خيال ومعرفة.. شخصيات رمزية وورش تفاعلية فى مهرجان الشارقة القرائى للطفل

في أجواء تغمرها البهجة والدهشة، افتتحت فعاليات الدورة السادسة عشرة من "مهرجان الشارقة القرائي للطفل"، الذي تنظمه "هيئة الشارقة للكتاب" حتى الرابع من مايو المقبل، في "مركز إكسبو الشارقة"، تحت شعار "لتغمرك الكتب"، وجاء الافتتاح حافلاً بالأنشطة المبتكرة والورش التفاعلية التي خاطبت وجدان الأطفال، وقدمت لهم تجربة ثقافية وتعليمية فريدة.
شخصيات رمزية تفتتح المهرجان برحلة فى الخيال والمعرفة
بأزياء متميزة وألوان زاهية وتعبيرات طفولية مرحة، فتحت شخصيات "مهرجان الشارقة القرائي للطفل"، ومضة، شعاع، قلم، ونقطة، أبواب المعرفة والإبداع، وأعلنت بداية رحلة جديدة مليئة بالأمل والجمال، مصطحبة الزوار الصغار إلى عالم حافل بالدهشة والخيال، والرسائل التربوية والثقافية والتوعوية، التى تهدف إلى تعزيز محبة القراءة فى نفوسهم.
جاء ذلك فى عرض تفاعلي متجول، قدمته الشخصيات الأربع في أول أيام الدورة الـ16 من المهرجان، الذي تنظمه "هيئة الشارقة للكتاب" حتى 4 مايو المقبل في "مركز إكسبو الشارقة" تحت شعار "لتغمرك الكتب"، شكلت خلاله هذه الشخصيات سفراء للمعرفة في كل ركن من أركان المهرجان، وسط ترحيب واسع من الطلاب والعائلات والزوار.
وتجسد الشخصيات مجموعة من القيم، حيث ترمز "ومضة" إلى شرارة الإبداع الذي يولد من فكرة بلمح البصر، في حين يشكّل "شعاع" رمزاً للعلم والمعرفة، فيما يعبّر "قلم" عن شغف الكتابة، وتُمثل "نقطة" النهايات والبدايات، ففي كل نهاية نقطة، وبعد كل نقطة، بداية رحلة جديدة إلى عالم القصص. وحظي العرض بتفاعل واسع من الجمهور، حيث صافحت الطالبات والطلاب شخصيات المهرجان، والتقطوا الصور التذكارية معهم.
ومن خلال هذه الشخصيات، يسعى المهرجان إلى غرس محبة المعرفة في وجدان الأطفال بلغة تناسبهم، حروفها الحركة، وكلماتها الألوان، ومفهومها السرد البصري، الذي يؤثر عليهم بشكل إيجابي، ويحفز مخيلتهم وشغفهم بالقراءة.
شخصيات رمزية
ورشة "حقيبة الزمن الجميل" تعيد للأطفال ذكريات الزمن الجميل
في مزج فريد بين الفن والحنين، عاش الأطفال لحظات إبداعية مميزة خلال ورشة "حقيبة الزمن الجميل" واستلهمت الورشة فكرتها من أشرطة الكاسيت الكلاسيكية، حيث صمم الأطفال حقائب قماشية بأنفسهم، باستخدام أدوات بسيطة من القماش والخيط والغراء، وأضافوا إليها رسومات وتفاصيل مستوحاة من رموز الماضي، ما أتاح لهم فرصة الجمع بين التعبير الشخصى والتصميم العملى.
وقالت المشرفة مريم محمد "الورشة لا تعلم الأطفال الخياطة فقط، بل تمنحهم فرصة للتعبير عن أنفسهم بطريقة فنية ومبتكرة، فهناك سعادة حقيقية نراها في عيونهم عندما ينهون عملهم بأيديهم ويشعرون بالفخر بما أنجزوه".
وأضافت "نحرص في كل ورشة على دمج عنصر المرح مع التعليم، ونركز على تعزيز المهارات اليدوية التي قد لا تُتاح للأطفال في حياتهم اليومية، خاصة في ظل استخدامهم المكثف للتكنولوجيا. هذه الأنشطة تمنحهم فرصة لاستكشاف طاقاتهم الإبداعية".
ورشة حقيبة الزمن الجميل
ورشة "المصباح الكهربائي"
بروح علمية ملهمة، جاءت ورشة "المصباح الكهربائي" التي قدمتها المدربة سلام نجم الدين، حيث استعرضت قصة توماس إديسون مع المثابرة والتجربة، قبل أن ينتقل الأطفال إلى جزء عملي لصناعة دائرة كهربائية تُضيء مصباحاً صغيراً باستخدام أدوات مبسطة.
وقد ومثلت هذه التجربة فرصة للأطفال لفهم مراحل الاختراع وأهمية الفشل كجزء من طريق النجاح، ما عزز فيهم روح الاستكشاف والبحث.
ورشة المصباح الكهربي
ورشة "فن الرسم بالخيوط" وخيال الأطفال لنسج لوحات لشخصياتهم المفضّلة
في أجواء تفيض بالإبداع والحماسة انطلقت ورشة "فن الرسم بالخيوط" حيث اجتمع الأطفال لتحويل المسامير والخيوط والخشب إلى لوحات فنية مستوحاة من شخصياتهم المفضلة.
وأشرفت على الورشة الفنانة كارلا، التي قادت الأطفال برؤية فنية ملهمة، وساعدتهم على تنفيذ أعمال يدوية مبتكرة، بدءًا من اختيار كل طفل شعار بطله المفضل، ثم تثبيت المسامير، ولفّ الخيوط بطريقة مدروسة تترجم تصوراتهم الشخصية إلى فن بصري ملموس.
وسلطت الورشة الضوء على أهمية الجمع بين التحصيل الأكاديمي وتنمية المهارات اليدوية والفكرية، إذ أبدع الأطفال في تصميم أعمال تعكس هوياتهم وأساليب تفكيرهم، وسط أجواء من التعاون والحماسة.
وأكدت كارلا أن الورشة سيعاد تقديمها خلال أيام المهرجان مع مفاجآت وأساليب جديدة، مشيدة بتفاعل المشاركين، وداعية أولياء الأمور إلى دعم أطفالهم في خوض تجارب فنية تعزز الخيال وتغذي روح الابتكار.
وأوضحت أن الورشة تسهم في تطوير مهارات التفكير النقدي والتخطيط، بالإضافة إلى الصبر والقدرة على التركيز، إذ يبدأ الطفل بتصور الشكل النهائي للعمل ويسير خطوة بخطوة حتى إنجازه، مما يعزز ثقته بنفسه ويوسّع قدراته الذهنية والبصرية.
ويقدم "مهرجان الشارقة القرائي للطفل" هذا العام أكثر من 1024 فعالية فنيّة وثقافية وترفيهية، من بينها أكثر من 600 ورشة عمل، و85 عرضاً مسرحياً وجوالاً، إلى جانب 85 ورشة طهي و30 عرضاً حياً، كما يشارك فيه 133 ضيفاً من 70 دولة، بينهم نخبة من الكتّاب والرسامين العالميين، وبمشاركة 122 دار نشر من 22 دولة.
فن الرسم بالخيوط
Trending Plus