الفرصة الذهبية لاكتشاف تراث القلعة

خالد عزب
خالد عزب
بقلم خالد عزب

قد لا تأتى فرصة أخرى، لكن هذه المرة الفرصة ذهبية فعلا، فمشروع تطوير ميدان القلعة يعطى مصر فرصة ذهبية، هذه الفرصة هى إجراء حفائر أثرية فى ميدان القلعة بأكمله لإعادة اكتشاف الميدان الأثرى فى حقب تاريخية، خاصة فى العصر الطولونى، حيث كان القصر الطولونى فى هذا الميدان قبل أن يهدمه العباسيون لينهوا أول دولة إسلامية مستقلة فى تاريخ مصر، كما كان الميدان منذ العصر الأيوبى جزءا من القلعة وهو ما لا يدركه الكثيرون، بل جدد فى عصر الناصر محمد بن قلاوون، وتتابعت عليه الإضافات عبر العصر المملوكى، وكانت السفارات الأجنبية تستقبل به، بل صار مكانا مفضلا لعروض الخيول فى العصر المملوكى، كما كان مصلى العيدين الرسمى إلى عصر محمد على باشا، وشهد حصار المصريين للقلعة فى مناسبات مختلفة، لذا فمن المتوقع اكتشاف آلاف القطع الأثرية من الحقبة الطولونية إلى الحقبة العثمانية، فضلا عن بقايا مبانى تعيد تأريخ الميدان وتاريخ مصر، وسنصبح محظوظين لو عثرنا على أى باقيا للقصر الطولونى.

إن العديد من المؤشرات تشير إلى إمكانية ما سبق، ففى ميدان القلعة من شارع محمد على سنلاحظ صعودا واضحا ما ارتفاع منسوبه بالنسبة إلى جامع السلطان حسن، وكنت فى التسعينيات من القرن العشرين كشفت عن بقايا مبانى (صهريج) أمام مدخل السلطان حسن فى الميدان، ولكن جرى ردمه لاعتبارات عديدة أبرزها عدم استعداد قطاع الآثار الإسلامية آنذاك للحفر فى هذه المنطقة، كما أن سور الميدان الذى يرجع للعصر المملوكى ما زال باقيا خلف سنترال القلعة، وهو مؤشر يمكن الاعتماد عليه فى إجراء الحفائر، فضلا عن أن الميدان به طبقات مختلفة من الرديم كانت تظهر عند الحفر لأساسات أى مبنى جديد.

ليبقى السؤال.. هل هذه الحفائر ضرورية لمصر؟

لا شك أن إجراءها ضرورى فهى سوف تجيب عن أسئلة لا حصر لها، وستكون فرصة لاكتشاف تراث حقبة ما تبقى منها نادرا، خاصة أن العصر الطولونى كان عصرا ذهبيا لمصر، وأى قطعة يعثر عليها من هذا العصر ستكون مهمه لنا، ليس كباحثين فقط بل مهمه للتاريخ الوطنى وبالتالى لكل المصريين.

ومن المهم أن يعرف القائمون على مشروع تطوير ميدان القلعة، أن هذه الحفائر ستعطى ميزة لمشروعهم حيث سيسلط الإعلام الضوء على هذه الحفائر وستجذب ملايين المتابعين حتى إن تأخر المشروع بعض الوقت، فهذه الحفائر ستثرى المشروع، بل نتائج هذه الحفائر ستكون متحفا يمكن أن يزيد من قيمة الميدان والمنطقة كثيرا، علينا أن نفترض أن هذه الحفائر يمكن أن تبدأ عبر خمسة مجسات تختار بعناية فى مواقع مختلفة من الميدان، مع مسح أولى بالأقمار الصناعية، ومن هنا يبدأ المشروع والذى بلا شك سيجعل المصريين يقدرون ويحترمون هذا المشروع، بل سيشكل نقله نوعية له.

إن استمرارية البحث العلمى الأثرى وفق ما سبق طرحه يجلعنا نعتقد أن هذا واجبا وطنيا، وغيره سيكون محاولة لطمس تاريخ الوطن بل وإهالة التراب عليه.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إحالة المتهم بقتل زوجته فى المنوفية بسبب خلافات بينهما إلى الجنايات

تقارير: غياب مرموش ضربة قوية للسيتي ومصر ثاني المرشحين لحصد أمم أفريقيا

بدء إبلاغ المقبولين بكلية الشرطة بنتائج القبول للعام الدراسى الجديد

مستشار الرئيس للصحة يوصى بالبقاء بالمنزل عند الشعور بأعراض الأنفلونزا "A"H1N1

5 آلاف إثيوبي ملزمون بمغادرة أمريكا خلال 60 يوما.. ما السبب؟


قبول 50 طالبة من كليات التربية الرياضية بأكاديمية الشرطة

قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة

قبول 800 طالب من الحاصلين على الثانوية بأكاديمية الشرطة

وفاة الفنان نبيل الغول.. أبرز مشاركاته ذئاب الجبل والشهد والدموع

ألمانيا تحبط هجوما إرهابيا على سوق عيد الميلاد واعتقال 5 أشخاص


تفاصيل عرض المليون دولار من برشلونة لضم حمزة عبد الكريم وموقف الأهلي

صدمة بعد إطلاق نار فى جامعة أمريكية.. الضحايا من الطلاب والمسلح لا يزال هاربا

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

سقوط 5 قتلى في إطلاق النار بأستراليا.. والشرطة تعلن مقتل أحد المنفذين

اعرف كيفية الحصول على نتيجة كلية الشرطة لعام 2025/2026

الصفقة المجانية سر غضب الأهلى من برشلونة فى صفقة حمزة عبد الكريم

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

أكاديمية الشرطة تعلن نتيجة الطلاب المتقدمين لها اليوم

انتخابات مجلس النواب.. بدء الصمت الانتخابي فى 55 دائرة ضمن المرحلة الثانية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى