إرث باقٍ وتحديات قادمة لإيبارشية البحيرة بعد رحيل الأنبا باخوميوس.. ترقب لقرار المجمع المقدس بشأن مستقبلها.. مصادر كنسية ترجح تقسيم إيبارشية البحيرة لـ 5 إيبارشيات.. وتوقعات باختيار أسقف جديد من الداخل

رحل الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، عن عمر ناهز 90 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا كبيرًا من الخدمة والعطاء للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وأثار رحيله تساؤلات حول مستقبل الإيبارشيات التي كان يرعاها، وما إذا كانت ستبقى كما هى أم سيتم تقسيمها؟.
وتضم إيبارشية البحيرة ، محافظة البحيرة كلها وأجزاء من محافظة الاسكندرية ومحافظة مطروح ودولة ليبيا وجزيرة كريت، وهي مساحة واسعة جدا يصعب على أي اسقف متابعتها ورعايتها بشكل دقيق.
وتولى الأنبا باخوميوس رعاية إيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية عام 1971، وكانت وقتها تضم 17 كنيسة فقط، ومنذ ذلك الحين، قام بتوسيعها وتطويرها، وأنشأ العديد من الكنائس والمؤسسات الخدمية، وباتت تضم مئات الكنائس وملايين الأقباط.
ومع رحيل الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، تدخل إيبارشية البحيرة مرحلة جديدة من تاريخها، وتتجه الأنظار نحو المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الذي سيختار خلفًا لهذا الأب الجليل.
البابا تواضروس الثاني أصدر قرارا عقب رحيل الأنبا باخوميوس، بتعيين الأنبا بولا أسقف طنطا وتوابعها، نائبا بابويا على مطرانية البحيرة ومطروح والمدن الخمس الغربية ، لكن هذا الأمر لا يعني بقاء الأنبا بولا إلى الأبد ، لكنها مرحلة لابد أن تنتهي بتعيين خليفة الأنبا باخوميوس.
ويعتبر اختيار الأسقف الجديد للإيبارشية قرار بالغ الأهمية، حيث سيتولى مسؤولية رعاية عدد كبير من الأقباط، وتوجيههم روحيًا وإداريًا، خاصة وأن مطرانية البحيرة مترامية الأطراف وتشمل دولا مثل تونس والجزائر وليبيا.
وأوضحت عدة مصادر كنسية في تصريحات خاصة لليوم السابع أن قداسة البابا تواضروس الثانى قد يأتى بأسقف من داخل الإيبارشية فى مطروح أو إحدى رهبان دير أبو مقار ، خاصة وأن البابا تواضروس كان أسقفا عاما لمطرانية البحيرة قبل أن يصير بابا للكنيسة ، وبالتالي هو يعرف كل تفاصيلها ورهبانها وتربطه بهم علاقة جيدة ، وهو يميل لأن يكون الأسقف الجديدة من أبنائها.
وتؤكد لائحة الكنيسة التى أقرها المجمع المقدس عام 2013 أنه يتم تشكيل لجنة من قداسة البابا رئيسا وعضوية سكرتير المجمع المقدس و 3 من أعضاء المجمع يختارهم قداسة البابا وتقوم هذه اللجنة بمتابعة الأباء الرهبان الذين لهم خدمة رعوية من خلال التقارير السنوية وإنشاء سجل متابعة لكل راهب له خدمة رعوية ثم مرحلة اختيار الأساقفة.
وتؤكد عدة مصادر كنسية تحدثت لليوم السابع أن هناك سيناريوهين محتملين لمستقبل إيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية ، وهى:
السيناريو الأول، هو الإبقاء على الإيبارشية كما هى، مع تعيين مطران جديد لرعايتها ووجود مساعدين له ، وهذا احتمال ضعيف.
أما السيناريو الثاني وهو الأكثر ترجيحا، هو تقسيم الإيبارشية إلى عدة إيبارشيات صغيرة ، قد تكون 5 أو 6 أو 7 إيبارشيات.
وأوضحت مصادر كنسية أن هناك اتجاه قوى داخل الإيبارشية إلى 5 إيبارشيات لـ 5 أساقفة، حتى يكون هناك اهتمام قوى بهم وأنشطتهم المختلفة.
وأوضحت المصادر أنه يبقى فى النهاية، القرار النهائي بشأن مستقبل الإيبارشيات أن يعود إلى المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والذي سيتخذ قراره بناءً على ما يراه مناسبًا لخدمة الكنيسة وشعبها، فالمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية هو الهيئة العليا التي تتخذ القرارات المتعلقة بشؤون الكنيسة.
وكان قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ترأس صلوات تجنيز الراحل نيافة الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بمشاركة عدد من الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة، وسط حضور شعبي كبير من أبناء الكنيسة.
Trending Plus