"عبقرية محمد" كتاب أشعل خلافًا فكريًا بين العقاد والشعراوى

عبقرية محمد
عبقرية محمد
محمد عبد الرحمن

خلّد الأدب العربى الحديث سيرة النبى محمد صلى الله عليه وسلم من زوايا متعددة، وكان من أبرز تلك المحاولات ما قدمه المفكر الكبير عباس محمود العقاد فى كتابه الشهير "عبقرية محمد"، الذى لم يسعَ فيه إلى تكرار وقائع السيرة النبوية، بل أراد تقديم قراءة مختلفة تسلط الضوء على شخصية النبى باعتباره إنسانًا فذًا، وهبه الله من الصفات والظروف ما أهّله لحمل أسمى رسالة عرفها التاريخ.

العقاد في كتابه لم يكتفِ بعرض سيرة تقليدية، بل ركز على إبراز الجوانب الإنسانية للنبي: القائد الحكيم، والداعية الرحيم، والسياسي المحنّك، والزوج العطوف، والأب الحنون، في رؤية إنسانية عميقة لشخصية النبي محمد، دون أن تُغفل قدسيته كرسول.

غير أن هذا الطرح لم يمر دون جدل، فقد وقع خلاف فكري مشهور بين العقاد وإمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، حول استخدام لفظ "العبقرية" في وصف النبي الكريم.

يرى الشيخ الشعراوي، كما نُقل عنه، أن مصطلح "العبقرية" لا يليق بوصف النبي محمد صلى الله عليه وسلم، موضحًا أن النبي أعلن أميته، التي هي شرف له، ومعناها أنه لم ينهل من ثقافة بشرية أو تعليم بشري، بل تلقى الوحي مباشرة من الله سبحانه وتعالى.

وأضاف الشعراوي أن العبقري من البشر عادةً ما تظهر ملامح عبقريته في سن مبكرة، بينما بدأت رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الأربعين، وهو ما يؤكد أن ما نُسب إليه من حكمة وعلم وفصاحة إنما هو منحة ربانية، لا سمة بشرية مكتسبة.

أما العقاد، فدافع عن طرحه الفكري من منطلق فلسفته في تحليل الشخصيات، إذ رأى أن "العبقرية" في هذا السياق لا تنتقص من مقام النبوة، بل هي إشارة إلى تميز الشخصية النبوية في صفاتها وقدراتها الإنسانية التي هيّأها الله لحمل الرسالة، وأراد العقاد بهذا التوصيف أن يقرّب فهم شخصية النبي إلى الأذهان بأسلوب أدبي وفلسفي.

ويظل كتاب "عبقرية محمد" واحدًا من أكثر الأعمال الفكرية التي أثارت نقاشًا مستمرًا بين المثقفين ورجال الدين، في تقاطعٍ لافت بين الرؤية الأدبية والفهم العقدي، ليبقى السؤال حاضرًا: هل يجوز أن نصف الرسول بالعبقرية، أم أن مقام النبوة أسمى من كل وصف بشري؟

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نقابة المهن التمثيلية تنعى شقيقة عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

عصام إمام لـ اليوم السابع باكيا: موعد جنازة شقيقتى لم تحدد وادعوا لها

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

حسن شحاتة يقضى فترة النقاهة داخل المستشفى


تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو

بيراميدز يتقدم بعرض لبتروجت لشراء حامد حمدان فى انتقالات يناير

كل ما تريد معرفته عن قتل وإصابة 42 شخصا بهجوم استهدف عيد حانوكا بأستراليا


رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية بالسخنة

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة

وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة

تفاصيل عرض المليون دولار من برشلونة لضم حمزة عبد الكريم وموقف الأهلي

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى