة فى جبانة أسماك إسنا

وزيري-والطيب-غريب-يكشفان-تفاصيل-احتفالات-الفراعنة-بشم-النسيم
وزيري والطيب غريب يكشفان تفاصيل احتفالات الفراعنة بشم النسيم
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

الأكثر قراءة

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

دور "ست الحبايب" فى مفاوضات الأهلى وبرشلونة لحسم إعارة حمزة عبد الكريم

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو

ضبط شاب عشرينى استدرج «طفلة 14 عاما» واعتدى عليها 3 أيام في منزله بالشرقية

زوجة ضحية الدفاع عن منزله فى كفر الشيخ: "سكبوا البنزين على جسمه وولعوا فيه"


تقارير إخبارية تكشف اسم الشخص منتزع السلاح من منفذ هجوم سيدنى.. من هو؟

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

تقارير: غياب مرموش ضربة قوية للسيتي ومصر ثاني المرشحين لحصد أمم أفريقيا

بدء إبلاغ المقبولين بكلية الشرطة بنتائج القبول للعام الدراسى الجديد


مستشار الرئيس للصحة يوصى بالبقاء بالمنزل عند الشعور بأعراض الأنفلونزا "A"H1N1

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

5 آلاف إثيوبي ملزمون بمغادرة أمريكا خلال 60 يوما.. ما السبب؟

قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة

وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

حكام مصر الستة يتوجهون إلى المغرب للمشاركة فى أمم أفريقيا

التنمية المحلية: تخفيض رسوم ترخيص المحال العامة لمدة 6 أشهر بنسبة تصل لـ50%

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

أكاديمية الشرطة تعلن نتيجة الطلاب المتقدمين لها اليوم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى