وزير الدفاع الأمريكى فى مرمى الانتقادات مجددا وفضيحة سيجنال أخرى تلاحقه.. المتحدث السابق باسم البنتاجون يتحدث عن فوضى موظفين داخل المؤسسة العسكرية.. نيويورك تايمز: نشر معلومات عسكرية فى جروب يضم زوجته وشقيقه

لم تكد أصداء فضيحة "سيجنال" تهدأ، مع انشغال العالم بالحرب التجارية التى أشعلها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية ضخمة على الصين، حتى وجد وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيجسيث، نفسه فى قلب عاصفة جديدة، تجددت معها المطالب باستقالته.
وكانت فضيحة "سيجنال" الأولى قد تعلقت بإنشاء مجموعة على تطبيق "سيجنال" تضم عددًا من كبار مسئولى الأمن القومى الأمريكي، من بينهم هيجسيث وآخرون، ناقشوا خلالها خططًا لضرب الحوثيين فى اليمن قبل تنفيذها. وقد أثارت هذه الفضيحة انتقادات واسعة، خاصة بعدما كشف عنها صحفى فى صحيفة ذى أتلانتك، تم ضمه إلى المجموعة عن طريق مستشار الأمن القومى مايك والتز، دون أن يلاحظ أحد وجوده.
جاءت أحدث الانتقادات التى وُجهت إلى هيجسيث جاءت من المتحدث السابق باسم البنتاجون، الذى استقال من منصبه الأسبوع الماضى، وقال فى مقال له بمجلة بوليتيكو إن وزارة الدفاع "غارقة فى دراما الموظفين وتقلباتهم" خلال الأشهر الأولى من فترة ترامب الثانية.
ووصف المتحدث السابق، جون إليوت، الوضع بأنه "انهيار كامل" قد يُكلف هيجسيث، المذيع السابق فى قناة فوكس نيوز والضابط فى الحرس الوطنى، البالغ من العمر 44 عامًا، وظيفته.
وكتب إليوت يقول:"لقد كان شهرًا من الفوضى العارمة فى البنتاجون. من تسريبات خطط عملياتية حساسة إلى عمليات فصل جماعية، أصبح هذا الخلل الآن مصدر إلهاء كبير للرئيس، الذى يستحق الأفضل من قيادته العليا".
وجاء تحذير إليوت بعد أن نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا ذكرت فيه أن هيجسيث شارك تفاصيل هجوم أمريكى على الحوثيين فى اليمن الأسبوع الماضى فى دردشة جديدة عبر تطبيق "سيجنال"، أنشأها بنفسه وضم إليها زوجته وشقيقه وحوالى 10 أشخاص آخرين.
وأكدت صحيفة الجارديان وجود هذه المجموعة الخاصة لهيجسيث على تطبيق "سيجنال".
وبحسب الصحيفة الأمريكية، ووفقًا لمصادر مطلعة لم تُكشف هويتها، فإن هيجسيث أرسل لنفس المجموعة من مساعديه الشخصيين المعلومات ذاتها، متضمنة الجدول الزمنى للرحلات الجوية لطائرات من طراز F/A-18 هورنتس لضرب أهداف للحوثيين فى اليمن. كما شارك المعلومات نفسها فى مجموعة أخرى على "سيجنال" تضم كبار المسئولين، أنشأها مستشار الأمن القومى الأمريكي، مايك والتز.
وكانت المحادثة الجماعية الأولى على "سيجنال"، التى أنشأها والتز، وكشف فيها هيجسيث عن خطط هجومية مفصلة لمسئولين آخرين فى إدارة ترامب عبر تطبيق المراسلة المشفر، قد تم الكشف عنها قبل نحو شهر من قبل رئيس تحرير مجلة ذى أتلانتك.
ويُرجّح أن يؤدى الكشف عن وجود مجموعة ثانية إلى زيادة الضغوط على البيت الأبيض لاتخاذ إجراء، خصوصًا مع الصورة القاتمة التى رسمها جون إليوت للبنتاجون تحت قيادة هيجسيث.
من جانبه، أصدر المتحدث باسم البنتاجون، شون بارنيل، بيانًا نُشر على منصة "إكس" مساء الأحد، عقب تقرير نيويورك تايمز. وقال فيه: "لم تكن هناك أى معلومات سرية فى أى محادثة عبر سيجنال، مهما حاولوا تضخيم القصة. الحقيقة أن مكتب وزير الدفاع يواصل تعزيز قدراته وكفاءته فى تنفيذ أجندة الرئيس ترامب. لقد أنجزنا الكثير بالفعل من أجل المحارب الأمريكي، ولن نتراجع أبدًا".
وأضاف بارنيل:"يوم آخر، قصة قديمة أخرى تعود من بين الأموات. لا تزال وسائل الإعلام المعادية لترامب مهووسة بتدمير أى شخص يدعم أجندة الرئيس. هذه المرة، تعتمد صحيفة نيويورك تايمز — وجميع وسائل الإعلام التى تُكرّر ادعاءاتها — على شكاوى موظفين سابقين ساخطين كمصادر وحيدة لمقالهم".
ورغم بيان البنتاجون، فإن الفوضى داخل المؤسسة العسكرية لا تخفى على أحد.
فقد قال ثلاثة من كبار مستشارى وزارة الدفاع الأمريكية، الذين تم فصلهم الأسبوع الماضى بعد فتح تحقيق بشأن تسريبات، إنهم لا يعرفون سبب إقالتهم.
وبحسب ما ذكرته مجلة بوليتيكو، فإن المستشار البارز السابق دان كالدويل، ونائب رئيس الموظفين السابق دارين سلينيك، ورئيس الموظفين السابق لنائب وزير الدفاع كولين كارول، قالوا فى منشور على منصة "إكس" إنهم لم يُبلغوا تحديدًا بما خضعوا للتحقيق بشأنه، ولا ما إذا كان التحقيق لا يزال جاريًا، أو ما إذا كان هناك تحقيق فعلى بشأن وجود تسريبات من الأساس.
Trending Plus