اقتربوا من عرش الفوز.. روايات مصرية وصلت القائمة القصيرة للبوكر

منذ انطلاق الجائزة العالمية للرواية العربية  "البوكر العربية" عام 2008، لم تغب الرواية المصرية عن المشهد، بل كانت حاضرة بقوة، تنجح أحيانًا في التتويج، وتكتفي أحيانًا أخرى ببلوغ القائمة القصيرة، حيث تلامس المجد وتترك لها أثرًا قويًا، وخلال هذا التقرير نستعرض أبرز الروايات المصرية التى وصلت إلى القائمة القصيرة للبوكر، لتظل حاضرة فى ذاكرة القراء، كأعمال صنعت أثرها بعيدًا عن التتويج.

تغريدة البجعة.. مكاوى سعيد 2008

رواية جلبت الشهرة للكاتب الراحل مكاوى سعيد، وصدرت منها عدة طبعات منذ صدورها، ووصلت إلى القائمة القصيرة فى الجائزة العالمية للرواية العربية، البوكر، فى دورتها الأولى لعام 2008، لتذهب الجائزة إلى رواية واحة الغروب للروائي المصري بهاء طاهر.

وتعد تغريدة البجعة واحدة من أشهر وأهم روايات مكاوى سعيد، وتدور أحداثها حول "مصطفى" الذى يعمل فى الصحافة وعن علاقاته الشخصية، وتتخذ من منطقة وسط البلد محورا مركزيا لأحداثها، إذ تتناول مجتمع وسط البلد القاهرى بمميزاته الفريدة التى تصهر كل من فيه فى قالب واحد له سماته العامة، ثم يتجسد هذا القالب مرة أخرى ليتفرد كل فرد فيه بأشياء قد تكون وراء حدود المعقول.

رواية "جوع".. محمد البساطى 2009

تعد رواية "جوع" أحد أهم وأشهر أعمال الأديب الراحل محمد البساطى، وهى الرواية الثالثة عشر للبساطي، صدرت الرواية لأول مرة عام 2007، وترجمت الرواية إلى عدة لغات، ودخلت فى القائمة النهائية "القصيرة" للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" لعام 2009، ولم لم يحلفها الحظ إذ يفوز فى نفس العام الروائى يوسف زيدان عن روايته "عزازيل".

تُرجمت رواية "الجوع" وهى تعكس أحداث الرواية أحوال قرى الريف المصرى الغارقة فى معاناتها من الفقر والجوع والمرض والتهميش، ويطرح من خلالها صورة عاكسة لما تمثله معاناتها من بيئة مناسبة لانتشار الجهل والخرافة وتسطيح العقول والأفكار. فرواية "جوع" لا تقف عند حدود لقمة العيش، وإنما تتضمن أيضًا كل أصناف الجوع المعنوى إضافة للجوع المادي، كل هذا ينطبق تماماً على أسر القرية، وعلى عائلة "زغلول" على وجه الخصوص.

"يوم غانم فى البر الغربى".. محمد المنسي قنديل 2010

وبأسلوب سردى رصين قاد المنسي قنديل القارئ فى رحلة ساحرة إلى قلب الحضارة المصرية القديمة، لتصل رواية "يوم غانم فى البر الغربى" إلى القائمة القصيرة للبوكر عام 2010 م.

تدور أحداث هذه الرواية الشيقة والممتعة للكاتب المتميز محمد المنسي قنديل في مصر في مطلع القرن العشرين، حيث يحكي لنا عن عائشة، الفتاة الجميلة التي عاشت الحب وعانت من النبذ والخديعة، ورحلتها الطويلة، من أعماق الصعيد، إلى عوالم القاهرة الخفية، إلى مقابر وادي الملوك في طيبة. وعلى خلفية هذه الفترة الخصبة - وشبه المجهولة - من تاريخ مصر والتي امتلأت فيها البلاد بمحاولات إحياء الروح المصرية نرى تشكل حياة عائشة ومخاوفها وتجربتها لاكتشاف ذاتها.

"وراء الفردوس".. منصورة عز الدين 2010

تعد رواية "وراء الفردوس" للكاتبة الروائية منصورة عز الدين، واحدة من أشهر أعمال الكاتبة الكبيرة، حيث صدرت الرواية لأوّل مرة عام 2009، ودخلت فى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" لعام 2010، وكانت أولى أعمالها المترجمة إلى الألمانية.

وتتناول الرواية الطبقة البورجوازية فى الريف، وذلك من خلال شخصية سلمى التى تعمل محرّرة فى جريدة أدبية وتحاول أن تتخلّص من ماض طويل محمّل بذكريات أليمة وصور سلبية عن الذات، مما شجعها على كتابة رواية خاصّة بها، تسرد فيها تاريخ العائلة، تاريخ الحب، تاريخ الجسد، تاريخ الحراك الطبقى داخل القرية، تاريخ الجنون، تاريخ الكتابة.

"رقصة شرقية".. خالد البري 2011

رواية "رقصة شرقية" لخالد البرى، ودخلت في القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2011، ويطرح من خلالها مشكلة الهوية، لكنه يتحدث عن الهوية التى تخلقها الثقافة والفن، وليست الهوية التى تصنعها المؤسسات السياسية أو الدينية، ولا حتى هوية الأجناس، فالرواية لا توضع فى مصاف الروايات المهتمة بالعلاقة مع الآخر، لأنها ببساطة تبين أن الاحتكاك العنيف بثقافات مغايرة يخلق انغلاقاً على الذات، تماما كما يخلق الانفتاح على الآخر.

"بروكلين هايتس".. ميرال الطحاوى 2011

تعد رواية "بروكلين هايتس" للكاتبة الروائية ميرال الطحاوى، واحدة من أبرز الروايات المصرية فى العقد الأخير، ووصلت الرواية إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" لعام 2011، و حازت على "جائزة نجيب محفوظ للأدب" عام 2010، وقد صدرت الرواية لأوّل مرة عام 2010 .

تروى الكاتبة ميرال الطحاوي فى هذه الرواية حكاية مهاجرين عرب إلى نيويورك من خلال راوية امرأة تعرض تجاربها بين الولايات المتحدة بلدها المختار، ومصر بلدها الأم، فتكشف العلاقة المعقّدة بين الشرق والغرب. إنها قصة عن التسامح والأصولية، عن الخسارة والأمل فى الحب، وهى تسترجع أجواء أميركا خلال العقد الأوّل من القرن الحادى والعشرين.

"مولانا".. إبراهيم عيسى 2013

رواية "مولانا" وصلت للقائمة القصيرة للبوكر 2013، ويتناول إبراهيم عيسى فى الرواية ظاهرة بعض شيوخ الفضائيات التى انتشرت فى العالم العربى فى السنوات الأخيرة، حيث يكشف لنا العالم الخفى لهؤلاء الشيوخ، والعلاقات التى تربطهم بأجهزة الأمن والساسة ورجال الأعمال، وهى رواية تتسم بالجرأة فى قدرتها على كشف كيفية إساءة استخدام الدين.

"الفيل الأزرق".. أحمد مراد 2014

صدرت رواية الفيل الأزرق للكاتب أحمد مراد عام 2012، ودخلت القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية عام 2014 ثم تم تحويلها لاحقاً إلى فيلم سينمائي بعنوان الفيل الأزرق بطولة كريم عبد العزيز وقد عرض في عام 2014.

وتدور أحداث الرواية فى مستشفى الأمراض النفسية فبعد خمس سنوات من العُزلة الاختيارية يستأنف الدكتور يحيي راشد عمله في مستشفي العباسية للصحة النفسية، حيث يجد فى انتظاره مفاجأة ففى عنبر "8 غرب"؛ القسم الذى يقرر مصير مُرتكبى الجرائم، يُقابل صديقاً قديماً يحمل إليه ماضياً جاهد طويلاً لينساه.

"عطارد".. محمد ربيع 2015

صدرت رواية عطارد للروائى المصرى محمد ربيع عام 2015 عن دار التنوير فى بيروت، ودخلت فى القائمة النهائية "القصيرة" للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2016، المعروفة باسم "جائزة البوكر العربية".

يروى الكاتب المصرى "محمد ربيع" فى هذه الرواية وسط أجواء كابوسية قصة متخيلة حول وقوع احتلال غامض وسط فلول تتولى قيادة المقاومة الشعبية مع تصاعد جحيم يومى من القتل العشوائى.

"فى غرفة العنكبوت".. محمد عبد النبى 2017

رواية "فى غرفة العنكبوت" دخلت القائمة الطويلة لجائزة "البوكر" للرواية العربية، فى دورتها العاشرة لعام 2017 ومن أجواء الرواية "ما زلتُ أستيقظ فى عز الليل مفزوعًا، لا أعرف أين أنا، فى إحدى نوبات الاختناق تلك، رحتُ أنظر إلى علب وشرائط الأقراص فى درج الكومودينو بإغراء أن أتناولها كلها، فتنتهى الحكاية وأستريح. امتدت يدى إليها وأنا أكتم البكاء، وبدأتُ أمزق السُلوفان المغلف لأقراص الزاناكس بلونها الوردى الباهت الحزين، عندئذٍ ظهر صديقى الوحيد، عنكبوتى الأسود الصغير الذى التقيتُ به يوم خروجى من السجن فى هذه الغرفة ذاتها قبل أسابيع، أخذ يتسلّق أصابعى ببساطة ومودّة ودون خوف، وكأنه يوقف يدى ويحاول منعي، ويهمسُ لى بأن أهدأ وأفكّر مرة أخرى. تراجعت وظللتُ أرنو إليه يسعى فوق رسغى وكفى، ثم عدتُ للكتابة وأنا أتخيل نفسى عنكبوتًا أخرس ينسج من حوله بيته الواهن عسى ألّا يضيع".

"الوصايا".. عادل عصمت 2019

رواية "الوصايا" للروائى المصرى عادل عصمت، والصادرة عن دار الكتب خان للنشر، عام 2018، وترشحت للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" لعام 2019.

وتدور أحداث الرواية إطار الوصايا العشر التى يوصى بها الجد عبد الرحمن إلى حفيده الذى لا يناديه الجد سوى بالولد الساقط ولا نعرف اسمه طيلة الرواية. وكأن الكاتب يجعل الحفيد مرآة للقارئ، كما جعله مرآة للجد ذاته كما قال على لسان الحفيد.

وعبر الزمن تسير الحكاية فى خطوط متوازية، نرى منها خط رواية الأحداث من الجد الذاهب إلى الموت، حيث الزمن الذى ودعه والأشخاص الذين شهدهم وشهدوه، كما نرى خط الحكاية نفسها، كما يرويها الجد بطريقة الفلاش باك.

"فردقان".. يوسف زيدان 2020

رواية "فردقان" للروائى يوسف زيدان، والتى وصلت للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية، عام 2020 وتدور أحداث الرواية حول حياة ابن سينا في فترة اعتقاله بقلعة (فردقان) الموجودة بوسط إيران، في الوقت الحالي، وتحكي الرواية بشكل أدبي يمتزج فيه الواقع بالخيال الروائي، عن ابن سينا، ابتداءً من مولده سنة 370 هجرية، في أسرة مكونة من أب أفغاني وأم خوارزمية (حاليا أوزبكستان)، وحياته في منطقة وسط آسيا ثم استقراره ووفاته في المنطقة الفارسية، حيث عاش النصف الأخير من حياته بين الري (طهران حاليًا)، وهمذان، وأصفهان.

"ماكيت القاهرة".. طارق إمام 2022

رواية ماكيت القاهرة لطارق إمام، والتى نافست في جائزة البوكر العالمية للرواية العربية بدخولها القائمة القصيرة عام 2022 ويحاول الكاتب عبر روايته أن يرصد تحولات الأمكنة، والإنسان، وأثر كل منهما على الآخر، هذا التحول عبر الزمن، يصنع مفارقات جوهرية حول شكل المدينة الواقعي، وشكلها الخيالي المستمر في التجدد، ولأن كل لحظة آنية تصبح في الماضي بمجرد انقضائها، فإن الكاتب يهدف إلى خلخلة الشكل الثابت للأماكن في مخيلتنا، والبدء بتصور العنصر الطارئ على أي بناء، فهذا الأسلوب يعطي المرء مرونة أكبر في تخطي هزيمته أمام اختفاء المكونات تدريجيا، وعبر الزمن.

"ايام الشمس المشرقة".. ميرال الطحاوى 2023

نافست الروائية المصرية الدكتور ميرال الطحاوي على الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" عن روايتها "أيام الشمس المشرقة"، التى دخلت القائمة القصيرة عام 2023.

تسلط أيام الشمس المشرقة الضوء على فئة مهمشة يظن الجميع، على عكس الواقع، إنها الفئة الناجية، وتمنح لهؤلاء المهمشين في المجتمع الغربي صوتاً، وتحفر عميقاً في أسئلة تخصهم. "أيام الشمس المشرقة" نموذج مثالي لتيهة الهجرة، لكنها، قبل كل شيء، رؤية الغريب التي تتمتع بالتمرد على الواقع الجديد، مع ذلك يخلق أسلوباً للتكيف مع قسوته.

"مقامرة على شرف الليدي ميتسي".. أحمد المرسى 2024

وصل الكاتب المصري أحمد المرسي إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "بوكر العربية" عن روايته "مقامرة على شرف الليدي ميتسي"، عام 2024.

وتدور أحداث الرواية حول عالم الرهانات وسباقات الخيول، فى عشرينيات القرن الماضى، من خلال 4 شخصيات رئيسية، يجمعهم رهان واحد رغم اختلاف غاياتهم ومرجعياتهم الثقافية، وترصد الرواية صراعاتٍ طبقية وأحلام صعبة المنال لأبطالها، وسط تشويق وحبكة قوية لمعرفة مصير أبطال العمل.