تعرف على السر وراء تفضيل البابا فرنسيس لهذا الفيلم

رحل منذ ساعات البابا فرنسيس، عن عمر يناهز 88 عامًا، وذلك بعد تعرضه لأزمة صحية فى الفترة الأخيرة استمرت لعدة أسابيع، حيث عانى البابا فرنسيس من صعوبات في التنفس ونقل على أثرها إلى مستشفى جيميلي بروما لتلقى العلاج، حسبما كشف الفاتيكان.

وفى أحدى المقابلات التي أجريت مع البابا فرنسيس للحديث عن فيلمه المفضل، كشف أنه الفيلم الدنماركي  Babette’s Feast (1987)، خلال حديثه مع صحيفة "Avvenire".

كما كشف البابا فرنسيس خلال الحوار عن سبب حبه لـ هذا الفيلم، والتي جاءت كـ التالى، حيث تبدأ أحداث الفيلم في قرية بروتستانتية صغيرة تولى قيادتها لسنوات عديدة قس شديد التشدد، مما جعل القرية مكانًا كئيبًا يكاد يخلو من الفرح، وبالتالي فأن سكان البلدة قلقون بشأن اتباع القواعد الكثيرة لدرجة أنهم يخشون الانغماس في أي ملذات دنيوية.

بعد وفاة القس، أُجبرت بناته على قيادة الجماعة المتناقصة، وكنّ يأملن بالزواج، لكن والدهنّ كان معارضًا بشدة للزواج ومنع أي خاطب من الاقتراب من بناته.

ثم في أحد الأيام، تأتي امرأة فرنسية، تُدعى بابيت، إلى المدينة، وتقلب كل شيء رأسًا على عقب، أثناء عملها كمدبرة منزل في القرية، تكتشف بابيت أنها ربحت يانصيبًا في باريس، وبدلًا من أخذ المال والعودة إلى المنزل، أنفقته كله على "وليمة فرنسية" حقيقية.

يُصدم العديد من سكان البلدة بالمكونات الملونة الكثيرة، ويصرّون على رفض الاستمتاع بما تطبخه، يعتقدون أن العيد "سبت شيطاني"، ويؤمنون إيمانًا راسخًا بأنه لا ينبغي الاستمتاع بالطعام، وقد يُعرّضهم لخطايا فظيعة.

لكن بعد الجلوس وتناول الأطباق العديدة، سرعان ما يكتشفون أن مقاومته أصعب مما كانوا يعتقدون، وفي النهاية، لا يتمالكون أنفسهم، فيستمتعون بالعيد علانية، وفي نهايته، يشعرون بامتنان أبدي لبابيت لأنها فتحت أعينهم على مباهج الحياة البسيطة.

ويرى البابا فرنسيس جمال الفيلم من عدة جوانب، أولًا، يرى العيد مثالًا على الفرح الحقيقي، حيث تنبع أعظم أفراح الحياة عندما نتمكن من إسعاد الآخرين، كمذاقٍ مُسبقٍ للنعيم، وأتذكر المشهد الجميل في فيلم  Babette’s Feast، عندما تتلقى الطاهية السخية عناقًا وامتنانًا وثناءً ممكن حولها.

يرى البابا فرنسيس في عطاء بابيت المُخلص مثالًا يُحتذى به، حيث أنفقت كامل أرباحها من اليانصيب لإعداد هذه الوليمة، وقضت أسابيع تُخطط للوجبة وتُؤمّن المكونات اللازمة، وهذا هو الفرح الذي أريد أنا البابا فرنسيس أن نختبره، فرحٌ لا يُركّز على الاحتياجات الأنانية، بل على فرح الآخرين.

كما يرى البابا فرنسيس الفيلم دعوةً للانفتاح على عمل الروح القدس، خاصة أننا أحيانًا نميل إلى تقليد الفريسيين القدماء، ونُحيط معتقداتنا بسياج، ونركز على القواعد التي وضعها البشر لحماية أنفسنا، ومما لا شك فيه أن القواعد ضرورية، ولكن عندما نُصبح مهووسين بها، ونُختلق قواعد جديدة لا تمت بصلة إلى جوهر الإنجيل، نُعمي أنفسنا عما قد يُريد الله أن يفعله في حياتنا.

Babette’s Feast