ترتيب البيت الفلسطيني .. المصارحة قبل المصالحة

لاشك أن وحدة الفلسطينيين طوق النجاة الحقيقى لمواجهة العدوان الإسرائيلى الغاشم الذى يسعى بكل قوة وبكل الأدوات لتعزيز الانقسام الفلسيطينى، سياسيا واستخباراتيا وعسكريا، لذا يتبع سياسة "فرق تسد" والخداع الاستراتيجي والمناورات وهو ما نراه الآن في ظل اتباع مسار التفاوض، لذلك حديث نتنياهو مع «حماس استقطابى وفيه تضخيم كبير،لأن وقف الحرب هزيمة شخصية له، ولن يقبل بها، وبالتالي يعمل على تشويه وشيطنة المقاومة الفلسطينية من جهة ومن جهة أخرى يقسم حتى المقسم.
لذلك أعتقد، أن أفق تحقيق المصالحة الفلسطينية يرتبط بقناعات الأطراف الفلسطينية أولًا، ليس فقط بأهمية المصالحة، ولكن بحجم التحديات الوجودية التي تواجه كل الفصائل والحركات، لذلك فإن من المهم المصارحة قبل المصالحة وبأى طريقة، لأنه ليس من المعقول أو المنطقى أن يزال الانقسام موجودا رغم أن القضية الفلسطينية تتعرض لخطر التصفية.
غير الأخطار التى أصبحت تهدد الحركات والفصائل، حيث تمثل الحرب الحالية على قطاع غزة، القضاء على حماس كتنظيم مسلح، وبالتالي تواجه أخطر التهديدات في مسيرتها، وكذلك الحال بالنسبة لحركة لفتح التي تقود السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، فالسلطة برمتها باتت هدفًا للتصفية أصلا.
لذلك، علينا أن لا ننسى، أن الاحتلال يقف ضد أي مصالحة بكل ما أوتى من قوة حتى ولو كان هناك تعاون من أى نوع، لأن نوايا الاحتلال تنبع من فكرة الاستعمار الاستيطاني بالإلغاء، وعدم الاعتراف بوجود الفلسطينيين كجماعة وطنية، وقد ظهر هذا بوضوح في رفض نتنياهو الحاسم فكرةَ تولي السلطة إدارةَ غزة بعد الحرب.
والشىء بالشىء يذكر .. القاهرة لا تتردد في بذل أي جهود من أجل إنهاء الانقسام، وتوحيد الصف الفلسطيني، وما تبذله حالياً من جهود استمرار حراكها لاستشعارها أن قوة الشعب الفلسطيني في وحدته.
لذا، على كل الفصائل لفلسطينية أن يعلموا أن هذا الانقسام لا تستفيد منه إلا إسرائيل، وأنه يجب الآن وليس غدا العمل على توفير أرضية مشتركة للوحدة بعيدا عن بيئات الاستقطاب والشروط السياسية الناجمة عن افتراقات.
Trending Plus