كيف يصبح الأبناء حكماء؟

عصام محمد عبد القادر
عصام محمد عبد القادر
بقلم عصام محمد عبد القادر

اكتساب المعرفة الصحيحة، بداية لممارسات قويمة، يتلوها بناء وجداني نقي، وتلكم الثلاثية، لا فواصل، ولا حدود، ولا معيار، يحكمها؛ لكن هنالك ضرورة قصوى، تجاه أن نضبط السلوك والانفعال، وهنا يحتاج الإنسان مرآة، يتعرف من خلالها على ذاته، بل يكتشف مكنوها؛ ليحدد احتياجاته الخاصة، التي تسهم في أن تعنيه على التوافق والتكيف، ومواصلة تنمية المهارات النوعية لديه، سواءً أكانت حياتية، أم مرتبطة بمجال تخصصه الدقيق.


حينما يوقن الفرد ثنايا ذاته، يدرك أن أحكامه في حاجة ماسة لتعزيز معرفي؛ فيهرول للمصادر المتاحة؛ كي يستزيد منها، وينهل من مشاربها قدر مستطاعه، ولا يتوقف عند هذا الحد، بل يبحث عمن ينمي لديه الخبرة، من بوتقة لا تنضب؛ حيث يعي أهمية ما لدى الآخرين؛ فيبدى استعدادًا كي يتلقى عبر معايشة، أو مخالطة، أو تعامل مباشر، أو غير مباشر، ما يصقل معارفه، وما يرسخ مستويات الأداء لديه، وبالأحرى يغذي وجدانه.


الأمر يتعلق بماهية الاستعداد لدى الأبناء، وهذا يؤكد لدينا ضرورة العمل الممنهج؛ كي نجعلهم قادرين على ممارسة التفسير، والاستنتاج، وتقديم البراهين والحجج؛ فيصير الاستدلال بمثابة الاتصاف، الذي لا ينفك عن نمط شخصياتهم؛ حيث يستثمرون ما لديهم من معلومات، وبيانات متاحة، كمعطيات رئيسة، في التغلب على ما يواجههم، من مشكلات، أو تحديات، أو صعوبات.


في خضم ذلك يجد الفرد ضالته؛ حيث المناخ الداعم لممارسة الذكاءات المتعددة لديه، عبر شراكة، أو مشاركة، تسهم في تحفيز أكثرها تفردًا لديه، وهذا بالطبع لا يستبعد إمكانية إعمال الفروق الفردية فيما بين الأفراد؛ فتبدو سجايا الأفكار الملهمة متاحة لمن يحاول التفكير؛ كي يصل لما يصبوا إليه، من خلال قدح الأذهان، التي تتوالد عبر مكنونها، ما يساعد في تغيير واقع من حالته التي نصفها بالتقليدية، لحالة تحدث فعالية وديمومة، نتطلع إليها دومًا.


مثابرة الإنسان من أجل بلوغ غايته متطلبٌ رئيسٌ؛ كي تنمو الحكمة لديه؛ فلا يخضع كافة ممارساته للمقارنة، ولا يسمح لتقويم أي ممارسات بعيدًا عن معايير أو محكات، من شأنها أن تعزز الموضوعية في أحكامه؛ فلا إيمان بالحكم المطلق، دون مبرر منطقي ينبري عليه تجاهل ما يدور في العقل من تساؤلات، تبدو مشروعة في كليتها.


العلاقة بين الحكمة واكتساب الخبرات، تُعد طردية في مجملها، وهنا نتوقع أن تفتح أبواب الابتكار لدى الأبناء؛ فرغبتهم لتحقيق أهدافهم، لا تنفك عن آمال وطموحات غير متناهية؛ لذا نرى ملامح الفراسة في فرز الغث من الثمين، والجيد من الرديء، والصادق من المكذوب، والحق من الباطل، وهنا يصعب أن يصاب الإنسان بكل ما يشوب الفكر أو يضير بالوجدان ومكوناته.


تقتضي تنمية الحكمة لدى الأبناء، تعلمًا مستمرًا؛ لتنمو معارف حياتية، تعينهم على أن يديروا شئونهم الخاصة بشكل غير تقليدي، ناهيك عن تحمل للمسئوليات، التي تزداد وتيرتها يومًا تلو الآخر، وهنا نتطلع أن يصبحوا راغبين في تحقيق جودة حياتية، تعينهم لبلوغ الريادة، وتضعهم في ساحة التنافسية، التي تدفع بهم للأمام، بل تخلق في النفوس إيجابية غير مسبوقة؛ ومن ثم لا تدع للسلبية بابًا مواربًا.


في ضوء ما تقدم، يتأكد لنا أن الحكمة في مجملها مكتسبة؛ فبتدريب وتنمية مهارات التفكير لدى الأبناء، نستطيع أن نصقل مداخل الحكمة، وهذا لا يتنافى مع الاهتمام بكافة الخبرات الحياتية، التي يكتسبها الفرد، سواءً من بيئته الاجتماعية، أو من المؤسسات الرسمية، بمختلف غاياتها وبرامجها، وبناءً على ذلك نقدر الجهود المقصودة، حيال تنمية ماهية الحكمة، لدى إنسان منوط به، أن يصبح أداة بناء في مجتمعه.


ما أروع من أن نبدأ باكرًا في تنمية الحكمة لدى البناء؛ لتصبح قدراتهم الذهنية مؤهلة لأن ينغمسوا في حيوات مفعمة بالنتاج لا يستوقف مسارات عوز، بل يصير من دوافع البحث عن حلول غير تقليدية، وهنا نتوقع أن تزدهر بيئاتنا المحيطة، بمزيد من الرؤى الطموحة النظرية منها والتطبيقية؛ ليصبح الربط الوظيفي فيما بينهما أمر سهل المنال.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الرئاسة الفلسطينية: أى توجهات لا تلبي حقوق الشعب لن تجلب الأمن والسلام

رينارد: أتحمل مسئولية سقوط السعودية أمام المكسيك وأثق فى التأهل للمونديال

رحيل مفاجئ للنجمة الهندية شيفالي جاريوالا الشهيرة بأغنية Kaanta Laga

مصرع 50 شخصا فى انهيار منجم ذهب فى السودان.. التفاصيل

باختصار.. أهم الأخبار العربية والعالمية حتى الظهيرة.. 7 شهداء فى قصف الاحتلال الإسرائيلى غزة.. مجلس الشيوخ الأمريكى يقر مشروع قانون ترامب لخفض الضرائب.. جروسى: إيران قد تتمكن من تخصيب اليورانيوم مجددا خلال أشهر


عفو رئاسى عن باقى العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بثورة 30 يونيو

قصر العينى: أول جهاز تنفس صناعى مصرى بالكامل "EZVent" أثبت كفاءة فى النتائج

بعد أنباء رحيله.. أرقام مصطفى شلبي مع الزمالك

الأهلي يتسلم 8 ملايين دولار من فيفا ويترقب رد الضرائب الأمريكية فى باقي المستحقات

أوروبا تواجه صيفا قاسيا.. 4 دول تعلن الطوارئ مع خطر اندلاع حرائق


ترقبوا.. محافظ الجيزة يعتمد اليوم تنسيق الثانوى العام 2025

حكايات موجعة من حادث المنوفية.. الأهالى يسردون لليوم السابع قصص كفاح الراحلات والموت الجماعى.. رويدا لم تُزف وشيماء لم تُكمل هندستها.. و4 طالبات متفوقات بالإعدادية ينتقلن من دفتر الأحلام إلى سجل الوفيات.. صور

شوبير: الأهلي رفع راتب وسام أبو علي.. ولا توجد عروض لـ الشناوى

تنسيق الثانوى العام بالقاهرة 2025.. اعرف التوقعات بعد إعلان نتيجة الإعدادية

3 ملايين دولار سبب تمسك وسام أبو علي بالرحيل عن الأهلي

مواعيد مباريات اليوم.. سان جيرمان أمام إنتر ميامي وفلامينجو ضد البايرن بمونديال الأندية

تداول أسئلة امتحان اللغة الإنجليزية للثانوية العامة.. والتعليم تحقق

دي ماريا يتخطى وسام أبو علي ويتصدر ترتيب هدافي كأس العالم للأندية

65 مليون دولار تنعش خزائن الفرق العربية فى كأس العالم للأندية

باريس سان جيرمان وإنتر ميامي فى مواجهة نارية بمونديال الأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى